منوعات

السنيورة يستكمل إنقلابه.. خارج أسوار الحريرية السياسية نهائياً

يبدو ان رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة وجد في إعتكاف رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عن خوض غمار الاستحقاق الانتخابات النيابية، فرصة مناسبة لإستكمال انقلابه على رئيس التيار الأزرق، ما يعني خروج السنيورة نهائيا من كنف تيار المستقبل، وانهاء المسيرة التي بدأت مع الرئيس الراحل رفيق الحريري منذ أول حكومة شكلها في لبنان إبان توليه مقاليد رئاسة الحكومة بعد توقيع إتفاق الطائف في مطلع التسعينيات.

الا ان المتابع لمسيرة السنيورة في السنوات الأخيرة يدرك انه بات بعيدا كل البعد عن سعد الحريري وخطه السياسي لا سيما بعد التسوية الرئاسية التي كان السنيورة من ابرز معارضيها، ورغم ذلك فقد حافظ بالشكل على علاقته بنجل رفيق الحريري ووريثه السياسي، الا ان الطلاق وقع منذ احتجاز الحريري الإبن في السعودية، وفي ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط الجاري ظهر السنيورة الى جانب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يتلو الفاتحة عند ضريح الحريري في وسط بيروت، ما شكل إشارة سياسية واضحة على استدارة السنيورة السياسية وخروجه من تحت المظلة الزرقاء.

ولم يعد سراً أن خطوة السنيورة هي إستكمال لإنقلابه على رئيس تيار المستقبل ورئيسه واللافت انه يريد أن يشكل رأس حربة اللائحة السنية في العاصمة بيروت، ما يعني العمل على قطع الطريق على الحالمين بوراثة الحريري الإبن وتياره الأزرق، لا سيما النائب فؤاد مخزومي الذي وجد الفرصة الساحة خالية أمامه بعد اعتكاف الشيخ سعد، فسارع الى تقديم اوراق اعتماده الى السعودية وظهر ذلك جليا من خلال مواقفة المناهضة لحزب الله، وبالطبع مخزومي لا يحلم فقط بالمقعد النيابي فحلم رئاسة الحكومة يدغدغ أحلامه وربما يرى ان مواقفه التصعيدية ضد الحزب تمهد له الطريق امام حلم دخول السراي الكبير.

وأكد السنيورة في المؤتمر الصحافي على “أهمية خوض الإنتخابات من قبل جميع اللبنانيين وعلى وجه الخصوص المسلمين من أهل السنة، المؤمنين بسيادة لبنان، وبعدم المقاطعة بل المبادرة إلى المشاركة الفعالة ترشيحاً واقتراعاً، كي يبقى أولئك المؤمنون بلبنان ويستمروا على حقيقتهم كونهم أهل إعتدال”، الا أن الرد الأزرق على كلام السنيورة جاء سريعا عبر أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري الذي قام بنشر صورة لرئيس تيار المستقبل سعد الحريري وإرفاقها بعبارة ” موقفك وحده يمثلني”، ما يعني أن السنيورة بات رسميا في خانة الخصوم للحريري وتيار المستقبل، لا سيما بعد “نصيحة” الحريري التي عمّمها على نواب التيار الحاليين بعدم الترشح، ولاحقا صدور بيان رسمي للتيار طالب فيه نوابه ومحازبيه الذين يريدون الترشح بالإستقالة من التيار أولا قبل اعلان ترشيحاتهم، وبالتالي تأتي خطوة السنيورة ومؤتمر الصحافي لتؤكد انه بات أسوار الحريرية السياسية بشكل نهائي ولعل الايام المقبلة واللائحة التي سيتم الإعلان عنها ستكشف خيارات السنيورة السياسية بعد خروجه من كنف التيار الأزرق.

يوسف الصايغ

صحافي لبناني يحمل شهادة الاجازة في الإعلام من كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. عمل في عدد من الصحف والمواقع الالكترونية الاخبارية والقنوات التلفزيونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى