هل تكون الناعمة شرارة الانفجار الأمني؟
لا تخفي مصادر أمنية رسمية قلقها الشديد من مسلسل قطع الطرقات والإعتداءات التي تحصل على المارة وعلى الجيش اللبناني في آن معاً، والتي يقف خلفها بحسب المصادر، جهات معروفة تنتمي الى أحزاب سياسية ومجموعات مدنية معروفة الولاء.
والخطر بحسب ما تؤكد هذه المصادر لـ”أحوال”، أن ينفلت الشارع على غاربه وتعمّ الفوضى على الطرقات بين قطاع الطرق وبين المواطنين المارة العائدين إلى منازلهم، وبالتالي تتحوّل هذه الفوضى إلى اشتباكات مسلّحة تؤدي إلى سقوط ضحايا مهدّدة الاستقرار الأهلي والاجتماعي.
ولعلّ النقطة الأخطر والأكثر حساسية بحسب المصادر، هي الطريق الساحلي الذي يربط بين العاصمة بيروت والجنوب، وتحديداً عند نقطة الناعمة التي يسارع مناصرو تيار المستقبل إلى قطعها بشكل مستمر على أهالي صيدا والجنوب كلّما يصل الملف الحكومي إلى مفصل حاسم أو يعلن الرئيس سعد الحريري اعتذاره.
وتحذّر المصادر من أن تتحوّل الناعمة إلى شرارة الانفجار الأمني المنتظر وتحويلها إلى “خط تماس مذهبي” لاستثمارها سياسياً.
وتشير أوساط ثنائي أمل وحزب الله لموقعنا إلى أنّ “قيادة الطرفين لم يعد باستطاعهما ضبط الأمور بعدما نفد صبر المتنقلين بين بيروت والجنوب من العقاب الجماعي الذي لم يعرفوه الا في أيام الاحتلال ومعابر الذل؛ وهم اليوم ينفقون البنزين الذي يقفون ساعات في طوابير الذل لتحصيله، وفي ظل عجز القوى الأمنية والجيش اللبناني على فتح الطرقات وحماية المارة”.
وتتحدث مصادر ميدانية لـ”أحوال” عن أنّ قطاع الطرق عند نقطة الناعمة الذين يعدون بالعشرات يتعرّضون بشكل متعمد للسيارات العابرة مع عبارات التهديد والوعيد والشتائم. وتساءلت المصادر، ماذا لو قام أحد المواطنين بردات فعل وحصل إطلاق نار في ظل ظاهرة انتشار السلاح بين المواطنين بشكل عشوائي وغير منظم؟
وتكشف مصادر ميدانية لـ”أحوال” أن طريق الساحلي بيروت – الجنوب خط أحمر، وأنّ المعنيين بأمن هذه الطريق والبلد لن يسمحوا بقطعها، وأن التحضيرات جارية لتنفيذ عملية موضعية وخاطفة لفتح الطريق بالقوة وبأقل الخسائر الممكنة”.
كما كشفت بأنه تم إعداد السيناريو لهذا الأمر وإنهاء عقدة الناعمة وغيرها من المناطق. وكشفت بأن هذه الجهات أبلغت من يعنيهم الأمر من مشغلي قطاع الطرق والفاعلين السياسيين في المنطقة بأن الوضع لا يمكن أن يستمر على هذا النحو مع تحذير حاسم بأن أي عمل عنفي أو اعتداء على المواطنين لن يتم السكوت عنه وسيقابل بردة فعل حاسمة.
ولفتت المصادر إلى أن “جهات خارجية تعمل على استفزاز بيئة المقاومة لجر حزب الله وحلفائه إلى الشارع للإستثمار السياسي. لكن المصادر أكدت أنه بنهاية المطاف “آخر الدواء الكي”. وذكرت بكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي أكد في أحد الخطابات السابقة منذ أشهر بأن طريق الجنوب خط أحمر و”وصلت معي لهون”.
وما يعزّز المخاوف ما ذكره أحد المعنيين بالشأن الأمني في لبنان من أن ما يحصل اليوم من تطورات سياسية وأمنية شبيه بالأحداث التي سبقت 7 أيار 2008.
محمّد حميّة