رياضة

العدّاءة الأسرع في لبنان “عزيزة سبيتي” لـ”أحوال”: أبحث دائمًا عن المنافسات الأصعب

العدّاءة "عزيزة سبيتي": في بداية مشواري غلبتُ "الصبيان" بعد "البنات"

يدخل إسم “عزيزة سبيتي” في سجلّات ألعاب القوى اللبنانية من الباب العريض، كونها أسرع عدّاءة في تاريخ هذه الرياضة على الصعيد المحلّي، وطموحها لا يقف عند هذا الحد، فهي تسعى دومًا نحو التألّق الإقليمي.

وللحديث عن مسيرة “الكشماء السمراء”، أي أنثى الفهد، كونها من أسرع المخلوقات في الأرض، التقى “أحوال” سبيتي التي سردت بعض التفاصيل عن ماضيها وحاضرها في حديث مشوّق، فقالت: “أتيتُ من ليبيريا، البلد الذي نشأتُ فيه، إلى لبنان بعمر 11 سنة عام 2002، وأكملتُ دراستي في مدرسة “الشويفات الدولية”، حيث اكتشف المدرّب “كامل زعرور” موهبتي حين تفوّقت على زميلاتي في مسابقة الركض، حتى أنّه أشركني في سباقٍ مع الصبيان وتفوقتُ عليهم جميعًا”، مشيرة إلى أن توجهها في بداية الأمر كان نحو كرة السلة التي كانت تمارسها دومًا، “إلّا أن زعرور شجّعني للتوجّه نحو ألعاب القوى”، بحسب قولها، مضيفة: “وعام 2009، حين تخرّجتُ من المدرسة، توجّهتُ إلى “نادي الجمهور” تحت إشراف المدرّبة “أليس كيروز”، في مسابقتَي 100 و200 مترًا بتوصية من زعرور، وتمّ اختياري لتمثيل منتخب لبنان ضمن الألعاب الفرنكوفونية في العام عينه، ومن هنا كانت الإنطلاقة الجديّة”.

صاحبة الرقم القياسي

تحمل سبيتي حاليًا الرقم القياسي المحلّي في سباق 100 مترًا، وهو 11.73 ثانية، وهي بالإضافة لتخصّصها في سباقَي 100 و200 مترًا في المضمار المفتوح، تشارك في سباقَي 60 و200 مترًا داخل القاعات المسقوفة، كما أنها عادت لتوّها من جائزة دولية في تركيا، وانتزعت المركز الثاني في 60 مترًا، والأول في 200 مترًا، مسجّلة رقمين قياسيين جديدين، ومحطّمة بذلك رقم “غريتا تسلاكيان”.

وفي السياق، تلفت سبيتي في حديثها لـ”أحوال” إلى أن أبرز مشاركاتها الخارجية كانت في “بطولة العالم” داخل القاعة عام 2014 في بولندا و2016 في الولايات المتحدة، حيث كانت العدّاءة الوحيدة التي تمثل لبنان، إضافة إلى التجربة الفريدة في بطولة العالم لألعاب القوى في الصين عام 2015، وبطولة الألعاب الآسيوية في إندونيسيا عام 2018.

أما أبرز الإنجازات، فقد تحقّقت حين انتزعت سبيتي فضية 200 مترًا، وبرونزية 100 مترًا في بطولة غرب آسيا التي أجريت في الأردن عام 2018، “ويومها كسرتُ الرقم القياسي المحلي لأول مرة”، تقول لموقعنا.

وبموازاة النتائج الطيّبة التي حققتها “عزيزة سبيتي”، فهي تسعى لتشريف بلدها في الألعاب الأولمبية المقبلة في اليابان، وتقول في هذا الصدد: “أواظب على التمارين اليومية تحت إشراف المدرب جورج عساف بمعدل حصتين كل يوم ما عدا الآحاد، إضافة إلى تمارين الأثقال واللياقة البدنية”، لافتة إلى أن الهدف هو المشاركة في المزيد من الجوائز الدولية استعدادًا للأولمبياد، “فكما هو معلوم أنا الأسرع في لبنان ولا جدوى من المسابقات المحلية حاليًا، لأنني أبحث عن عدّاءات أسرع مني لأتمكّن من رفع مستواي، وعندها سيكون للإتحاد اللبناني لألعاب القوى القرار في الاختيار بيني وبين عدّاء حسب النقاط والنتائج المسجلة وفق معايير يضعها الاتحاد الدولي، إذ يسمح للبنان بعدّاء/ة، يمثل/تمثل البلد في رياضة ألعاب القوى مجتمعة”.

تركيز وجهوزية على أعلى مستوى.. تصوير: كريستال صانع

هذا وتطمح سبيتي للتأهّل ضمن أفضل رقم ممكن تسجيله إلى “أولمبياد طوكيو”، ولكنها تستبعد تحقيق أي ميدالية نظرًا للفوارق الواسعة بين الرياضيين اللبنانيين والعالميين، مع حلمها الدائم بتحقيق ميدالية في يوم من الأيام.

وفي هذا السياق، ترى سبيتي أن الاتحاد يتكفّل بتغطية نفقات المشاركات الرسمية الخارجية، أما على صعيد الجوائز السنوية الخاصة التي تتوزّع على بلدان عديدة، فتكون مشاركة سبيتي من نفقتها الخاصة أو عبر “نادي Performance First” الذي تدافع عن ألوانه.

مفهوم “فلسفة الرياضة”

من جهة أخرى، وفي ما يتعلّق بالحياة الشخصية، مارست سبيتي التجارة وإدارة الأعمال من خلال مشاريع عائلية في مجال المطاعم والمجمعات التجارية، ولكنّها حاليًا تصبّ كل اهتمامها في ألعاب القوى، إضافة إلى متابعة دراستها الجامعية العليا في الولايات المتحدة في مجال “الإدارة الرياضية”، حيث تأمل في يوم من الأيام أن تدخل هذه الثقافة إلى المدارس والجامعات اللبنانية، والعمل على إنشاء جيل رياضي واثق من قدراته وباستطاعته تمثيل لبنان في المحافل الدولية، فالرياضة أصبحت صناعة ومهنة إحترافية في دول أوروبا ومن هذا المنطلق تشدّد سبيتي على ضرورة إيجاد تغيير جذري في المفهوم الرياضي بشكل عام، وتحويله إلى فلسفة حياة.

أما عن أرقام سبيتي التي تحملها وتحافظ عليها حتى اللحظة، فتقول لـ”أحوال”: “رقمي في سباق 60 مترًا هو 7.51 ثانية، وفي 200 مترًا هو 24.43 ثانية داخل القاعة، وأنا في سعي دؤوب لتحسينه والحفاظ عليه، حتى يصعب تخطّيه لوقت طويل”.

وفي الختام، تعتبر سبيتي العدّاءة الأميركية الشهيرة “اليسون فيليكس” مثالها الأعلى، كونها تملك شخصية محبّبة تجعل منها نجمة بكل ما للكلمة من معنى.

سامر الحلبي

سامر الحلبي

صحافي لبناني يختص بالشأن الرياضي. عمل في العديد من الصحف والقنوات اللبنانية والعربية وفي موقع "الجزيرة الرياضية" في قطر، ومسؤولاً للقسم الرياضي في جريدتي "الصوت" و"الصباح" الكويتيتين، ومراسلاً لمجلة "دون بالون" الإسبانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى