منوعات

مجزرة الطيونة.. رسالة أميركية تمهيداً لحرب أكبر؟

أيام قليلة مرت على حادثة الطيونة التي يمكن القول انها جريمة ترتقي الى مصاف المجزرة بكل ما للكلمة من معنى، وفي وقت تتكشف فيه مزيد من خيوط الكمين المدبر يوم الخميس الأسود، فإن مجزرة الطيونة وفق مصادر متابعة لا يمكن فصلها عن سياق الصراع السياسي الدائر في المنطقة، وما حصل يمكن إدراجه في خانة الرسائل الأميركية لخصومها في لبنان وتحديدا حزب الله، ومفادها انه اذا كان باستطاعتكم ان تكسروا الحصار الاقتصادي على لبنان من خلال بواخر المحروقات الايرانية عبر سوريا، فنحن باستطاعتنا ان نشعل الحرب الأهلية التي ستحرق الجميع في لبنان.
ووفق المصادر فإن التصرف العقلاني من قبل ثنائي حزب الله وحركة أمل وضبط الشارع والحزم في التأكيد على عدم الانجرار الى أي رد فعل على الكمين الغادر، ما هو الا تأكيد على أن المجزرة تحمل بصمات أميركية وان كان تنفيذها جاء عبر أدوات محلية، حيث كان موقف حزب الله وحركة أمل واضحا في توجيه أصابع الإتهام الى القوات اللبنانية وتحميل رئيسها سمير جعجع المسؤولية المباشرة عنها، ويبدو ان الامور ستسلك في الأيام المقبلة مسارا قانونيا من خلال تكليف فريق قانوني لمتابعة التفاصيل، ومعرفة الحيثيات التي من شأنها ان تحدد هوية المتورطين في إرتكاب الجريمة والمحرضين عليها.
في هذا الإطار تشير المعلومات الى ان توقيف ج. توما وولديه وهو احد مسؤولي ”القوات” يمكن أن يشكل رأس الخيط من اجل الوصول الى ما هو أبعد من ذلك، على صعيد كشف المتورطين والمحرضين على ارتكاب جريمة الطيونة عبر مجموعة من القناصين والمقاتلين المتمرسين، وهنا لا بد من الاشارة الى ما تم تداوله عبر الإعلام عن قدوم شخصيات أمنية “قواتية” رفيعة المستوى ليل الاربعاء – الخميس الى مكان حصول الكمين، ما يعني ان العمل الأمني تم إعداده بحرفية عالية، وفق خطة مرسومة تم تنفيذها بدقة كبيرة.
وعلى المستوى السياسي تشير المصادر الى انه لا يمكن النظر الى مجزرة الطيونة بمعزل عن تزامنها مع زيارة نائبة وزير الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند الى بيروت، وهنا يكمن بيت القصيد فهل جاءت زيارة المسؤولة الاميركية على وقع الرصاص والدماء، كي تقول ان واشنطن قادرة على ادخال لبنان في آتون حرب أهلية؟، والاخطر من ذلك وفق المصادر ان سيناريو الطيونة قد يكون هدفه اكبر من مجرد التحريض على الاقتتال الداخلي، وربما يشكل الأرضية التي تسعى اليها واشنطن من اجل عدوان مباشر على المقاومة، على غرار عدوان تموز 2006 وما سبقه من تحريض على حزب الله وحلفاء سوريا، على خلفية اغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط 2005، واليوم يبدو ان ملف تفجير المرفأ يتم إستثماره في السياق نفسه للتحريض على فريق سياسي معين، وذلك ربما أيضا لحسابات انتخابية (نيابية ورئاسية).
وعليه تدعو المصادر الى انتظار ما سيصدر من مواقف عن الجانب الاميركي في المقبل من الأيام من أجل معرفة مسارات الأمور في المرحلة القادمة، والتي لا يمكن فصلها عما يحصل في الجوار خصوصا التدريبات الاسرائيلية على جبهة الشمال، إضافة الى الضربات الجوية الاميركية على الحدود السورية – العراقية، فهل تشكل مجزرة الطيونة إنطلاقا من إعتبارها رسالة أميركية تمهيداً لحرب أكبر على لبنان من خلال تهيئة الأرضية عبر الإقتتال الداخلي، وهل هذا ما يفسر موقف حزب الله الحازم والحاسم، في رفض الانجرار الى الحرب الأهلية بإعبتارها تشكّل خدمة مجانية للعدو؟

يوسف الصايغ

صحافي لبناني يحمل شهادة الاجازة في الإعلام من كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. عمل في عدد من الصحف والمواقع الالكترونية الاخبارية والقنوات التلفزيونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى