الشعوب العربية الحرّة تحاصر “إسرائيل” من لبنان إلى الأردن ومصر
يستمر العدوان الهمجي الإسرائيلي على مدينة غزّة الفلسطينية، وتستمر قوى المقاومة بتسطير أروع البطولات بمواجهة هذا العدوان، حيث طالت صواريخها مناطق لم تكن بحسبان العدو، وجعلت عاصمته تل أبيب تحت مرمى الصواريخ في مشهد يراه العالم بأسره لأول مرة.
في لبنان كانت المقاومة الفلسطينية في وجدان جزء كبير من الشعب اللبناني، فكان التعبير بأبهى حلله على وسائل التواصل الإجتماعي، دون أن يعني هذا الامر عدم وجود لبنانيين يرفضون منطق الدفاع عن فلسطين على اعتبار أن “القضية اللبنانية أولى بالدعم”، مع العلم أن التضامن مع فلسطين المحتلة بوجه العدو الذي احتل لبنان وقتل شعبه، لا يحتاج إلّا إلى “إنسانية” لدى المرء.
أمس حصل تطور في لبنان تمثّل بإطلاق 4 صواريخ غراد من منطقة صور باتّجاه فلسطين المحتلة، ولكن لم يؤثر هذا الحدث على المجرى العام للأمور، خاصة أن أحداثاً مماثلة حصلت سابقاً، اغلبها لم يكن حسن النية، بحسب ما تؤكد مصادر مطّلعة، مشيرة إلى أن أفعال كهذه وإن كانت تعبّر عن رغبة بدعم المقاومة الفلسطينية إلا أنها لا تؤدي الهدف المرجوّ منها إطلاقاً.
تحرك لبناني واليونيفيل يستنفر
اليوم حصل تطور جديد، أكبر وأهم، تمثّل بقيام لبنانيين باقتحام الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، في منطقة كفركلا الحدودية باتّجاه مستوطنة المطلّة، الامر الذي دفع بجيش الإحتلال لإطلاق النار وعدد من القذائف والقنابل الصوتية والحارقة، ما تسبّب بجرح مواطنين لبنانيين على الأقل، هما حسين ومحمد، تم نقلهما بحسب المصادر إلى مستشفى مرجعيون الحكومي.
تكشف المصادر أن التحرك العفوي للشبان فاجىء الأجهزة العسكرية اللبنانية، وقوات اليونيفيل على حدّ سواء، مشيرة إلى أن الحدث حرّك اليونيفيل لإجراء إتصالات بالجانب اللبناني للتهدئة، لافتة إلى أن الجيش اللبناني بدوره يعمل على منع الشبان من تكرار الأمر، حرصاً على أرواحهم.
وتضيف المصادر عبر “أحوال”: “إن تحرك الجيش اللبناني لم ولن يمنع أي لبناني من التواجد قرب الحدود لأن الوجود على كل شبر لبناني هو حق لكل مواطن، ولكن دون أن يشكّل ذلك خطراً على أمنهم وسلامتهم”، مشيرة إلى أن الجيش الآن يواكب المسيرات السيارة التي تجوب الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة تضامناً مع الشعب الفلسطيني.
كذلك لن تكون هذه الحادثة هي الأخيرة، إذ دعت حركة الشعب اللبنانيين للمشاركة يوم غد السبت الساعة الخامسة بوقفة شعبية تضامنية مع الشعب الفلسطيني بمعركته بوجه العدو قرب الحدود في منطقة العديسة، وتُشير المصادر إلى أن الجيش سيواكب أيضاً هذا التحرك غداً، بحال لم تتطور الأمور.
من جانبه، يراقب حزب الله المشهد دون أن يتدخل فيه حتى الآن، والقرى الجنوبية تعيش حياتها اليومية بشكل طبيعي، وتكشف المصادر أن جهوزية المقاومة لم تتغير منذ أسبوع حتى الآن، ولكن تحركاتها غير مرئية، وهي تراقب بحذر ما يجري، أما لمن يسأل إن كان حزب الله سيدخل المعركة أم لا، فتؤكد المصادر أن جواب هذا السؤال لا يعلمه سوى قيادة المقاومة وحدها.
الشعوب العربية تتحرك
تحرك اللبنانيون لنصرة القضية الفلسطينية، ولكنهم ليسوا لوحدهم، ففي الأردن تجمهر الأردنيون قرب الحدود مع فلسطين المحتلة، ورفعوا أعلام فلسطين، وهتفوا بوجه المحتل، وفي مصر هناك دعوات للتوجه باتّجاه معبر رفح، إلى جانب تحرك الأطباء المصريين وإعلان جهوزيتهم للعمل على إغاثة الجرحى الفلسطينيين.
هذه المرة، تشتعل النيران في كيان الإحتلال، في كل المدن المحتلة، حيث انتفض الفلسطينيون، حتى أولئك الذين ظنّ البعض أنهم “تصهينوا” وتآلفوا مع الإحتلال، وكما في الداخل كذلك على الحدود، حيث تتحرك الشعوب الحرة لتطوّق الإحتلال من كل الجوانب. ما يجري في أيار 2021 سيغيّر الكثير في تاريخ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، والعربي – الإسرائيلي.