منوعات

الحريري – أردوغان… ما سبب اللّقاءات المتكرّرة؟

منذ تكليفه تشكيل حكومة انقاذية في 22 تشرين الأول 2020، لم يتوقف الرئيس سعد الحريري عن زيارة عدة دول عربية ودولية بحثًا عن ضمانات ومساعدات تمنع سقوط حكومته التي لم تتألف حتى يومنا هذا، من السقوط في الشارع على غرار ما حصل عند اندلاع انتفاضة 17 تشرين 2019.

اللّافت أنّ الحريري التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكثر من مرة، علمًا أنه لم يزر المملكة العربية السعودية التي ترفض حتى إطلاق إشارات إيجابية تجاهه، ما يؤكد أنّ الحريري يبحث عن غطاء له إقليمي أو خارجي، كما لديه مصالح تجارية في تركيا يعمل على معالجتها ومتابعتها.

ما يقوم به رئيس تيار المستقبل بحسب المصادر ليس إلّا تحرّكًا في الوقت الضائع بانتظار حسم الملف الحكومي، لكن تركيا بالنسبة لـ سعد الحريري أصبحت السبيل الوحيد له ليبقى متربعًا على عرش الزعامة السنية، لا سيّما أن لا مستقبلاً سياسيًا له في ظل وجود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ويعود الخلاف بين الرجلين إلى اتّهامات سعودية لـ الحريري تتعلق بملفات مالية تُقدر بـ 3 مليار دولار.

هذا وتعتبر تركيا أنّ الحريري يشكّل معبرًا أساسيًا لها للدخول إلى الواقع اللبناني بحثًا عن نفوذ سياسي، خصوصاً أن لـ تركيا مصلحة في التمدّد في المناطق السنية تحديداً، علّها تكون البديل عن السعودية التي تراجع دورها في لبنان بسبب تركيزها على ترتيب بيتها الداخلي وانشغالها بجبهات أخرى، أبرزها ملف الحرب في اليمن.

وذكرت مصادر مطلعة على اللقاء، أن “زيارات الحريري إلى تركيا بشكلٍ دوري تأتي في إطار زياراته الخارجية التي تهدف بشكل أساسي إلى دعم لبنان في مرحلة ما بعد تشكيل الحكومة، ولا شك أنّ تركيا لها دورًا أساسيًا في دعم لبنان، لأنها دولة صناعية وتصنع الكثير من المواد الأولية والمستلزمات الطبية والأدوية التي يحتاجها لبنان بشكلٍ دائم، كما أنّها قريبة من لبنان ومن الممكن الاستفادة منها أكثر من أيّ دولة أخرى”.

ولفتت إلى أنّه “لا يمكن استبعاد البعد السياسي لهذه الزيارة، خاصة أن سعد الحريري اليوم ينتقل من أبو ظبي إلى تركيا لزيارة أردوغان، وقد يكون له دور في تقريب وجهات النظر الإماراتية التركية في هذه المرحلة في ظل ترتيب أوراق المنطقة من جديد، ونحن نشهد تقاربًا سعوديًا تركيًا، وتقارب مصريّ_تركيّ، وتبقى الإمارات لها دور أساسي في تقريب وجهات النظر بينهما خاصة بعد عودة قطر إلى الحضن العربي ومجلس التعاون الخليجي”.

وأشارت إلى أنّ “الحريري عدا عن دوره المحوري في وقف الهدر في لبنان والدفع باتّجاه تشكيل الحكومة، ربما يلعب دور سياسي شبيه بدور والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري حتى قبل أن يتسلم رئاسة الحكومة في لبنان وبعدها، لذلك دائمًا ما يُحسب لسعد الحريري أنّه الشخصية السنيّة الأبرز في لبنان، وحتى الآن لم يتوفر البديل عنها”.

محمد مدني

صحافي لبناني. يحمل شهادة الإجازة في الصحافة من الجامعة اللبنانية الدولية. عمل في عدد من الصحف والمواقع الأخبارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى