أردوغان يتحرك لتعويض السعودية… لا زعامة لميقاتي خارج الشمال
ما إن حسمت المملكة العربية السعودية قرارها بعدم دعم ومساعدة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وفشل وساطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعوة إلى ميقاتي لزيارة تركيا، في خطوة واضحة بأنّ تركيا تريد أخذ دور السعودية في لبنان، لكن هل يمكنها تعويض الدور الكبير الذي لعبته المملكة، خصوصاً مع الطائفة السنية؟
وفق مصادر دبلوماسية عربية، فإنّ دعوة الرئيس أردوغان لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي لزيارة أنقرة لبحث ما يمكن أن تقدّمه تركيا للبنان، هي خطوة تندرج في إطار تزاحم إقليمي على استقطاب جزء من الحالة اللّبنانية.
وقالت المصادر: “الإيرانيون يمسكون بمعظم مفاصل الدولة المتعلّقة بالسيادة اللّبنانية، بالإضافة إلى السلاح وقرار الحرب والسلم عبر حزب الله وقوته وسيطرته على مجلس النواب، والفرنسيون موجودون أيضاً بشكلٍ أو بآخر، في إطار التفاهم الإيراني- الفرنسي الذي أدّى إلى ولادة الحكومة، وتمثل فرنسا نافذة على العالم للبنان، الذي تتمتع فيه إيران بقوة استثنائية.
ولفتت إلى أنّ المملكة العربية السعودية ودول الخليج منكفئة لأنّها ترى بأن الساحة اللّبنانية يسيطر عليها الإيرانيون بشكل كامل، من هنا يحاول الأتراك أن يدخلوا البلاد عبر بوابة سنية- شمالية- حكومية، هي بوابة الرئيس ميقاتي، لكن هذا كلّه لا يعني أنّ تركيا لديها قدرة موازية للمقبولية السعودية في لبنان، حيث أنّ المملكة وبالرغم من انكفائها الكبير عن الساحة اللّبنانية لألف سبب وسبب يتعلق بسيطرة حزب الله على الدولة ومفاصل الحياة السياسية، لا تزال جزء أساسي يتطلع إليه اللّبنانيون لاستعادته كدعم عربي مهم أولاً، وثانيًا، إنّ الشرعيّة السنية موجودة بيد السعودية في العالم العربي ولبنان، هي زعيمة الخليج والسنة، وبالتالي لا تستطيع تركيا أن تحلّ مكان السعودية، لكن بإمكانها اقتباس دور لها في لبنان.
تؤكد أوساط سياسية أنّ ميقاتي لن يرفض الدعم التركي، بل سيعمل على استثماره شعبيًا في شمال لبنان بين طرابلس وعكار، فرئيس الحكومة يدرك حجم المعاناة والمصائب التي تضرب المجتمع الطرابلسي، وهو بحاجة لأيّ دعم خارجي لتغيير ما يمكن تغييره في واقع الشماليين، الذين ينتظرون منه حلول سريعة وجدية عشية الانتخابات النيابية العامة.
إنّ ميقاتي وبحسب الأوساط، يدرك أنّه لن يكون له موطأ قدم في بيروت لعدّة اعتبارات، أبرزها الفيتو البيروتي على حكومته وعدم سماح رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لميقاتي بالتسلّل إلى وجدان البيارتة، لذلك لن يتمكن رئيس الحكومة من تكوين زعامة سياسية خارج الحدود الشمالية.