حقوق

استمرار مسلسل إعدام هيبة القضاء… شربل خليل خطّ أحمر!

أثار قرار الصحافي رضوان مرتضى اللجوء إلى القضاء لتحصيل حقه ممّن أساء إليه وحاول تشويه صورته واتّهمه بالتبعيّة حفيظة الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، في حملة ممنهجة أوحت وكأنّ اللجوء إلى القضاء تحوّل من “عين العقل” إلى فعل مشين، يستحق مرتكبه أن يُتّهم “بكمّ الأفواه”.

فقد لجأ مرتضى للقضاء وتقدّم بشكوى “افتراء وكذب وتشهير وتشويه سمعة” بحق المخرج شربل خليل، فأخذت الشكوى طريقها، واستدعي خليل للتحقيق ولكنه لم يحضر.

يُشير مرتضى إلى أنه تم استدعاء خليل 4 مرّات للإستماع إليه وإثبات ما يدّعيه ولكنه لم يحضر، وفي كل مرة كان يستعمل ذريعة مختلفة، حتى أنّه طُلب منه أن يحدّد موعداً يناسبه، فحدد نهار أمس الثلاثاء، ولكنه لم يحضر أيضاً، وهذه المرة استعمل ذريعة أنه “صحافي”، متسلّحاً، بحسب ما يقوله مرتضى، ببطاقة صحفية من موقع “ليبانون ديبايت”.

على “تويتر” ردّ خليل بأنّه “إعلامي منذ العام 1992، وعملت في الصحافة المكتوبة والإذاعة والتلفزيون والصحافة الالكترونية، وبناء على قرار النيابة العامة التمييزية، لا يمتثل الاعلاميون أمام الضابطة العدلية، بل أمام القاضي المعني مباشرة. بناء عليه، لم أمتثل ولن أمتثل”، ثم عاد وكرر عدم نيّته الإمتثال اليوم.

ويُشير خليل إلى أنه “على خلفية تبنّيه لمقالة شارل أيوب، تقدمت منذ يومين بدعوى قدح وذم ضد المدعو رضوان مرتضى، وطلبت من القاضية نازك الخطيب ضمّ الشكوى الى شكواه في مخفر عيون السيمان وجلبه الى التحقيق أسوة بي، لكنها رفضت”.

بعد هذه التطورات أمرت القاضية نازك الخطيب إحضار خليل، فطوّقت القوى الأمنية منزله في ميروبا – كسروان، ولكنه لم يكن في المنزل، فسُطّر بحقه بلاغ بحث وتحرٍّ وخُتِم المحضر لإيداعه القاضية غادة عون في بعبدا. وبالتالي، يُرفع البلاغ بعد حضور المدعى عليه أمامها للاستماع إلى إفادته. ولكن أيضاً كان لخليل موقفه من المسألة إذ يُشير إلى أنه “ما في لزوم للبحث والتحري، أنا عم إشرب كاس مع تيدي رحمة وسركيس حليس”.

بعيداً عن تفاصيل القضية، كان لافتاً التعاطي معها من قبل من يدّعون رغبتهم ببناء الدولة، والدفع باتّجاه استقلالية القضاء، إذ تُشير مصادر مطّلعة عبر “أحوال” إلى أن تدخلات سياسية رفيعة المستوى حصلت وتحصل للملمة القضية، لافتة إلى أن أحد السياسيين لم يتمكن من إخفاء تعاطفه مع خليل المحسوب على “العهد”، فكتب على “تويتر” بصريح العبارة “شربل خليل مش مكسر عصا”، بدل أن يؤكد ثقته بالقضاء وضرورة أن تأخذ الإجراءات القضائية مسارها الطبيعي. وكتب آخر: ” شربل خليل مش ازعر ، شربل خليل فجر غضبه المقدس بوجه الزعران يلي ما خلوا لا كرامة انسانية ولا وطنية الا ما تطاولوا عليها بالسباب والشتائم”.

من جهته، كشف مرتضى أن القاضية “المثيرة للجدل” غادة عون تتدخّل لسحب ملف شربل خليل من القاضية نازك الخطيب، وهو أمر يكشف زيف الإدعاءات، فالسياسة منذ زمن طويل نجحت بتحويل القضاء لطرف في خدمتها.

يستمر مسلسل مسح “هيبة” القضاء بالأرض، في كل الملفات، ولكن المُحزن هو أن يكون القضاء في لبنان قويّاً على “المعتّر”، مكبّلاً، ضعيفاً أمام المدعوم.

 

 

 

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى