منوعات

أزمة النفايات في المتن وكسروان إلى حلحلة بعد قمع نابشي النفايات

بعد أن تراكمت النفايات بشكل ملفت أمام المستوعبات في مختلف المناطق في كسروان والمتن، حيث تتولّى شركة رامكو أعمال الكنس والجمع، بدأت ظهر اليوم الثلاثاء عملية رفع النفايات من هذه المناطق. وكانت شركة داني خوري للمقاولات التي تتولى أعمال طمر النفايات في مطمر برج حمود البوشرية السد الجديدة قد أعلنت إغلاقه منذ 17 حزيران الجاري، بسبب تفاقم أعمال نبش النفايات ضمن نطاق المطمر.

وبحسب معلومات “أحوال”، توصّلت الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات رادعة بحق العشرات من جامعي النفايات في مطمر برج حمود البوشرية السد الجديدة الذين ينبشون النفايات ويجمعون ما يتوفّر من طعام ومواد قابلة لإعادة الاستخدام أو التدوير. الأمر الذي يعيد إلى الأذهان سيناريو نبش النفايات في العديد من ضواحي المدن الكبرى لا سيما مانيلا في الفلبين والقاهرة في مصر، وهي ظاهرة تترافق مع ارتفاع ﻧﺳﺑﺔ ﺍﻟﺳﻛﺎﻥ ﺍﻟﺫﻳﻥ ﻳﻌﻳﺷﻭﻥ ﺗﺣﺕ ﺧﻁ ﺍﻟﻔﻘﺭ، وتدني القدرة الشرائية لدى شرائح كبيرة من المجتمع، ما يجعلها تمتهن أعمال نبش النفايات من أجل الحصول على قوتها اليومي.

وتفيد المعلومات أنّ مجلس الإنماء والإعمار أوعز إلى اتحادات البلديات في المتن وكسروان تكثيف الدوريات الأمنية للشرطة البلدية من أجل منع أي نابش نفايات من الوصول إلى المطمر، وذلك بعد أن أبلغت شركة داني خوري تعذّر القيام بأعمال طمر النفايات في هذا الموقع، نتيجة وجود اشخاص بينهم اطفال دون سن الـ 18 أمام الشاحنات وخلفها ينتظرون إفراغها لينقضوا على أكوام النفايات والنبش فيها.
يؤشر هذا الأمر الى خطورة الوضع لناحية إدارة النفايات، إذ أنّ الحلقة الثانية من أعمال ادارة النفايات لا تتم في مفرزتي الكرنتيا والعمروسية ومعمل المعالجة في الكورال؛ في دلالة الى غياب منظومة إدارة النفايات في معملي الفرز في الكرنتينا والعمروسية، ونقل النفايات كما يتم تجميعها إلى مطمر برج الحمود. كما يثير تساؤلاً حول الأكلاف المالية التي تتقاضاها شركة جهادكو المملوكة من جهاد العرب التي تتولى أعمال المعالجة.

علماً أنّ أعمال معالجة النفايات كانت سيئة منذ بداية توقيع العقود وتفاقمت سوءاً بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، الأمر الذي عطّل بالكامل معمل الفرز في الكارنتينا، ومعمل معالجة النفايات العضوية في الكورال، وراكم الضغوط على معمل الفرز في العمروسية، وهو معمل صغير بدائي لا يستوعب مئات أطنان النفايات التي يتم تجميعها من محافظتي بيروت وجبل لبنان. علماً أنّ معمل معالجة النفايات في منطقة كوستا برافا، والذي أقره مجلس الوزراء في العام 2017 والذي تم تلزيمه لشركة جهادكو للمقاولات، تعثّر استكمال أعمال بنائه بالتزامن مع تعثر مختلف المشاريع الملزمة من قبل مجلس الإنماء والإعمار بعد هبوط سعر الليرة الجنوني أمام الدولار، حيث تخوض الشركة مع مجلس ادارة مجلس الإنماء والإعمار نزاعاً حول الفوارق المالية التي يجب على الدولة أن تدفعها، لاستكمال اعمال البناء وتشغيل المعمل.
وبحسب معلومات “أحوال” أيضاً، إذا بقيت أعمال طمر النفايات على هذا المستوى من الكميات المتدفقة، فإنّ أمد مطمري الكوستابرافا وبرج حمود البوشرية السد الجديدة بات قصيراً جداً، وأعمال التوسعة التي طالتهما لن تكفي أكثر من أشهر. وهذا من شأنه أن يعيد النفايات إلى الشارع، ويفاقم أزمة المطامر، وإيجاد بدائل عنها، لتُضاف إلى سلة الأزمات التي يتخبط بها اللبناني.

أحوال

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى