مجتمع

“زوّادتنا” لتشغيل النساء في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة

يعاني اللّاجؤون الفلسطينيون كما المواطنون اللّبنانيون من البطالة في ظل أزمة اقتصادية حادة باتت تشكل عبئاً معيشياً خاصة على العائلات الأكثر عوزاً، ما دفع بعض الجمعيات والأفراد إلى إطلاق مبادرات ومشاريع للمساعدة في إيجاد فرص عمل في أكثر من طريقة.

 

الجمعيات التعاونية النسائية لتدريب وتشغيل النساء 

في عام 2016 تأسّست الجمعيات التعاونية بدعم من سفارة مملكة النرويج في لبنان، وقد هدفت فكرة التأسيس منذ البداية إلى تحقيق تمكين ملموس يقوم على التدريب وخلق فرصة عمل حقيقية للنساء، تؤسس لطرح مبدأ التنمية الحقيقية القائمة على وجود فرصة للإنتاج.

وتضمنت خطة المشروع تدريب 75 امرأة شاركن في التدرّب على إنتاج مواد غذائية (مأكولات فلسطينية، مربيات، حلويات، مجففات، معجنات..الخ)، على أسس عملية تراعي معايير منظمة الصحة العالمية، وقد شارك في التدريب خبراء من فلسطين، تونس، لبنان.

ومن أهم مخرجات مشروع الجمعيات التعاونية النسائية كان تدريب النساء على مهارات نوعية وتشغيل القادرات منهنّ على العمل المحترف، ومن ثمّ أن يعتمدن في إعالة أسرهنّ من الأرباح الناتجة عن البيع والتسويق، والآن هناك عشر نساء عاملات يتقاضين رواتبهن بشكل شهري، يضاف إلى ذلك 40 امرأة يتقاضين رواتب حسب ساعات العمل.

 

المطبخ الفلسطيني “زوّادتنا” فرصة للعمل والانتاج

تمّ تجهيز المطبخ الفلسطيني بمعدات حديثة لتمكين النساء من الانتقال من التدريب إلى الإنتاج المهني القائم على خطة عمل إنتاجية تراعي متطلبات السوق، كما تمّ تدريب عناصر نسائية على تسويق المنتجات لتحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال الاعتماد على جودة السلع المنتجة وقدرتها على المنافسة، وعلى الرغم من صعوبة الظروف التي يمرّ بها لبنان، عملت الجمعيات التعاونية على بذل الجهود الكبيرة في سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتي وهي استطاعت أن تحقق نسبة تصل حتى 70% من الاكتفاء الذاتي.

يوفّر المطبخ الفلسطيني “زوادتنا” تأمين المواد الغذائية بأنواعها كافة وخاصة المأكولات الفلسطينية سواء للأفراد او للولائم الكبيرة، وهذا الأمر يُسهم في تأمين مصدر مادي لعائلات النساء العاملات في المطبخ كما أنه يُساهم في الحفاظ على المأكولات التراثيّة الفلسطينية التي يسعى الصهاينة لسرقتها ونسبها إليهم.

 

حملة تشغيل النساء الفلسطينيات

لتخفيف العبء المادي عن كاهل الكثير من النساء (فتيات وسيدات)، وتشجيع النسوة الفلسطينيات على العمل من أجل تحسين دخل الأسرة، انطلقت حملة التشغيل في عام 2020 وذلك لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها اللّاجئون الفلسطينيون كنتاج للأزمة المالية الاقتصادية في لبنان، والتي زاد من حدّتها تفشي فيروس كورونا وتداعياتها الاقتصادية والمالية.

تعتمد حملة التشغيل على مبدأ تعزيز التكافل والتعاضد الاجتماعي، من خلال دعوة مساهمين فلسطينيين ولبنانيين (رجال وسيدات أعمال، موظفون وموظفات) لشراء وجبات طعام ساخنة وتقدميها لعائلات متعفّفة في مخيّم عين الحلوة وجواره، كما يعود ريع العائدات المالية للحملة لتغطية تكاليف المواد الأولية ودفع أجور العاملات في إعداد الوجبات.

روان السيد منسقة المشروع قالت لـ “أحوال”: الهدف الذي تسعى له حملة التشغيل “زوّادتنا” هو تمكين المرأة الفلسطينية اقتصادياً أولاً، وإعالة الأسر المتعفّفة ثانياً، من خلال تقديم الوجبات الساخنة لهم، فهو عمل خيري يتحتم عليه الاستمرارية، ويقوم البرنامج على تشغيل 5 نساء شهرياً، يجري اختيارهن على أساس معايير محدّدة: حاجة المرأة للعمل “الأسر الأكثر فقراً”، توافر الوقت للعمل، الاستعداد للخضوع لدورات تدريب، وهو ما أسفر عن انضمام عدد من النساء للحملة.

إحدى المشاركات في الحملة قالت: ساعدتنا الحملة على فتح منازلنا وإعالة أطفالنا في ظل الغلاء الفاحش، الذي نعيشه اليوم في لبنان، وبالمخيّمات الفلسطينية خصوصاً، فقد سهّلت علينا  شراء المواد الغذائية، وما يحتاج إليه الطبق اليومي، هذا عدا عن الدعم النفسي الذي قدّمته لنا الحملة، فاليوم أصبحتُ امرأة عاملة وقادرة على تلبية احتياجات أولادي ومنزلي.

خليل العلي

صحافي ومصور فلسطيني يعمل في مجال الصحافة المكتوبة في عدة وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى