منوعات

تغير المناخ.. “رمز أحمر للإنسانية”

التأثير الضار للإنسانية على المناخ هو "بيان للحقيقة"

رأى علماء الأمم المتحدة، في دراسة تاريخية، أن التأثير الضار للإنسانية على المناخ هو “بيان للحقيقة”؛ فبنبرة قوية وواثقة، قالت وثيقة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، إنه “من الواضح أن التأثير البشري أدى إلى تدفئة الغلاف الجوي والمحيطات والأرض”.

وفي التفاصيل، أشار التقرير إلى أن الانبعاثات المستمرة لغازات الاحتباس الحراري، يمكن أن تشهد أيضًا كسر حد درجة الحرارة خلال ما يزيد قليلاً عن عقد من الزمان، كما اعتبر المؤلفون أن ارتفاع مستوى سطح البحر الذي يقترب من 2 مليون بحلول نهاية هذا القرن، “لا يمكن استبعاده”، بحسب قولهم.

في المقابل، وفي أول مراجعة رئيسية لعلم تغير المناخ منذ عام 2013، لفتت التقارير إلى أن “هناك أمل جديد في أن التخفيضات الكبيرة في انبعاثات غازات الدفيئة، يمكن أن تؤدي إلى استقرار درجات الحرارة المرتفعة”.

وفي هذا الإطار، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، “إن تقرير الفريق العامل الأول للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، اليوم، هو رمز أحمر للإنسانية”، مضيفًا: “إذا قمنا بتوحيد القوى الآن، يمكننا تجنب كارثة مناخية؛ ولكن، كما يوضح تقرير اليوم، ليس هناك وقت للتأخير ولا مجال للأعذار”.

من جهة أخرى، أوضح المؤلفون أنه “منذ عام 1970، ارتفعت درجات حرارة سطح الأرض بشكل أسرع من أي فترة أخرى مدتها 50 عامًا على مدار الـ2000 عام الماضية”، وأضافوا: “هذا الاحترار يؤثر بالفعل على العديد من أحوال الطقس والمناخ المتطرفة في كل منطقة في جميع أنحاء العالم؛ وسواء كانت موجات حر مثل تلك التي حدثت مؤخرًا في اليونان وغرب أمريكا الشمالية، أو فيضانات مثل تلك التي حدثت في ألمانيا والصين، فقد تعزز “نسبتها إلى التأثير البشري” خلال العقد الماضي”.

تأثيرات المناخ الصارخة المتوقعة في المستقبل على الكوكب والبشرية

وفقاً لتقرير الامم المتحدة اليوم، ستصل درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات 1850-1900 بحلول عام 2040، في ظل جميع سيناريوهات الانبعاثات، كما أنه من المرجح أن يكون القطب الشمالي خاليًا من الجليد عمليًا في سبتمبر، على الأقل مرة واحدة قبل عام 2050 في جميع السيناريوهات التي تم تقييمها.

إلى ذلك، سيكون هناك زيادة في حدوث بعض الأحداث المتطرفة “غير المسبوقة في السجل التاريخي”، حتى عند ارتفاع درجة حرارة 1.5 درجة مئوية، ومن المتوقع أن تحدث الأحداث الشديدة في مستوى سطح البحر التي حدثت مرة كل قرن في الماضي القريب سنويًا على الأقل، في أكثر من نصف مواقع قياس المد والجزر بحلول عام 2100، كما من المحتمل أن تكون هناك زيادات في طقس الحرائق في العديد من المناطق.

ارتفاع الحرارة قد يهدّد البشرية

أوضحت الدراسة أن درجة حرارة سطح الأرض كانت 1.09 درجة مئوية أعلى في العقد بين 2011-2020 مما كانت عليه بين 1850-1900، كما كانت السنوات الخمس الماضية هي الأكثر سخونة على الإطلاق منذ عام 1850، مشيرة إلى أن “المعدل الأخير لارتفاع مستوى سطح البحر تضاعف ثلاث مرات تقريبًا مقارنة بعام 1901-1971”.

أما التأثير البشري “مرجح جدًا” (90٪)، فأكدت الدراسة أنه “المحرك الرئيسي للتراجع العالمي للأنهار الجليدية منذ التسعينيات، وانخفاض الجليد البحري في القطب الشمالي”، مضيفة: “من المؤكد تقريبًا أن الظواهر الحارة، بما في ذلك موجات الحر، أصبحت أكثر تواترًا وشدة منذ الخمسينيات، بينما أصبحت الأحداث الباردة أقل تواترًا وأقل شدة”.

من جهة أخرى، أكدت الدراسة أن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن تهدد ملايين آخرين في المناطق الساحلية بالفيضانات بحلول عام 2100، كما يعتقد المؤلفون أنه سنصل إلى 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2040 في جميع السيناريوهات، مشيرين إلى أنه “إذا لم يتم خفض الانبعاثات في السنوات القليلة المقبلة، فسيحدث هذا حتى قبل ذلك”.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى