طوفان الاقصى

ملكة جمال الحرية الأسيرة الفلسطينية إسراء جعابيص.. قصة ألم وصبر في روايات جرائم الاحتلال

أجواء من البهجة والفرحة تعيشها مئات الأسر الفلسطينية، بعد عودة الأسرى الفلسطينيين، والذين كانوا محتجزين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث يمكن رؤية الفرحة تقفز من عيون العائدين، كما تقفز من عيون منتظريهم، بعد سنوات قضاها الأسرى في سجون الاحتلال ظلماً.

وبقدر الألم الذي سببته همجية الاحتلال في التعامل مع المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة، ما نتج عنها استشهاد أكثر من 20 ألف فلسطيني، إلا أن مشاهد عودة الأسرى إلى منازلهم بعد تلك السنوات، أعادت إلى أهل فلسطين نفحات من النصر.

والأسيرة المحررة إسراء جعابيص، باتت واحدة من أشهر العائدات من سجون الاحتلال الإسرائيلى، بعد 8 سنوات قضتها معتقلة بسبب جريمة لم ترتكبها، حتى تحولت إلى أيقونة المعتقلات الفلسطينيات في سجون الاحتلال.

إسراء تركت طفلها معتصم وعمره 8 سنوات لتخرج فى صفقة تبادل الأسرى لتجده شاباً ناضجاً، حيث انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، صوراً وفيديوهات مؤثرة أثناء استقبال ابنها لها.
وحتى آخر لحظة، ظلت القوات الإسرائيلية تنغص على الأسيرة إسراء جعابيص، التي تصدرت حكايتها عناوين الأخبار وشبكات التواصل في صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة حماس.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن “قوات الاحتلال منعت أهالي المعتقلات من الاحتفال، أو استقبال المهنئين في المنزل، وعرقلت وصول المعتقلة المفرج عنها إسراء جعابيص لعدة ساعات”.

وأفرجت السلطات الإسرائيلية في الدفعة الثانية من صفقة التبادل عن 39 معتقلاً، بينهم 6 سيدات و33 طفلاً، وفي المقابل، أفرجت حماس عن 13 محتجزاً إسرائيلياً لديها.
وأفرج عن إسراء جعابيص من “المسكوبية” لكونها من سكان منطقة جبل المكبر في القدس.

بداية قصة “الظلم”

وكانت قصة هذه الأسيرة قد لفتت الأنظار منذ سنوات طويلة، لمدى “الظلم” الذي تعرضت له، وفقما يقول الفلسطينيون، فكانت تعاني في حياتها أصلا قبل أن تصاب بجروح خطيرة وتعتقل بتهمة “ملفقة”، بحسب نادي الأسير.

وأصيبت بحروق بليغة وصلت إلى 50 في المئة من جسدها، وتشوه وجهها وظهرها إلى حد كبير، وبترت 8 أصابع في كلتا يديها.

وإسراء أم لطفل وحيد اسمه معتصم، كان عمره 6 أعوام عندما اعتقلت وأصبح الآن عمره 14 عاماً، أما زوجها فهو مقعد إثر إصابته في حادث سير سابق.

وإلى جانب عملها في دار للمسنين، كانت تدرس في السنة الثالثة بكلية التربية.
وبدأت قصة إسراء (38 عاماً) في 11 أكتوبر 2015، عندما كانت عائدة من منزل عائلة زوجها في مدينة أريحا إلى منزلها في جبل المكبر في القدس، حيث كانت تعمل في مدينة القدس يومياً.

وكانت تنقل في سيارتها بعض الأغراض المنزلية وعندما وصلت إلى حاجز الزعيم العسكري انفجر البالون الهوائي في السيارة، مما تسبب باشتعال النيران داخل السيارة.

وبحسب مؤسسة “الضمير” لحقوق الإنسان، فقد أصيبت إسراء بجروح بليغة نتيجة اشتعال النيران في سيارتها، وفوق ذلك، أشهر جندي السلاح الناري في وجهها وطالبها برمي سكين، لكنها أكدت “لم أكن أحمل سكيناً”، وماطلت القوات الإسرائيلية في تقديم العلاج لها رغم إصابتها الخطيرة بسبب الحريق.

فصل آخر من المأساة

ونقلت لاحقاً إلى المستشفى، لكن ذلك لم ينه مأساتها، إذ اعتبر كيان الاحتلال أن إسراء كانت تنوي تنفيذ هجوم وهو ما تنفيه.

واتهمت سلطات الاحتلال الإسرائيلية إسراء بمحاولة الهجوم على جنود إسرائيليين، وبحسب نادي الأسير، فإن التهمة التي اعتقلت وحوكمت جعابيص بسببها “ملفقة وغير صحيحة”.

وقضت محكمة إسرائيلية بسجن إسراء (11 عاماً)، معتقلة منذ عام 2015، وهي من أخطر الحالات المرضية بين الأسيرات.

ولم يكن ذلك الحكم نهاية الألم، إنما بدايته، فقد كانت تقبع في سجن الدامون شمالي إسرائيل، ورغم حاجتها إلى العديد من عمليات التجميل إلا أنها واجهت الإهمال الطبي.

وظهرت في شريط فيديو نشر عام 2018، أثناء محاكمتها، وخلال حديث مقتضب للصحفيين، تحدثت فيه بألم عن وضعها الصعب، وخاصة الحروق البليغة وأصابع يديها التي بترت.

وقالت في شهادات لاحقة للمحامي بأنها تعاني من آلام وسخونة دائمة في جلدها، ما يجعلها غير قادرة على ارتداء الأقمشة والأغطية، وهي بحاجة ماسة لبدلة خاصة بعلاج الحروق، لكن إدارة السجون ترفض توفيرها.

وظلت الأسيرة في وضع نفسي صعب وصدمة شديدة، حيث تصحوا ليلاً وتبدأ بالصراخ وتصحو من النوم ترجف، وتبدأ بالبكاء، في بعض سنوات السجن، وفقا لمؤسسة الضمير.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى