صحة

مستشفى تنورين الحكوميّ يواجه الأزمات

لطالما رُسمت علامات استفهامٍ حول كفاءة المستشفيات الحكوميّة وإمكاناتها والدور المطلوب منها. وبظلّ ازدياد الضغوط وتراكم الأزمات الصحيّة، أصبحت المستشفيات كافّةً حكوميّةً كانت أم خاصّة، في حالة استنفارٍ لاستقبال المصابين بالكورونا أو المصابين في انفجار بيروت الكارثيّ. فهل قامت المستشفيات بواجباتها على أكمل وجه؟ وهل كان التفاوت في القدرات والإمكانات عائقاً أمام المستجدّات الطبيّة والحالات الطارئة؟

مستشفى تنورين الحكوميّ بين كورونا وانفجار بيروت

مستشفى تنورين الحكوميّ يقع في منطقةٍ جبليّة، ويُعتبر من المستشفيات النائية عن العاصمة والمدن الساحليّة. إلّا أنّه أثبت جدارةً وكفاءةً وتميّزاً خلال العشرين سنةً الفائتة، وحقّق نجاحاتٍ سجّلتها تنويهات المسؤولين المتعاقبين على وزارة الصحّة كما وأيّدتها شهادات التقدير من مؤسّساتٍ متخصّصةٍ لبنانيّةً ودوليّة.

التقينا رئيس مجلس إدارة مستشفى تنورين الحكوميّ ومديره الدكتور وليد حرب، الذي أوضح لنا الخطوات التي اتّخذها المستشفى لمواجهة جائحة كورونا أوّلاً وتداعيات انفجار بيروت ثانياً.

Photo Credit: Rabih Dagher

يقول حرب إنّ إدارة المستشفى لطالما سعت لتخطّي العراقيل، مع الحرص على إنشاء أقسامٍ جديدةٍ واستقدام المزيد من التجهيزات الحديثة. ويضيف مستشفى تنورين الحكوميّ خليّة أزمة، تعمل على إدارة أيّة أزمةٍ تطرأ على المستشفى أو على محيطه. ومع انتشار وباء كورونا، اجتمعت الخليّة وأخذت قراراتٍ عدّة، أوّلها حماية الجهاز الطبّي من أطبّاء وممرّضين وكذلك الإداريّين كي يتمكّنوا من القيام بواجباتهم. وكان المستشفى من أوائل المستشفيات في القيام بمهامّ التصدّي للوباء، عبر حصر الدخول إليه من بابٍ واحد، مراقَب، للتأكّد من وضع الزوّار للكمّامات، وأخذ حرارة الجسم، وتقديم المعقّمات.

وعن الإجراءات التي اتخذها المستشفى عند توقع وصول حالة كورونا، يوضح “إذا ما اكتشفنا عند أيّ شخصٍ مشكلة التهابات، يُنقل إلى غرفةٍ من أربع غرفٍ جُهّزت في قسم الطوارئ بانتظار فحص الPCR.” كما أكد التزام المستشفى بالتدابير التي قامت بها وزارة الصحّة عبر تصنيف المستشفيات الحكوميّة بين فئتَي A وB،

” حيث تم تصنيفنا في فئة B، أي في المرحلة الثانية التي مهمّتها استقبال المرضى المصابين بالكورونا.” ويتابع، انتقلنا بعد تجهيز المستشفى بشكلٍ كامل (وبخاصّةٍ من ناحية عزل بعض الأقسام الخاصّة) إلى مستشفىً عامٍّ يستقبل حالات كورونا. هذا، ويؤكد حرب أنّ المستشفى في جهوزيّةٍ تامّةٍ لاستقبال المصابين بالكورونا.

وخلال انفجار بيروت، حيث تخطَت المستشفيات في بيروت وكسروان القدرة على استيعاب المصابين، يقول رئيس مجلس إدارة مستشفى تنورين إنّهم فتحوا أبوابهم للمصابين الذين تمّت معالجتهم وغادروا بعد بضع ساعات، باستثناء حالةٍ خطرةٍ تطلّبت إجراء عمليّاتٍ وستغادر في الأسبوع المقبل.

مستشفى تنورين: انجازات نالت تنويهاً من وزارة الصحة

لمواجهة الأزمة الاقتصاديّة الراهنة، يستعين المستشفى بأبناء القرى المجاورة وبعض أصدقاء المستشفى البعيدين، لتأمين التجهيزات الضروريّة، بظلّ ارتفاع الدولار، بحسب حرب الذي أشار إلى أنّ وزير الصحة حمد حسن قدم جهازاً للتصوير وجهازَي تنفّسٍ اصطناعيٍّ خاصَّين بمرضى الكورونا، “منوّهاً عبر الإعلام بالجهود المبذولة من قبل مجلس إدارة المستشفى عبر خطّته الاستراتيجيّة من أجل التطوير والتحسين لينتقل من مستشفىً عامٍّ ريفيّ، إلى مستشفىً تعليميّ، يتعاقد مع كليّتَي طبٍّ ومع عدّة كليّاتٍ من أجل التدريب، الأمر الذي رفع من مستواه الطبّي والأكاديميّ.”

اختصر حرب انجازات المستشفى منذ تأسيسه: رفع عدد الأسرّة من 40 إلى 68 سريراً. إنشاء قسم العناية الفائقة. إنشاء قسم غسل الكِلى. إنشاء قسم تمييل القلب. إنشاء قسم الدّرجة الأولى. إنشاء وتجهيز ثلاث غرفٍ للعمليّات. توسيع قسم الأشعّة، وتجهيزه بأجهزة SCANNER وIRM. اعتماد البطاقة الصحيّة الخاصّة بالمستشفى. تحويل أقسام الأشعّة والمختبر والصيدليّة إلى التقنيّة الرقميّة. التأهيل المستمرّ لمبنى المستشفى. جعل المستشفى صديقاً للبيئة، من خلال التخلّص من النفايات الطبيّة والصرف الصحيّ بطريقةٍ بيئيّة، واعتماد الطاقة النظيفة (توليد الكهرباء من المياه). وقد نُفّذت هذه الإنجازات بتمويلٍ ذاتيٍّ من المستشفى.

ربيع داغر

 

 

ربيع داغر

صحافي وكاتب لبناني. كتب في عدد من الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى