مجتمع

معاناة الطلاب الفلسطينيين في لبنان تتفاقم والأونروا غائبة

لم يتمكن عدد كبير من الطلبة الفلسطينيين من الالتحاق بمقاعدهم الدراسية في لبنان بسبب عدم قدرتهم على تأمين تكاليف المواصلات والقرطاسية والزي وأي وسائل تقنية متعلقة بالتعليم، وقد اعتصم عشرات اللّاجئين الفلسطينيين في لبنان أمام مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللّاجئين الفلسطينيين “أنروا” احتجاجًا على غياب الوكالة عن العملية التعليمية.

 

أهالي لم يرسلوا أولادهم إلى المدارس

بالرغم من بدء العام الدراسي لا يزال بعض الطلاب من أبناء المخيمات في بيوتهم، وتقول فاطمة أحمد لـ “أحوال”: لم استطع تأمين مصاريف الدراسة لابنتيّ وأحاول تعويضهما بالتدريس المنزلي، وباص المدرسة شهريًا 200 ألف ليرة لبنانية عن كلّ بنت، كما أنّ متطلبات المدرسة صارت باهظة الثمن ومثال على ذلك أقل دفتر سعره 50 ألف ليرة، ولا أستطيع تأمين هذا المبلغ.

أم أحمد من مخيم برج البراجنة أيضًا لم ترسل أولادها (4 فتيات وصبي) هذا العام إلى المدرسة، تقول: مصاريف الحياة في لبنان تُثقل كاهلنا من الكهرباء إلى القوت اليومي واحتياجات الأبناء، وهذه المصاريف يُنزل التعليم من سُلّم الأولويات والحقوق.

تضيف، ابنتي التي في الصف السادس لم أستطع إرسالها إلى المدرسة، كذلك التي في الصف التاسع، واحدى بناتي يُفترض أن تلتحق بالجامعة هذا العام لكنّها لم تستطع ذلك، أمّا ابنتي التي في الجامعة فطلبت منها أن لا تلتحق بالجامعة هذا الفصل الدراسي.

 

مصاريف الدراسة تفوق قدرة الأهالي على تأمينها

بحسب بعض الجمعيات العاملة في المجتمع الفلسطيني فإنّ الطفل الفلسطيني يحتاج  شهريًا إلى مليون ونصف ليرة لبنانية كمصروف تعليمي، أي ما يفوق ضعف الحد الأدنى للأجور، وهذا مبلغ كبير بالنسبة لسكان المخيمات الذين يمنعون أصلًا من العمل بأغلب المهن، يضاف إليها أزمة اقتصادية خانقة.

بين هؤلاء الأطفال والتعليم متطلبات تفوق قدرة الأهل، نقل وقرطاسية ولباس وغيرها من المتطلبات، تأمينها يؤرق الكثيرين من سكان المخيمات التي تفتقر إلى الكثير من الحقوق قبل أن يصبح حتى حق التعلّم مهدّدًا.

 

وكالة أنروا لم تجد الحلول المطلوبة

رئيس الهيئة الإدارية في جمعية ناشط الثقافبة الاجتماعبة ظافر الخطيب يقول إنّ “متطلبات اللّاجئين الفلسطينيين واتهامهم الأنروا بالتقصير وخاصة في التعليم هي محقّة، والمسألة المطلوبة أكثر من ذلك بكثير إذ أنّنا يجب أن نعود حكمًا إلى النتائج التي ترتبت على نهاية العام الماضي، هناك تعقيد وآثار سلبية حادّة خلقت فجوة تعليمية كبيرة بين المستوى الفعلي الذي يجب أن يكون عليه الطالب والمستوى الذي تحقق بفعل الانتقال القسري من وسائل التعليم بالحضور المباشر إلى التعليم عن بعد عبر الانترنت وخاصة أنّ العائلة الفلسطينية لا تمتلك البنى التحتية حيث أن خدمة الانترنت سيئة في المخيمات ولا يوجد كهرباء بشكل كامل في معظم الأوقات، وهذا الأمر خلق مخاطر كبيرة على آلاف الطلاب من أبناء اللاجئين الفلسطينيين.

أضاف، تعقدت المسألة لأن وكالة أنروا لم تُقدّر حجم المخاطر والتهديدات ولم تدخل خلال فترة الصيف بتحضيرات تأخذ بعين الاعتبار الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها الفلسطينيون في لبنان، وخاصة أنّ اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مصنّفون أنّهم الفئة الأكثر ضعفًا بسبب حرمانهم من الحقوق المدنية.

ولفت إلى أنّه على مدى عقود طويلة وكالة أنروا لم تقدّم بموضوع التعليم خدمات عديدة منها موضوع أساليب التعليم والمستويات وحتى المواصلات ولا يوجد دعم للطلاب، وهناك نقص في المدارس الثانوية وهي مشكلة قديمة وليست مستجدّة لأنّه لا يوجد تطوير لمنشآت الأنروا بما يتناسب مع زيادة عدد الطلاب، وهنا يضطر الفلسطيني إمّا أن يذهب باكرًا إلى العمل أو المدارس الخاصة التي كلفتها عالية ولا تستطيع تأمينها العائلات الفلسطينية.

يشير الخطيب إلى أنّ هناك أعدادًا متساوية بين اللّاجئين الفلسطينيين الين يعيشون داخل المخيمات والذين يعيشون في المدن اللّبنانية، والعائلة التي تعيش في المدينة لا تستطيع تأمين وسائل النقل إلى مدارس أنروا والتي تقع غالبيتها داخل المخيمات، لماذا لا تطرح وكالة أنروا حلول لهذه المشاكل؟، وعندما يتمّ طرح المشكلة تنفيها وتنكرها وفي آخر العام تعترف وتعلن أن هناك ارتفاعًا في التسرّب المدرسي وهناك ارتفاعًا في عمالة الأطفال كما تفعل عادةً.

 

خليل العلي

صحافي ومصور فلسطيني يعمل في مجال الصحافة المكتوبة في عدة وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى