رياضة

جمال طه لـ”أحوال”: عشتُ أجمل أيامي الكروية مع “الأنصار الذهبي”

يُعتبر “جمال طه” أحد أبرز نجوم خط الوسط الذين مرّوا في تاريخ “نادي الأنصار”، وخصوصًا في فترة التسعينيات. بدأ مسيرته مع “الزعيم الأخضر” وأنهاها في صفوفه، ومعه عرف طعم النجاح والانتصارات والألقاب التي أدخلت الفريق اللبناني إلى موسوعة “غينيس”.

ولكلّ لاعب خاصية معينة؛ فالذي كان يميّز “الغزال الأسمر”، رشاقته وحركته الدائمة في طول الملعب وعرضه، إذ كان يملك نزعة المشاكسة المستمرة وإقلاق دفاعات الخصوم وصناعة وتسجيل الأهداف، بالإضافة إلى الرؤية الشاملة في الميدان وتحمّل المسؤولية بكل جرأة، فكان بمثابة “الدينامو” أو القلب النابض لـ”الأنصار”.

أحرز طه مع “الأخضر” كأس لبنان 9 مرات، والكأس السوبر 4 مرات، وكأس النخبة 3 مرات وكأس الاتحاد مرتين، كما أحرز بطولة دورة البقاع العربية 3 مرات، وهو اللاعب الوحيد في النادي الذي أحرز معه رقماً قياسياً؛ وقد اختاره “الاتحاد الآسيوي لكرة القدم” ضمن منتخب نجوم آسيا لمباراته مع منتخب إيران عام 1999 في طهران.

وللتوقف عند أبرز المحطات في مسيرة قائد فريق الأنصار ومنتخب لبنان السابق، إلتقى “أحوال” طه الذي أفرغ ما في جعبته من ذكريات، فقال: “أنا من مواليد 19 تشرين الثاني/نوفمبر 1966؛ بدايتي مع كرة القدم كانت في مدرسة عمر بن الخطاب الملاصقة للملعب البلدي، وكنت أتردّد لأشاهد تمارين “الأنصار”، علمًا أن جو المنطقة آنذاك كان “نجماوي” الطابع والهوى”.

وتابع: “طلب منّي مدرّب النجمة سمير العدو، “أبو علي”، التوقيع على كشوف “النبيذي” ولكن والدتي طلبت تأجيل الموضوع بسبب سوء علاماتي المدرسية. ومع مرور الأيام، زاد ترددي على مقر “الأنصار”، فبدأت مسيرتي مع فريق الناشئين منتصف السبعينات، إلى أن وقّعت على كشوفه عام 1977”.

الرابع من اليمين وقوفا مع الأنصار في بغداد 1989

منذ ذلك العام، بدأت الرحلة وتوطّدت العلاقة وتكرّس “الزواج الماروني” بين اللاعب والنادي حتى تاريخ اعتزاله؛ إذ لم يلعب طه سوى للأنصار، ومعه حصد 11 لقبًا متتاليًا في بطولة الدوري، إلى العديد من الكؤوس الرسمية والودية. ومن بعدها، تسلّم مهمّة التدريب في النادي المذكور قبل أن يشرف على شباب الساحل والتضامن صور، وينتزع العديد من الألقاب وصولًا إلى تسلّمه منصب المدير الفني للمنتخب الوطني.

هذا وكان طه يأمل بالاحتراف خارج حدود لبنان، لكنه يعزو عدم حصول هذا الأمر إلى “التواقيع “الأبدية، بحسب تعبيره، التي تحكم وجود اللاعب في صفوف فريقه، وفق قوانين الاتحاد اللبناني السائدة آنذاك.

الهدف الأجمل

رحلة طه كانت حافلة بتسجيل الأهداف، ومن أبرزها وأجملها، كان هدفه في مرمى “النجمة” في دورة الأضحى عام 1987، حين ظهر للمرة الأولى مع الفريق الأول واستطاع أن يهزّ شباك الحارس “علي رمّال” بِكُرة “عالطاير وولا أروع”، فوقف لها رمّال متفرجًا، إذ أشعلت المدرجات وبشرت بولادة نجم جديد.

إلى ذلك، يذكر طه هدفه في مرمى “النصر السعودي” ضمن مسابقة بطولة الأندية الآسيوية عام 1991 في الرياض، حين سجّل هدفًا في مرمى الصفاء عام 1992، بطريقة المقصّ الخلفي “دوبل كِيك”.

أما رحلته الطويلة مع الأنصار، فوصفها بأنها كانت من أجمل سنوات العمر، خصوصًا تحت قيادة المدير الفني التاريخي “عدنان الشرقي” حيث كانت العلاقة متينة بينهما، فاستفاد طه من كل نصيحة ومعلومة أسداها له الشرقي، إلى حين أصبح هو نفسه مدربًا وخاض هذا المجال.

أثناء عملية الاحماء قبل إحدى المباريات

وكان طه يرتاح باللعب في وسط الميدان إلى جانب عمر ادلبي ومالك حسون والعقيد الشهيد نور الدين الجمل. أما النجم الذي تأثر به فهو الأرجنتيني “دييغو مارادونا”.

الفارق بين “أنصار اليوم” و”أنصار الأمس”، بحسب طه، هو أن الجيل الماضي الذي لعب معه كان مميزًا بكل ما للكلمة من معنى، إذ كان سفيرًا ناجحًا في الدول العربية والآسيوية، وكانت المجموعة تقدّم مباريات جميلة أينما حلّت، كما كانت جميع الفرق الأخرى “تحسب حساب” فريقه، ليكتفي بـ”لا تعليق” حول فريق الأنصار اليوم.

لطه أيضًا مسيرة طويلة في صفوف المنتخب الوطني اللبناني، بدأت منذ تصفيات كأس العالم 1994 حيث سجل في مرمى الهند على ملعب برج حمود عام 1993 في أول لقاء رسمي له، واختتم مشواره في بطولة كأس آسيا 2000 التي استضافها لبنان، ويومها حمل شارة القيادة إذ يُعتبر هذا الحدث من أبرز المحطات على الرغم من عدم تمكن لبنان من بلوغ الدور الثاني.

حادثة الطائرة

سرد جمال طه واحدة من الأحداث التي حصلت معه والتي لا تزال عالقة في ذهنه حتى اليوم، فقال في حديثه لـ”أحوال”: “كنا في طريقنا جوًا إلى المملكة العربية السعودية عام 1991 لملاقاة فريق النصر، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، إذ أصاب الطائرة عطل طارئ وهي تحلّق في الأجواء، ما لبث أن تحوّل الأمر إلى حالة ذعر وهلع شديدين، فاضطر “الكابتن” للعودة إلى مطار بيروت وتأجلت الرحلة، وهذه الحادثة المخيفة لا تغيب عن بالي ما حييت”.

قائد منتخب لبنان جمال طه خلال لقاء الجزائر عام 1997

حاليًا، يتولّى طه الإشراف على المنتخب الوطني الأول، ويأمل تحقيق نتائج جيدة في مشوار تصفيات كأس العالم المقرّرة في قطر 2022، حيث ختم حديثه لموقعنا بالقول: “أنا راضٍ بشكل كامل عن مسيرتي الكروية وعن الحب الذي اكتسبته من الجماهير “الأنصارية” خصوصًا واللبنانية عمومًا، وكذلك عن الألقاب العديدة التي أحرزتها لاعبًا ومدربًا”.

سامر الحلبي

سامر الحلبي

صحافي لبناني يختص بالشأن الرياضي. عمل في العديد من الصحف والقنوات اللبنانية والعربية وفي موقع "الجزيرة الرياضية" في قطر، ومسؤولاً للقسم الرياضي في جريدتي "الصوت" و"الصباح" الكويتيتين، ومراسلاً لمجلة "دون بالون" الإسبانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى