فيتو سوري على نجيب ميقاتي
قبل عيد الفطر السعيد تمّ التداول في الأوساط السياسية باحتمال تولّي رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي مهمّة تشكيل الحكومة الجديدة، كبديل عن سعد الحريري، بحيث تكون مهمّة الحكومة محصورة بتحضير الأرضية لإجراء الإنتخابات النيابية المقبلة، وما أعطى الطرح جدّية، هو ما نقلته أوساط ميقاتي عن أنه جاهز لتولّي المهمة بشرط موافقة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، ونادي رؤساء الحكومات السابقين، ولكن بحسب مصادر خاصة فإن هذا الطرح لم يتقدّم خطوة واحدة.
تكشف المصادر عبر “أحوال” عن أن إسم ميقاتي كرئيس للحكومة قد طًرح منذ أشهر من قبل ممثل عن سعد الحريري في إحدى اللقاءات التي كانت تعمل على البحث عن إسم رئيس توافقي للحكومة، ويومها سقط الإسم بسبب وجود فيتو “سوري” عليه.
وتضيف المصادر: “لم يعد إسم نجيب ميقاتي مقبولاً من قبل السوريين لتولي رئاسة الحكومة اللبنانية، وبالتالي لم يعد الرجل قادراً على لعب دور توافقي، ولا أن يكون رئيس حكومة انتقالية، أقله حتى تاريخ كتابة هذه السطور، لذلك يوم طُرح ميقاتي لتشكيل الحكومة قبل تكليف سعد الحريري، تم التوّجه إلى الخيار الوحيد الممكن وهو تسمية شخصية مقربة منه، هي السفير مصطفى أديب”، مشيرة إلى أن الفيتو السوري على إسم نجيب ميقاتي لا يزال موجوداً، رغم وجود مساعٍ متفرقة لتغيير هذا الواقع.
تنفي المصادر كل ما قيل عن تقدّم إسم ميقاتي لرئاسة الحكومة الإنتقالية، مشيرة إلى أن علاقته مع سوريا لم تعد نفسها التي كانت في السابق، وهذه العلاقة تبدّلت بشكل جذري في العام 2018 تقريباً، إذ كان قبل ذلك ميقاتي صديقاً مقرباً لبشار الأسد، منذ تسلمه مقاليد الحكم في العام 2000، ودخوله سوق الإستثمارات في سوريا بعدها بأشهر، عبر شركة الإتصالات الكبرى انفستكوم، والتي كانت من أنجح الإستثمارات اللبنانية في السوق السوري.
وتختم المصادر تأكيدها على أن الجمود الذي يضرب الملف الحكومي هو خير شاهد على عدم وجود أي مبادرات حلّ، ورسالة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى المجلس النيابي تأتي في سياق هذا الجمود، مشددة على أن الحريري الذي أجّل فكرة الإعتذار، تلقّى جرعات دعم سياسية كبيرة، لأن البديل عنه غير متوفر حالياً، ولا أحد من القوى السياسية التي سمّته، ولا حتى حزب الله يرغبون بالعودة إلى نقطة ما قبل التكليف.