هل يتم الاعتراف دوليًا بلقاح “سبوتنيك” الروسي؟
منذ انتشار فيروس “كورونا” تنافست الدول والشركات لصناعة لقاح مضاد لهذا الفيروس، وبدأت حملات التطعيم وأخذ اللقاح في مختلف دول العالم، وصار حاجة ملحّة إن كان للحماية من العدوى أو من أجل السفر والتنقل، وبات من يحمل شهادة التطعيم غير ملزم بإجراء فحص PCR للتنقل في المطارات أو الأماكن العامة التي كانت تفرضه.
إلّا أنّه يبدو أنّ هذا اللّقاح فتح الأبواب أمام حرب اقتصادية بين الدول المتنافسة لصناعته ما أدّى إلى عدم الاعتراف باللّقاح الروسي “سبوتنيك” علمًا أنّ روسيا كانت أوّل دولة تنتج هذا اللّقاح.
لبنان من الدول التي تعترف باللقاح الروسي
بعد الإعلان عن وصول اللّقاحات إلى لبنان في الفترة الأولى من تفشي فيروس “كورونا” كان لقاح “سبوتنيك” الروسي متوفرًا بكميات قليلة واقتصر على بعض الشركات والمؤسسات الخاصة التي اشترته لتلقيح الموظفين لديها، ولم يكن متواجدًا في المستشفيات الحكومية أو الخاصة، حيث اقتصرت اللّقاحات بداية على “فايزر” و”استرازينكا”، لكنّ وزارة الصحة العامة في لبنان اعترفت باللّقاح الروسي وأتيح لآلاف المواطنين تلقي اللّقاح في مراكز عدّة في لبنان.
ويعتبر لقاح “سبوتنيك” واحدًا من أفضل اللّقاحات وهو فعال بنسبة 91.4% ضد فيروس “كورونا، ومؤخّرًا اعترفت به منظمة الصحة العالمية، وفي لبنان وزارة الصحة تعتمد لقاحي “فايزر” و”استرازينكا” لتلقيح المواطنين وسمحت للقطاع الخاص باستيراد “سبوتنيك”، ومن يتلقّى أيًّا من هذه اللّقاحات الثلاثة يحصل على شهادة أنّه بات ملقحًا.
في مدينة صيدا بدأت الحملة لتلقي لقاح “سبوتنيك” في المستشفى التركي بدعوة من تيار المستقبل وتم تلقي الجرعتين على مدى أشهر عدّة، إلى أن تمّ فتح باب التلقيح بالجرعة الثالثة المعزّزة من نفس اللّقاح خلال الأسبوع الحالي.
الولايات المتحدة الأميركية تمنع الملقحين بـ “سبوتنيك” من دخول أراضيها
أعلنت الولايات المتحدة أنّها ستفتح أبوابها قريبًا للمسافرين الأجانب الذين تم تطعيمهم ضد فيروس كورونا، وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أنّ القواعد الجديدة، التي من المقرر أن تدخل حيّز التنفيذ في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، يبدو أنّها تمنع العديد من الأشخاص، الذين يعتبرون أنفسهم مطعمين بالكامل، بمن في ذلك الملايين الذين تلقوا جرعتين من لقاح “سبوتنيك” الروسي، من دخول الولايات المتحدة الأميركية.
وتعدّ خطة الولايات المتحدة بمثابة ضربة أخرى لمصنعي “سبوتنيك 5” التي أعلنت موسكو بفخر أنّه أوّل لقاح لفيروس “كوفيد-19” يتمّ تسجيله للاستخدام.
وعلى الرغم من أنّ اللّقاح كان يُقصد به أن يكون أداة قوية لدبلوماسية الوباء، إلّا أنّ قبوله المحدود في الخارج ومعدلات التسليم البطيئة، جعلته متأخرًا ليس فقط عن اللّقاحات الغربية، بل كذلك عن تلك التي صنّعتها الشركات الصينية.
وقال صندوق الاستثمار المباشر الروسي، صندوق الثروة السيادي الذي دعم لقاح “سبوتنيك 5″، في بيان إنّه لم تتم الموافقة على اللّقاح فقط في 70 دولة حيث يعيش أكثر من 4 مليارات شخص، أو أكثر من نصف سكان العالم، ولكن تم تأكيد فعاليته والأمان والسلامة أثناء التجارب السريرية وعلى مدار الاستخدام الفعلي في عدد من البلدان.
وتابع البيان: “نحن نقف ضد محاولات تسييس المعركة العالمية ضد كوفيد -19 والتمييز ضد اللّقاحات الفعالة لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية قصيرة الأجل”.
الدول التي تعترف بلقاح “سبوتنسك”
يتساءل العديد من المسافرين ما هي الدول التي تعترف بلقاح “سبوتنيك” الروسي ويمكن الدخول إليها بدون إجراء فحص PCR عن الوصول والمغادرة، ومن الدول التي اعترفت باللّقاح: لبنان، ليبيا، مصر، المغرب، تونس، الجزائر، العراق، البحرين، الأردن، الإمارات، تركيا، الهند وروسيا، إلّا أنّ معظم الدول الأوروبية لم تعترف به، وهذا ما يؤثر على حركة سفر من تلقّوا اللّقاح الروسي واضطرارِهم إلى إجراء فحص PCR.
خليل العلي