مجتمع

نقيب المحررين لـ”أحوال” : سنمضي قدمًا لتأمين التّلقيح للصحافيين

بعد الكثير من الأخذ والرّد بين نقابة المحرّرين في لبنان والمعنيّين بملف كورونا، ذهبت كلّ الوعود بتلقيح الجسم الصّحافي أدراج الرّياح، وكل المواعيد التي ضربها القيّمون لم يتحقق منها شيء، الأمر الذّي أثار بلبلة بين الصّحافيّين وكلّ العاملين في الجسم الإعلامي، فعلى الرغم من تسجيل أسمائهم على المنصة وتقديم اللّوائح الإسمية من ممثلي الجسم الإعلامي، إلّا أنّ شيئًا لم يحصل، علمًا أنّ المطالبة بالتلقيح الباكر  جاءت على خلفية أنّ معظم المحرّرين يعملون على الأرض وبين الناس وفي المقرّات الرسميّة، وأحيانًا كثيرة يغطي الصحافي من داخل المستشفيات، كما أن قسمًا كبيرًا منهم أصيب بكوفيد 19 خلال عمله.

يؤكّد نقيب المحرّرين جوزيف قصيفي في حديث خاص لـ”أحوال” أن وزير الصحّة أكّد في الثّامن من كانون الأوّل أنّ الجسم الصّحافي في لائحة الأوليات لأخذ اللّقاح، وفي الخامس عشر من شباط أتى الوعد بأن عمليّة التلقيح ستتم بعد أسبوع، لنتفاجأ حينها ببعض الأصوات المعارضة لتلقيح الإعلاميين، تحت حجّة أن عليهم الانتظار كبقيّة المواطنين، وقيل حينها وعلى ذمّة وزارة الصّحة أن البنك الدولي ألزم فقط بأولية تلقيح الجسمين الطّبي والتّمريضي، لكن هذه الحجّة لم تثنِ النّقابة عن المضي قدمًا مع المعنيين لتأمين كلّ ما يلزم لإتمام عمليّة التّلقيح للصحافيين.

ويشير قصيفي إلى أنّ النّقابة ركّزت على فئتين، الفئة الأولى هم الصحفيّيون كبار السن وقسم كبير منهم تلقى اللّقاح، أمّا الفئة الثانية هم المراسلون الموجودون على الأرض وفي الخطوط الأمامية، كذلك الصّحافيّيون العاملون ضمن المكاتب فهم معرّضون أيضًا للإصابة خلال إجرائهم المقابلات مع ضيوفهم، كما أنّهم يختلطون داخل مكاتبهم بزملائهم.

نحن قدمنا كل المستندات اللّازمة بناء لطلب وزيرة الإعلام، وقمنا بكلّ ما هو مطلوب منّا، واليوم على المعنيين أن يقوموا بما يلزم لتأمين اللّقاحات للجسم الإعلامي وفق ما يشير قصيفي، ويلفت إلى أنّه لولا دور هؤلاء الإعلاميّين، لما كان هناك إضاءة على مخاطر فايروس كورونا ولا التّوعية والتّنبيه حوله، ولا كان هناك تغطية لنشاط اللّجنة الوطنيّة لكورونا، فهؤلاء الذّين قاموا بهذا الواجب الوطني والإنساني، أقل الواجب أن بتلقوا اللّقاح كي يستمروا في هذه المهمّة، ونحن عندما نطلب أن يتم تقديمهم على باقي الفئات، فهذا ليس من باب الوجاهات أو التّرف، وإنّما من أجل متابعة رسالتهم.

ويؤكّد قصيفي أنّ من حق الصّحافي أن يأخذ اللّقاح المناسب والمجاني وباكرًا، والنّقابة تنتظر جوابًا سريعًا من وزارة الإعلام والصّحة ولجنة كورونا حول هذا الحق الذي نادت به، وعلى ضوء الجواب ستبني على الشّيء مقتضاه.

الجسم الإعلامي ينتظر  ما ستؤول إليه الاجتماعات المزمع عقدها بين المعنيين، وإلى حينه يستمرّ خلاف الآراء حول أحقية تلقي هؤلاء الطعم قبل سواهم، ففي وقت يرى البعض أنّ الصحافيين أولى من سواهم نظرًا لطبيعة عملهم الميداني، يرى البعض الآخر أنّ المفاضلة في غير موقعها لأنّ المهن والوظائف بمعظمها تتطلّب الاحتكاك الاجتماعي والتواصل مع الآخرين، كحال الذين يعملون في المحال التجارية او معلمي المدارس أو موظفي المصارف أو العاملين في خدمة التوصيل “الدليفيري” وغيرها الكثير، فلم التبجيل في الاعلاميين ومفاضلتهم عن سواهم من أصحاب الأعمال الأخرى؟.

 

منير قبلان

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى