صحة

أغلب حالات كورونا في لبنان واردة من العراق وعطلة الصيف ستنتهي باكراً

كل المؤشرات ذاهبة باتّجاه انفجار الوضع صحياً في لبنان، بصورة أسوأ ممّا كان عليها بعد رأس السّنة، خصوصاً مع فقدان الأدوية في الصيدليات، وانهيار شامل للقطاع الصحّي.

الإصابات الواردة من المطار لا تقل يومياَ عن 60 إصابة كحدٍ أدنى، والوافدون لا يلتزمون بإجراءات الحجر الإلزامي التي فرضتها وزارة الصحّة على القادمين في بلدان معيّنة، وفي المطار الفوضى سيّدة الموقف، أما النتيجة فهي تفشي الوباء من جديد، إذ كان العدد اليومي للإصابات قد انخفض عن مئة حالة، ليعود ويقفز عن الألف خلال الأيام الماضية، مع تزايد حالات الاستشفاء، وامتلاء غرف العناية بالمرضى الذين يحتاجون إلى الرعاية.

فقد أعلن وزير الصحّة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن في مقابلة إذاعيّة، أنّ الإصابات المرتفعة بـ”كورونا” خلال الأسبوعين المنصرمين تشكل تهديداً حقيقياً للواقع الوبائي في لبنان.
وقال إنّ حملة التلقيحات تشمل المغتربين بحملة اللقاحات متمنياً منهم أن يتخذوا التدابير الوقائية كي لا يكونوا مصدراً لتفشي الوباء، مؤكّداَ أنّه ليس هناك إلتزام حقيقي بالحجر الملزم في الفنادق، واضعاً على المواطن المقيم والمغترب تحمّل الجزء الأكبر من المسؤولية، حيث ستكون ذروة الوباء في شهر آب.

بدوره دقّ مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي الحكومي د. فراس أبيض ناقوس الخطر، معلناً أنّ عطلة الصيف في لبنان انتهت باكرًا. وقال إنّ اعداد الكورونا تتزايد بوتيرة مرتفعة، وتتضاعف الحالات بشكل أسبوعي تقريبا. وأنّ المستشفيات التي أغلقت اقسام الكورونا الخاصة بها اعادت فتحها من جديد، وأن اعداد المرضى الذين يحتاجون إلى الاستشفاء تستمر في الارتفاع يوميا.

وقال أبيض أنّه بالإضافة إلى ١١٦٠ اصابة محلية، اعلنت وزارة الصحّة أمس ان فحوصات اجرتها  اظهرت ٢٠١ حالة إصابة جديدة بفيروس الكورونا بين الوافدين إلى المطار، جزء كبير منها من وجهة واحدة في إشارة إلى العراق. وقال ” لا يمكن احتواء الحرائق مع صب الوقود على العشب الجاف، أو ادخال الكورونا على مجتمع معدل اللقاح فيه منخفض”.

وأشار أبيض إلى أنّ “هذه المرة، المستشفيات أقل استعدادًا من قبل، فهي تعاني من نقص يشمل الآن المياه، بالاضافة الى الوقود والأدوية والمستلزمات. وقد غادر البلد العديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية. حتى موجة كورونا أصغر من تلك التي حدثت في كانون الثاني يمكن أن تشل نظامنا الصحي المنهك أصلًا”

وتساءل “كيف ستكون ردة الفعل؟ هذه المرة، الخيارات محدودة. بدون ماء أو كهرباء أو إنترنت أو مال، لن يتقبل الناس قرارًا بالإغلاق العام. الكميات المحدودة من اللقاح ستعيق خطط تسريع حملة التطعيم، ولن يكون من السهل احتواء متحور دلتا، فهو ينتشر كمثل النار في الهشيم.”.

وختم قائلاً ” كان من الممكن تجنب هذا المأزق. مع متحور جديد شديد العدوى وحملة لقاح بطيئة، لم يكن من الحكمة إزالة أو تجاهل اجراءات السلامة من قبل المعنيين أو الأفراد. لقد مررنا بهذه التجربة من قبل، في كانون الأول، لكن الناس ينسون، أو لا يهتمون. مؤسف ما نفعله بأنفسنا.”.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى