منوعات

الحريري دقّ باب حسان دياب ليسمع ميشال عون

عندما كُلّف حسان دياب بتشكيل الحكومة “هتف” شبان من “الشارع السني” تحت منزله بأنه لا يمثّل “السنّة”، وكما الشارع كذلك دار الفتوى، ومثلهما تيار المستقبل الذي لم “يعترف” بدياب، ومثلهم ما يُسمّى نادي رؤساء الحكومات السابقين، وعندما شكّل دياب الحكومة استمرّ تهميشه سياسياً من قبل القيمين على الطائفة، ولو أن دار الفتوى فتحت له أبوابها، إنما عندما تم الإدّعاء على رئيس الحكومة المستقيل في انفجار مرفأ بيروت، تغيّر الحال.

استهداف للموقع لا الإسم

نهار الجمعة الماضي، حطّ رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ضيفاً على السراي الحكومي، فاجتمع دياب والحريري على المدخل ودخلا سويّة، في مشهد لم يكن يتوقعه أحد، حتى أشد المتفائلين، فالرجلين لم يتركا مناسبة للهجوم على بعضهما البعض إلا واستغلاها. ولكن عندما يكون موقع رئاسة الحكومة هو المستهدف يختلف الحال بكل تأكيد، بحسب مصادر في دار الفتوى.

وتضيف المصادر عبر “أحوال”: “عندما أصبح حسان دياب رئيساً للحكومة فُتحت أمامه أبواب دار الفتوى كأي رئيس حكومة سبقه، لأنه لم يعد يمثّل شخصه بل يمثّل الرئاسة الثالثة التي تشكّل الموقع السنّي الأعلى في لبنان، وبالتالي رغم ما قيل عن علاقة دار الفتوى برئيس حكومة تصريف الأعمال، يُدرك دياب أن الدار كانت إلى جانبه ولا تزال، تماماً كما ستكون إلى جانب أي رئيس حكومة مقبل.

وتشير المصادر إلى أنه من الغريب استهداف هذا الموقع بهذه الطريقة وبهذا التوقيت بالتحديد، وضرب الدستور والقوانين عرض الحائط، فقط لأجل البحث عن “كبش محرقة” يقدّمونه للبنانيين الذين ينتظرون على أحرّ من الجمر نتائج التحقيقات في انفجار بيروت، منوّهة بالإلتفاف الوطني خلف موقع رئاسة الحكومة، بعيداً عن كل الخلافات السياسية.

من جهته يشير نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش إلى أن “الزيارة ليست مفاجئة لأن الحريري يرفض إستضعاف موقع رئاسة الوزراء، وهو الأمر الذي بدأ أولاً باختيار دياب، واستمر من خلال الممارسات”، مشدّداً على أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والرئيس ميشال عون أكدا مراراً نيّتهم تغيير الطائف من خلال الممارسة، وإعادة سلطة التقرير داخل الحكومة إلى رئاسة الجمهورية.

ويضيف علوش في حديث لـ”أحوال”: “ما كان يجري اليوم هو استضعاف لرئاسة الحكومة، وللرئيس حسان دياب، على أساس أنه لا يملك الحيثية الشعبية المطلوبة لحمايته، بينما نجد أن الشخصيات التي تملك حيثية شعبية لا يطالها أحد”، مشيراً إلى أن الإدعاء على رئيس حكومة له قواعده الدستورية والقانونية، ولا يمكن تخطّيها تحت أي ظرف.

 

الزيارة لدياب والرسالة لعون

يؤكد علوش أن زيارة الحريري إلى حسان دياب والوقوف إلى جانبه كرئيس لحكومة تصريف الأعمال هي رسالة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، خصوصاً وأن معطيات تشكيل الحكومة لا تبشّر بالخير، الأمر الذي يمكن قراءته في تصريحات نواب التيار الوطني الحر.

ويشدد علوش على أن الإزعاج والإحباط الذي تسبّب به اختيار سعد الحريري كرئيس مكلّف لرئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر لم ينته، لذلك هم يحاولون اليوم من خلال العناد وعدم السماح للحريري بتشكيل “حكومة المهمّة”، أن يدفعوا الرئيس المكلف للتراجع والإعتذار عن التكليف، أو أن يدفعوه للقبول بأن يكون باسيل شريكاً مضارباً داخل الحكومة، ويملك الثلث المعطّل، لافتاً إلى أن من يُحبط اللبنانيين اليوم ويمنع إمكانية وقف الإنهيار هو عناد فريق رئيس الجمهورية.

 

محمد علوش

 

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى