منوعات

“نيو” سعد الحريري تحضيراً للإنتخابات النيابية .. وإسم البديل لا يزال “مجهولاً”

الحريري: لن أصوّت لجعجع للرئاسة ومشكلة السعودية مع حزب الله لا لبنان

بعد 9 أشهر اعتذر سعد الحريري عن مهمة تشكيل الحكومة، وأطل في مقابلة تلفزيونية، في سيناريو أُعدّ سلفاً، ليعتبر أنه لن يقبل أن يسير بحكومة ميشال عون، مشيراً إلى أن الحكومة التي يريدها رئيس الجمهورية لا يستطيع العمل معها سعد الحريري، وقال: “من الآخر لن نسمّي أحداً في الإستشارات المقبلة، ولكننا لن نشارك ولن نعطّل وبحال كانت الحكومة المقبلة مقبولة فقد نعطيها الثقة”، رغم أنه قال عكس هذا الموقف في نفس المقابلة عندما أشار إلى أنه “عندما تحدد الإستشارات النيابية سنتحدث مع أصحابنا وحلفائنا بشأن الموقف منها”.

الثقة أساس المشكلة

أكد الحريري أن في الجلسة الأخيرة مع الرئيس عون تم طرح مسألة إعطاء الثقة للحكومة من قبل تكتل “لبنان القوي”، فكان الجواب أن التكتل بأغلبه لن يعطي الثقة للحكومة، وبالتالي فعلى أي أساس يُعطى رئيس الجمهورية 8 وزراء في الحكومة؟
وأضاف: “أنا لم أفرض الشروط على عون، بل تمنيت عليه أن يعطي جوابه بشأن التشكيلة اليوم، ووجدت أن مسألة الثقة لا تزال عالقة، ومسألة تسمية الوزيرين المسيحيين لا تزال عالقة، وكنت مستعداً لأن أغير بإسم وإسمين وثلاثة، ولكن بالشكل التي يريده عون فأنا لا أستطيع ترؤس الحكومة”.
تحدّث الحريري عن تجربة ترشيح مصطفى أديب، معتبراً أنها لم تنجح، كذلك عندما ترشح هو لم ينجح، وبالتالي فليشكلوا الحكومة لكي تتفاوض مع صندوق النقد، وتُجري الإنتخابات النيابية. وقال: “عندما يعلن الرئيس عون موعد الإستشارات النيابية نتحدث”.
أشار الحريري إلى أنه لا تواصل مع حزب الله، تاركاً للناس لكي يحكموا ما إذا كان حزب الله قد سهّل وساعد تشكيل الحكومة أم لا، لافتاً إلى “حزب الله يقول أنه ضغط لاجل تشكيل الحكومة ولكنني لم أر الضغط الكافي للوصول إلى حكومة”، مؤكداً أنه “ضد الفراغ ولا يؤمن بالفراغ، وإذا كان الرئيس عون يريد أن يبقى بالفراغ لآخر عهده فهذا قراره”.

إلى الإنتخابات در

بدا واضحاً أن سعد الحريري يريد التحضير للإنتخابات لمواجهة من يريدون “اعتزاله” سياسياً، متوعداً “كل الذين مشوا ضدّ المبادرة الفرنسية”، مشيراً إلى استعداده التضحية بأي حليف لأجل البلد، تماماً كما ضحى بنفسه مع مصطفى اديب، وضحى بنفسه مجدداً اليوم. وقال: “أنا أخطأت عندما فكرت بحسن نية، فكان يجب أن أفهم النوايا يوم توجه عون للنواب قبل يوم من الإستشارات لعدم تسمية سعد الحريري”.
اعتبر الحريري أن كل من تحدث عن السعودية هم فريق 8 آذار، فإذا كانوا حريصين عليها فليوقفوا شتمها، وليوقفوا إرسال الكبتاغون عليها، والسعودية لديها مشكلة مع حزب الله ولبنان لا سعد الحريري. وأضاف: “كفى وضع المشكلة بدول، فالمشكلة هي بميشال عون المتحالف مع حزب الله”.
كان واضحاً أن سعد الحريري يريد كسب ودّ شارعه، لذلك حيّد حزب الله عن كل مساعي تشكيل الحكومة، وحيده عن “الشكر” أيضاً عندما خص رئيس المجلس النيابي نبيه بري به، و”نقطة على السطر”، وفي هذا الكلام “شقّ انتخابي أيضاً، فاليوم أصبحت مهمة سعد الحريري محصورة بالتحضير للإنتخابات النيابية المقبلة.

هجوم على حلفاء الأمس وغزل بالسعودية
رسائل عديدة وجّهها سعد الحريري في مقابلته باتجاه وليد جنبلاط، وسمير جعجع، الذي لن يُصوّت له الحريري لرئاسة الجمهورية مجدداً، وهو من يتحمل مسؤولية وصول عون إلى الرئاسة، وفي كل الرسائل تأكيد من الحريري على أن تيار المستقبل ناقم على حلفاء الأمس، وربما يكون انعكاس هذه النقمة على خريطة التحالفات في الإنتخابات المقبلة.
حاول الحريري توجيه عبارات الحب للسعودية، متحدثاً عن دورها في رعاية الحل لإنهاء الحرب الأهلية، ودورها في المساعدات التي قدمتها للبنان، ودورها في تقديم السلام، مكرراً اكثر من مرة أن مشكلة السعودية مع حزب الله ولا مشكلة لديها مع كثير من أفرقاء 8 آذار، ولكن رغم ذلك لم يقدم أجوبة واضحة حول علاقته بالمملكة العربية السعودية، وما إذا كان بإمكانه السفر إليها.

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى