مجتمع

في اليوم العالمي للاجئين… “أحوال” يستطلع معاناة سكان المخيمات الفلسطينيّة

اليوم العالمي للاجئين يحتفل به في 20 يونيو/حزيران من كل عام، حيث يخصص لاستعراض هموم وقضايا ومشاكل اللاجئين والأشخاص الذين تتعرض حياتهم في أوطانهم للتهديد، وتسليط الضوء علي معاناة هؤلاء وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم وذلك برعاية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
ويلقي اليوم العالمي للاجئين الضوء على حقوق اللاجئين واحتياجاتهم وأحلامهم، ويساعد في تعبئة الإرادة السياسية والموارد حتى يتمكن اللاجئون من النجاح وليس فقط النجاة. وفي حين أنه من المهم حماية وتحسين حياة اللاجئين كل يوم.
“أحوال” استطلع آراء بعض اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الذين تحدثوا عن أحلامهم وتأثر اللجوء على حياتهم العملية والاجتماعية.

حلم العودة إلى فلسطين منذ 73 سنة

رهام محمد الحسين فلسطينية من قرية البصّة قضاء مدينة عكا، تخرجت حديثاً من كلية الإعلام قالت لـ “أحوال”: منذ صغري وأنا أسمع كلمة “لاجئ” وبدأت أتعلم من أهلي كل شئ عن بلدي فلسطين، وخاصة عندما كنا نزور جدي في المخيم ونمرّ على حاجز عسكري للجيش كنت أرى والديّ يحملون بطاقة زرقاء هي عبارة عن هوية للاجئين، وبطاقة إعاشة صادرة عن وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في لبنان “أنروا” لتثبت أننا لاجؤون في لبنان، وفعلا هذه البطاقة تعبّر عن لجوئي أينما ذهبت، وحتى في حال المرض نذهب إلى العيادات الطبية التابعة للأنروا ونقف في طابور يحمل المرضى “بطاقة الأعاشة” كي يحصلوا على العلاج أو تحويل إلى إحدى المستشفيات.
تضيف، نحن الفلسطينيون نحتاج لصوت ينقل معاناتنا وقساوة ظروفنا الاجتماعية والإقتصادية والسياسية للعالم أجمع، وخاصة أن اللجوء في لبنان ينتقص من حقوق اللاجئين التي أقرتها الأمم المتحدة، ولا نستطيع أن نمارس حياتنا الطبيعية إذ لا يمكننا التملّك أو العمل بمهن قد نبدع فيها بل ممنوع العمل بحولي 73 مهنة في لبنان، طموحي أن أعمل بمهنة أنا أريدها لا مهنة يحددوها لي، كذلك وثيقة السفر الخاصة باللاجئين الفلسطينيين معظم البلدان لا تعترف بها ولا تمنح حاملها تأشيرة دخول.
تلفت إلى أنها منذ طفولتها كان حلمها أن تعمل مراسلة صحافية كي تنقل معاناة اللاجئين الفلسطينيين، وتخرجت من الجامعة بتقدير جيد جداً لكنها لا تخفي خوفها من أن تبقى الشهادة مجرد ورقة تعلقها على جدار البيت دون عمل.

الحق في حياة كريمة والعدالة الانسانية

خالد زيدان فلسطيني من بلدة طيرة حيفا، وصف باللجوء بطريقة أخرى، قال: عندما يسألني أحدهم عن حلمي كلاجئ فلسطيني في لبنان، أشعر تماماً كمن يسأل: هل تحب الحياة أيها الميت؟ هل تعشق الحرية أيها الأسير؟ هل تريد خبزا أيها الجائع؟ هل أروي ظمأك بقطرة ماء وأنت تشارف على الهلاك!!؟.
أما عن أحلامي كـ “لاجئ”، وكم أكره صفتي هذه، وكم أسعى لأمسحها من ذاكرتي، فحلمي الأول أن أكون مواطناً كامل المواطنة، حرٌ كريم محترم في وطني، ذو حقوق منه لي وواجبات عليّ تجاهه، لكن اليوم وكـ “لاجئ” في لبنان، لا أطلب سوى العدالة في التعامل الإنساني، أطلب الحق في العمل والتملّك والسّفر وكل حقوق الإنسان المعتبرة في قوانين الأمم، كما أطلب إلتزام الدولة اللبنانية بما وقّعت عليه في اتفاقيات الأمم المتحدة حول حقوق اللاجئين، ونبذ العنصرية المقيتة التي تتجسد دوماً بقرارات ظالمة تتناول هذه الحقوق مرة تلو الأخرى.
أضاف، إن اللجوء القسري للفلسطيني في كل بقاع الأرض ومنها لبنان مثالاً، كان حجر الرحى الذي طحن أحلامنا وطموح شبابنا بحياة كريمة في كل نواحيها، سواء اجتماعية أو مهنية أو سياسية، ويمكن القول وبكل شفافية أن حياة اللاجئين وبرأيي المتواضع، هي حياة بين الموت والموت، بين الـ “نعم” والـ “لا”، بين الاضطراب والاضطهاد، بين نصف حياة ونصف فناء، بين قلق وأرق، بين حلم وكابوس، وكأننا نحيا حالمين بمستقبل لنا ولأولادنا، مدركين أننا نعيش حلماً في حلم.

اللاجؤون مجرد أسماء في سجلات مؤسسات الأمم المتحدة

إسراء جمعة فلسطينية أصولها من وادي الحنداج قضاء مدينة صفد، تؤكد أن حلمها الحصول على الحقوق المدنيّة كي تستطيع العيش كباقي البشر بشكل متساوي، وقالت: حصولنا على حقوقنا هي جملة من حقوق الإنسان التي وقّعت عليها معظم دول العالم وتلتزم بها، وفي هذا الصدد أؤكد أن حصول اللاجئ الفلسطيني على حقوقه المدنية لا يؤثر على حق العودة والذي يشكل جزء أساسي في قضيتنا الفلسطينية وفي الصراع العربي الاسرائيلي، أضف إلى ذلك حلمي أن نتحرر من قيود الوثائق التي نحملها كلاجئين في لبنان التي ما زالت إلى اليوم تُكتب الهوية بخط اليد، ووثائق السفر ما زالت عائق في التنقل من بلد إلى آخر بهدف السفر من أجل العمل أو السياحة.
ولفتت إلى اللجوء يُعتبر النكبة الكبيرة التي أبعدت الفلسطينيين عن وطنهم، وصار الفلسطينيون مجرد أسماء في سجلات مؤسسات الأمم المتحدة، وضيوف طال بقاؤنا في بلد عربي شقيق ليس ببعيد عن أراضينا، فلبنان يبعد بضع كيلو مترات عن مدننا وقرانا الفلسطينية المحتلة، وبعد ثلاثة وسبعين عاماً لم نتمكن من العودة إليها بفعل استمرار الاحتلال، وما زلنا نصارع من أجل حقوقنا الانسانية في الدولة المضيفة، فاللجوء يجعل حياة اللاجئ الفلسطيني أكثر صعوبة يوماً بعد يوم بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه، ما يخلّف آفات ومشاكل اجتماعية تضاعف العبء الفلسطيني على كل المستويات.

خليل العلي

صحافي ومصور فلسطيني يعمل في مجال الصحافة المكتوبة في عدة وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى