رياضة

“تايسون” ابن الـ 54 يعود للحلبة مقابل 10ملايين دولار

تبقى الولايات المتحدة الأميركية الأولى في العالم التي تتّبع باستمرار الصرعات والمناسبات والأحداث على الأصعدة كافة، والهدف دائماً الربح المادي تحت عناوين الأعمال الخيرية، وكان آخرها فجر اليوم بتوقيت بيروت، عبر مباراة استعراضية بين بطل العالم الأسبق مايك تايسون ابن الـ 54 عاماً ومنافسه جونز جونيور (51)، والتي انتهت بالتعادل مقابل 10 ملايين دولار للأوّل و3 للثاني.

ويلقّب تايسون بصاحب “القبضة الفولاذية” التي أسقطت عشرات الملاكمين بالضربة القاضية، ونجح في حفر اسمه كأصغر ملاكم من الوزن الثقيل في التاريخ يحرز لقب بطل العالم عندما كان في عامه العشرين بعد تغلبه على تريفور بريك في العام 1986، وكذلك كان أوّل ملاكم في التاريخ يتوّج بالألقاب العالمية الثلاثة (رابطة الملاكمة العالمية، مجلس الملاكمة العالمي والاتحاد الدولي للملاكمة).

وكان تايسون مثيراً للجدل وشرساً منذ صغره حيث ولد في بروكلين ـ نيو يورك في حي تنتشر فيه الجريمة وتعرض للتنمر كثيراً من اقرانه بسبب سرعته في الكلام وتعثره بحرف (S)، واعتقل مرّات عدّة وأدخل الاصلاحية وهو في الثالثة عشرة من العمر، وفيها دخل عالم الملاكمة بإشراف مستشار المركز والملاكم السابق بوبي ستيورات، الذي دربه لأشهر عدة قبل أن يقدّمه للمدرب قسطنطينو داماتو الذي غدا بمثابة أب روحي له، بعدها واظب تايسون على التدريبات وتخلّى عن إكمال مسيرته العلمية، وعندما وصل إلى الثامنة عشرة فاز في 15 مباراة متتالية ما لفت أنظار الكشافين إليه وأدخلوه في العالم الاحترافي حيث كانت بدايته صاروخية ففاز بـ 28 مباراة منها 26 بالضربة القاضية و16 في الجولة الأولى، و عندما بلغ العشرين توّج كأصغر بطل للعالم في التاريخ.

وتواصلت اتساع شهرة تايسون وارتفاع ثروته، وفي العام 1988 أسقط الأسطورة لاري هولمز للمرّة الأولى بعد 75 انتصاراً للثاني، وعلى الرغم من ذلك لم يتخلَّ تايسون عن عصبيته وشراسته التي ازدادت بعد رحيل مدربه ووالده الروحي داماتو فطلّق زوجته روبن غيفتز واختلف مع منظم المباريات الأعظم في التاريخ دون كينغ وطرد مدربه كيفن روني ومجير أعماله بيل كلايتون وصولاً إلى دفع الثمن غالياً عندما سقط في العام 1990 خلافاً لكل الترجيحات أمام باستر دوغلاس، ثم بدأت مسيرة نهايته عندما أجدين بجريمة اغتصاب ملكة الجمال ديزايري واشنطن وحكم عليه بالسجن 6 سنوات قضى منها 3 ثم أطلق سراحه، وخلال فترة سجنه في سجن أنديانا اعتنق الإسلام وغيّر اسمه إلى مالك عبد العزيز، وعلّق على ذلك بالقول: “لقد قضى السجن على غروري، ومنحني الفرصة للتعرّف على الإسلام، وإدراك تعاليمه السمحة التي كشفت لي عن حياة أخرى لها مذاق مختلف، وقد أمدّني الإسلام بقدرة فائقة على الصبر، وعلّمني أن أشكر اللٍه حتّى على الكوارث”.

لم يستسلم تايسون، وعاد إلى التدريبات وفي العام 1996خاض مباراة للدفاع عن لقب بطولة “الجمعية العالمية للملاكمة” أمام إيفاندر هوليفيلد، لكنّه سقط بالضربة الفنية القاضية في الجولة الحادية عشرة.

وفي العام التالي، لعب الملاكمان مباراة ثانية في ولاية نيفادا عضّ فيها تايسون خصمه، فتمّ إيقاف المباراة، وإعلان فوز هوليفيلد وتايسون “غير مؤهل”، فيما سحبت حكومة ولاية نيفادا في  العام 1997 رخصة تايسون لمزاولة الملاكمة في الولايات المتحدة، وبعدها بعام استعاد رخصة مزاولة الملاكمة وعاد إلى الحلبة في العام التالي، و تغلّب على الجنوب إفريقي فرانسوا بوتا في نزال أثار بدوره جدلًا إثر محاولة تايسون كسر ذراع خصمه.

في العام 2003 ، أعلن تايسون إفلاسه 2003 بعدما جمع خلال مسيرته نحو 300 مليون دولار، وكانت آخر مبارياته الاحترافية في العام 2005 عنما سقط أمام كيفن مكبرايد، فأعلن اعتزاله قائلاً:”لم أعد أملك شجاعة القلب لمزيد من القتال”، وبعد الاعتزال، صنفته مجلة “ذا رينغز ماغازين” في المرتبة الـ 16 من بين أعظم 100 ملاكم على مر العصور.

 

يوسف برجاوي

يوسف برجاوي

عميد الصحافة الرياضية العربية والآسيوية. الرئيس الفخري لجمعية الاعلاميين الرياضيين اللبنانيين. مدير تحرير الرياضة في جريدة السفير من العام 1974 الى حين توقفها عن الصدور في العام 2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى