منوعات

دعوة جنبلاط للتسوية والحوار يُقابلها ردود إيجابية من الخصوم

“السياسة هي فنّ الممكن، لا فنّ المستحيل”. بهذه العبارة اختصر رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط “الأزمة السياسية الحالية”، فلا شكّ أن التصعيد والعناد والتصلّب بالمواقف أوصلونا إلى ما نحن فيه من مأزق حقيقي يهدّد وجود لبنان، ولا شكّ أيضاً أن دعوات الحوار والتسويات هي الحل، بحال كان لا يزال الإنقاذ ممكناً.

إيجابية رغم تأخرها

تأخر جنبلاط عن بلوغ هذه “الروحانية” السياسية، تقول مصادر سياسية مطّلعة، مشيرة إلى أن رئيس التقدمي كان من الذين فرضوا الشروط سابقاً على رئيس الحكومة المكلّف، ويُقال حتى أنه لأجله تمسّك الحريري بحكومة من 18 وزيراً، لكي لا يكون للدروز سوى ممثل وحيد يسميه جنبلاط، وتكون له القدرة على الإمساك بميثاقية الحكومة، وبالتالي فإن حديث جنبلاط اليوم يعاكس كل ما عمل من أجله طيلة الأشهر الماضية.
ليست صدفة أن يغيّر جنبلاط موقفه في هذه اللحظة، إذ ربّما اكتشف، بحسب المصادر، أن كل الوعود الخارجية سقطت، وأن لبنان بأكمله سيُترك لمصيره، وبالتالي لا بد من التفتيش عن الحلول بالداخل، وبحال كان لابد من التوجه للخارج، فلا مانع من طرق باب الصين.
تشير المصادر عبر “احوال” إلى أن جنبلاط أصبح لا يمانع التوجه إلى الصين، شرط توافر الإمكانية لوقف الإنهيار، مشددة على أنه رغم كل شيء، فإن الإنعطافة الجنبلاطية إيجابية ويمكن البناء عليها، وأي دعوة للحوار اليوم هي دعوة مطلوبة ومرحّب بها، عملاً بالمبدأ القائل “أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبدأ”.

خصوم الإشتراكي يرحبون

إن دعوة جنبلاط للتسوية والحوار لاقت استحسان القوى السياسية المصنّفة في خانة “الخصوم”، ومنها التيار الوطني الحر، حيث تُشير المصادر إلى ان التيار لم يقفل الباب يوماً بوجه أحد وهو جاهز للتعاون مع الجميع على قاعدة الإحترام المتبادل، مشددة على أن التيار الذي لا يمانع الحوار مع تيار المستقبل رغم كل الصعوبات، لا يمانع بالتأكيد التحاور مع أي طرف سياسي لبناني.

هي ليست انعطافة

بالنسبة إلى الحزب التقدمي الإشتراكي فإن الموقف الصادر عن رئيسه ليس جديداً ولا يشكل انعطافة على الإطلاق، وتُشير مصادر قيادية في الحزب إلى أن جنبلاط لم يتخل عن موقفه وقناعاته وملاحظاته على مجمل الملفات، ولكن المرحلة الحالية تقتضي التفكير بأساليب تُوصل إلى حلول فعلية، لأن ما يعني الناس هو أكلهم وجوعهم وسعر الصرف والمحروقات.
وتُضيف عبر “أحوال”: “الحوار أكثر أهمية من تفاصيل أخرى على أهميتها ولكن لم تعد اولوية”، مشيرة إلى أن جنبلاط منذ ما قبل تشكيل حكومة حسان دياب كان يحمل نفس الموقف، فهو أعطى الفرصة للحكومة، وطالب بالحلول والحوار وزار بعبدا، ويتواصل مع الرئيس المكلف ورئيس المجلس النيابي في سبيل الحلول، وهو لم يفرض شروطاً على تشكيل الحكومة الحالية، مذكّرة أن دعوة جنبلاط للتسويات كانت موجودة منذ ما بعد العام 2005، أي في أقسى انقسام سياسي.
ترى المصادر أن كل الفترة الماضية لم نصل إلى نتائج إيجابية، والبلد ينهار، والخارج لم يمد يده للمساعدة، ولم يعد أمامنا سوى الحوار لترتيب أمورنا ويبقى لبنان ونبقى على قيد الحياة، مشيرة إلى أن أولى الاولويات هي تشكيل حكومة قادرة على وقف الجوع.
تؤكد المصادر أن ردود الفعل على دعوة جنبلاط إيجابية، ويمكن البناء عليها للوصول إلى نتائج إيجابية.

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى