السفير الأوكراني في بيصور: نهارٌ طويل بين البلدية والمعكرونة والمتحف… وحرف القاف
يصرّ السفير الأوكراني في لبنان ايهور اوستاش على التحدث بالعربية وبطلاقة، رغم وجود من يتقن الترجمة، وتشغله المصطلحات والألفاظ كثيرًا في فهم معانيها ودلالاتها، وفي يومه الطويل في بلدة بيصور الجبلية كان لا بدّ من فهم لماذا يلفظ حرف القاف بهذا التفخيم.
مناسبة الزيارة مرتبطة بشكلٍ مباشر بوجود مجموعة من المهندسين الأوكران في البلدة لتركيب وتشغيل وإطلاق مصنع المعكرونة الجديد “دل ليبانو”.
الجولة السياحية للسفير في بيصور، رافقه فيها مستشاره رئيس نادي خريجي أوكرانيا وابن البلدة الدكتور ذوقان الجرماني ملاعب وزوجته ايرينا فيسوتا رئيسة جمعية الجالية الاوكرانية في لبنان والملحق التجاري في السفارة فيتشيتسلاف تشوبرينسكي، وقد ركزت على كيفية التعاون مع كل القطاعات.
اللّقاء مع رئيس البلدية نديم ملاعب ونائبه رياض ملاعب وأعضاء المجلس، بحثت بآفاق التعاون والاستفادة من التجارب التنموية الأوكرانية وكيف يمكن ترجمة هذا الأمر على أرض الواقع، خاصةً وأنّ للسفير تجربة في العمل المناطقي كنائب في برلمان أوكرانيا لمدة 11 عامًا قبل عمله الدبلوماسي. وكان شرحٌ من البلدية عن عملها وإنجازاتها والصعوبات التي تواجه العمل البلدي في ظروف لبنان الحالية.
مصنع المعكرونة
ثم انتقل الوفد إلى مصنع معكرونة “دل ليبانو” الجديد، هناك في وسط غابة الصنوبر والطبيعة الخلابة، حيث أن ماكينات المصنع ذات منشأ أوكراني، وبوجود مهندسين أوكران مرحليًا مشرفين على التركيب وإطلاق العمل، وكان باستقباله أصحاب المشروع الإخوة صلاح ومكرم وعاصم حسيكي ملاعب وعدد من الموظفين.
كان للعميد ناجي ملاعب ورئيس البلدية مداخلات عن كيفية تعزيز التعاون وأهميته مع أوكرانيا وغيرها من الدول الصديقة من أجل تعزيز الصادرات والمنتجات الوطنية اللبنانية.
من جهته أكّد السفير أوستاش شرح تفصيلي عن “التجارب الصناعية الأوكرانية الضخمة وكيفية تعزيز الاقتصاد والإنتاج الوطني، وتنوّع البيئة والمنتجات الزراعية والصناعة المعزّزة منذ أيام الاتحاد السوفياتي ساهمًا في رفع شأن قوة الاقتصاد الأوكراني ومنعته”.
وأضاف إنّ العلاقات مع لبنان ناجحة على أكثر من صعيد وفي تطوّر مستمر وتزيد من إمكانية التبادل الاقتصادي المفيد ونعمل على تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية لتحسين الميزان التجاري بين البلدين”، ويضيف “في أوكرانيا جالية لبنانية كبيرة تؤدّي دورًا كبيرًا في تعزيز العلاقات بين بلدينا، فبعدما حقق الجانب الأوكراني تقدّمًا ملحوظًا في توسيع قاعدة شركائه الاقتصاديين الدوليين والاستراتيجيين، شكّل ذلك دافعًا أساسيًا لرجال الأعمال اللّبنانيين للاستثمار في أوكرانيا. وتتوقّع حكومتنا من خلال منتجاتها وتكنولوجيا الإنتاج، أن تصبح شريكًا تجاريًا موثوقًا لدى رجال الأعمال المحليين في الأسواق اللّبنانية وكذلك في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتطمح أيضًا لجذب الاستثمارات اللّبنانية في مشاريع البنية التحتية، خصوصًا تلك التي لها بُعد استراتيجي، وتسعى سفارة أوكرانيا لتوسيع حجم الاستثمارات والتبادل التجاري مع لبنان للاستفادة من موقعه الاستراتيجي وموارده، لتوظيفها في خدمة مصالح البلدين وإلغاء تأشيرة الدخول بين البلدين للأفراد والشركات والمساهمة في إنشاء منطقة تجارية حرّة”.
وبعد جولة على أقسام المصنع انتقل الحضور إلى متحف الدكتور جميل ملاعب وجولة ثقافية في أرجائه.
يُذكر أنّ لبنان قد كان أول دولة عربية اعترفت باستقلال أوكرانيا في العام 1991، وعلى مدار ثلاثين عامًا، تخرّج أكثر من أحد عشر ألف مواطن لبناني في أوكرانيا يعملون حاليًا في مؤسسات حكومية وتعليمية وصحية وثقافية في لبنان وأوكرانيا.
ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 27 عامًا وحتى اليوم، أحرز البلدين تقدمًا كبيرًا على صعيد تطوّر العلاقات الثنائية على صعيد تكثيف التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري وتنمية التعاون الثقافي والإنساني، وتبادل الخبرات بين العلماء والفنانين والرياضيين الأوكرانيين واللّبنانيين للاستفادة من التنوّع الثقافي والحضاري في البلدين.
عامر ملاعب