منوعات

خطاب نصرالله… “قفزة الى الأمام” ولبنان يدخل المرحلة الأدق

الكباش من الدوائر الداخلية الى العلن ولقاء الإثنين لزوم ما لا يلزم

تبدّدت سريعاً الأجواء الإيجابيّة المصطنعة التي رافقت لقاء الرئيس ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري.
المتابعون لملف التشكيل، استبقوا اللقاء بالتأكيد على انه لا يمكن الا أن يوضع في خانة المساعي الداخليّة، التي قد تساهم في تخفيف حدة الإحتقان كما اكد الرئيس المكلّف.
أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، أوجز في خطابه نتائج لقاء الإثنين راسماً خارطة جديدة للتعاطي مع المرحلة المقبلة، بات جليّا، أنّها لا يمكن أن تكون ضمن خيارات الحريري، ولا محطّ ترحيب خليجي- خارجي، يجمع على رفضه التعامل مع أي حكومة يتمثل فيها حزب الله، او يكون من اللاعبين الرئيسيين فيها، مع ما قد يليها من شروط، وفقا لما تتيحه المرحلة.

أزال امين عام حزب الله اللثام عن عقد التشكيل (التمثيليّة) و(الدستوريّة)، مبحرا في الحديث عن لب الخلاف الخارجي- الداخلين والقى بيد الحريري كرة من نار، بدعوته الى تشكيل حكومة تكنوسياسية، أو حتى سياسية، قادرة على المواجهة، وعلى تحمل المسؤولية بالشراكة لعبور هذه الأزمة.
ولم يقتصر كلام السيد نصرالله على هذه الدعوة، بل لوّح بخيارين:
– إعادة تفعيل حكومة الرئيس المستقيل حسان دياب
– البحث عن مخارج دستوريّة للمهلة الممنوحة لرئيس الحكومة المكلف لتشكيل الحكومة.
خياران، لا شكّ أنهما سيفتحان كوّة في جدار الأزمة وربما تكون كوّة من نار، وهو ما تؤكده مصادر الرئيس المكلف، التي رأت في كلام السيد نصرالله، سياقا مختلف عمّا تمّ الإتفاق عليه في قصر الصنوبر، معتبرة أن “الملف الحكومي دخل في مرحلة مختلفة”، مستبعدة أن “يكون هناك ما ينتظر من لقاء الإثنين”.

كما لم تستبعد مصادر الرئيس المكلف أن نشهد مزيدا من الفوضى في الشارع، وازديادا في حدّة الإنقسام السياسي.

الأمر الأكثر أيجابيّة أن المشهديّة باتت اكثر وضوحا، وأن الخلاف الذي لطالما كان يدور في الدوائر المغلقة، خرج الى الدوائر العلنية، لا سيما بعد الرسائل المتعددة التي وجهها السيد نصرالله الى حاكمية مصرف لبنان، وقيادة الجيش، وأصدقاء الداخل وخصومه، ما يعني إجتياز جملة من المراحل، التي كانت ستستغرق مزيدا من الوقت، لولوجها.

إذا بشكل أكثر تبسيطا، دخل لبنان المنعطف الأصعب والأخطر، ومن المتوقّع أن تحمل الأيام القليلة المقبلة تسارعا في الأحداث، وإشتداد الكباش الداخلي_ الداخلي والداخلي – الخارجي، يؤمل ألا يكون الشارع، والأمن، وقوده.

إبراهيم درويش

صحافي وكاتب لبناني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى