فيديو الرّقص أمام محطّات البنزين… تطبيع الذّل أم “حب الحياة” على الطّريقة اللبنانيّة؟
لأنّ اللبناني يحبّ الحياة، ولأنّه كطائر الفينيق يحترق وينهض كلّما احترق، ليعود ويحترق ثم ينهض وهكذا دواليك… كان فيديو “بيكفي إنك لبناني” الذي رقص فيه اللبناني كالطّائر المذبوح من الألم، أمام محطّات البنزين.
الفيديو أطلقته شركة تدعى “هادي بروداكشن” تحت عنوان ” عالسّاحة نزلنا .. صابرين عالحلوة وعالمرَّة .. ومن هون ما منفل .. حصرم بعين الكل .. ولبنان رح يرجع”، وعادت الشركة لتردّ على الانتقادات التي رأت في تطبيع الذّل ذلاً لا مجال لتطبيعه فكتبت في بيان مقتضب “نهدي هذا العمل المتواضع لكل لبناني على إمتداد الوطن ولكل مغترب في العالم على أمل أن يكون الآتي اجمل .. ورح نبقى نرسم البسمة ليتعب الحزن منّا .”.
الفيديو بدا “َضربة معلّم” من شركة إنتاج احتفلت قبل أيّام بمرور ألف يوم على إطلاقها. ألف يوم يعني أكثر من ثلاث سنوات لم تحقّق شهرة، إلا مع فيديو مدّته دقيقة و29 ثانية، انتشر بقوّة على مواقع التواصل الاجتماعي، قاسماً اللبنانيين إلى قسمين، أحدهما صفّق لـ”حبّ الحياة” الذي يجعل اللبنانيين ينتصرون على الألم، والآخر رأى في الفيديو استهزاءً بمشاعر اللبنانيين الذين يذوقون الذلّ أصنافاً على محطّات البنزين.
منتقدو الفيديو رأوا أنّه أسوا طريقة لمحاربة الذّل بمحاولة التقليل منه أو الإيحاء أنّه اسلوب حياة.
برافو ?? ، normalize الذل ?
pic.twitter.com/jL6yIdm1cV— Falafel ? ?? (@FalafelOfficial) May 30, 2021
البعض الآخر رأى فيه أبرة مورفين، من النّوع الذي يتعاطاه اللبنانيون ليتحمّلوا الألم الذي يحيطهم صيدليةً، وفرناً، ومحطّة بنزين ألخ…
ابرة المورفين اللبنانية?? ??
pic.twitter.com/87NX2KYawc— LARA KLAIT (@laraklait) May 30, 2021
وطالب البعض بفيديوهات مماثلة أمام طوابير الذل في المستشفيات والصيدليات والسوبرماركت.
بدنا من هادي بروداكشن زفة على طابور غالون الزيت النباتي امام السوبرماركت
زلغوطة على الصيدليات اللي ما عم نلاقي ادويتنا فيها
دبكة على ابواب المستشفى اللي ما فينا على تكلفتها
ورقص شرقي على شركة الكهرباء ❤??#قلن_انك_حزب_الله
— Mariam Majdoline Lahham | مريم مجدولين اللحام (@Majdolineblog) May 30, 2021
وحوّل البعض الفيديو إلى ما يشبه النكتة
هادي بروداكشن ما دفع لفرقة الزفّة ?? https://t.co/gBpjRwH4uC
— Joe Harb (@d_zstr) May 30, 2021
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي انتشر جدل بين من اعترض على الخفّة التي يتعامل فيها اللبناني مع مشاكله والتي أدّت إلى مقولة رياض سلامة الشهيرة “بكرا بيتعودوا”، وبين من رأى فيه مجرّد سخرية من الوضع الراهن على قاعدة “نفّخ عليها تنجلي”.