منوعات

اطمئنوا: لن نصل إلى العتمة الشاملة

تستمر التحذيرات من دخول لبنان في العتمة الشاملة، والتي يُقصد بها إطفاء كل معامل مؤسسة كهرباء لبنان، ووصول الإنتاج إلى صفر، مع العلم أننا نعيش منذ فترة أسبوعين على أقل تقدير في مرحلة “العتمة الجزئية”، كون التغذية بالتيار الكهربائي تصل إلى حدود الساعتين يومياً في كثير من المناطق اللبنانية.
ببساطة إن الأزمة لا تتعلق بوجود أو عدم وجود الفيول أويل الذي يُشغّل المعامل، وسبب انقطاع المادة لا يتعلق بالإعتراض القواتي على قانون السلفة المالية لمؤسسة كهرباء لبنان، لأن أزمة وجود القانون أمام المجلس الدستوري انتهت بعد عدم قدرة الأخير على الإنعقاد بسبب فقدان النصاب، كما أنها لا تتعلق بعمل الحكومة ووزارة المالية تحديداً لأن وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزنة وقّع منذ 11 يوماً بالضبط على 4 اعتمادات بقيمة 62 مليون دولار لشراء الفيول والغاز أويل لمؤسسة كهرباء لبنان. فما الذي يجري؟

مراوحة
تكشف مصادر مطّلعة أن مراقبة طريقة العمل في هذا الملف تُظهر وكأن المطلوب أن تظل الازمة قائمة ولكن دون انفجارها، وفي التفاصيل، تشير المصادر إلى أن حاكم المصرف المركزي رياض سلامة قرر عندما طُلب منه فتح الإعتمادات، بعد انتهاء أزمة المجلس الدستوري في 26 أيار الماضي، فتح اعتماد واحد لشراء الفيول “غرايد أ” بقيمة 13 مليون دولار، وتجاهل بقية طلبات مؤسسة كهرباء لبنان، ما أتاح استمرار العمل في الذوق لأيام إضافية تنتهي في 11 أو 12 حزيران، طبعاً بعد تخفيض الإنتاج لتقنين استعمال الفيول، الأمر الذي يوحي وكأن المطلوب استمرار عمل بعض المعامل ولكن مع الإبقاء على الأزمة قائمة.
وتضيف المصادر: “أمن مصرف لبنان الأموال لشراء بعض الفيول لمؤسسة الكهرباء، والمازوت لتأمين عمل أصحاب المولدات، وهو ما تؤكد عليه المديرية العامة للنفط والتي تشير إلى إشباع السوق بمادة المازوت، لأن العتمة غير واردة والحل غير وارد في هذه المرحلة”، متوقعة أن يعمد المركزي لفتح اعتمادات لشراء الفيول “غرايد ب”، مع انتهاء مخزون ما اشتراه مؤخراً أي مع انتصاف هذا الأسبوع، ما يُتيح مجددا العمل في معامل دون أخرى، واستمرار انتاج الكهرباء بالحدّ الأدنى.
سلامة يريد تغطية من الحكومة
تؤكد المصادر أن مشكلة سلامة هي بالصرف من الإحتياطي الإلزامي، كاشفة ان المصرف المركزي يريد الحصول على موافقة مجلس الوزراء لا وزير المال فقط قبل صرف أي اعتمادات جديدة لشراء الفيول، وهو شرط لم يكن يُطرح سابقاً، وستتم تلبيته بالساعات المقبلة، بعد أن أرسل وزنة صباح اليوم كتاباً إلى رئاسة مجلس الوزراء لطلب استصدار الموافقة الإستثنائية لتغطية سلفة الخزينة للكهرباء بالعملة الأجنبية لشراء المحروقات لزوم مؤسسة كهرباء لبنان.
لا يزيد انتاج معامل الكهرباء عن 500 ميغاوات، وسيستمر الحال على ما هو عليه لفترة من الزمن، مع الإشارة هنا إلى أن انخفاض الإنتاج إلى ما دون الـ 300 سيشكل ضربة للشبكة، وبالتالي ترى المصادر أن الأزمة بشكلها الحالي ستستمر لبعض الوقت.

 

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى