بلغ عدّاد كورونا يوم أمس الأحد ٤٣٩ حالة مسجلاً رقماً قياسياً مرشحاً للارتفاع، بعد التجمعات التي شهدتها بيروت عقب الانفجار، ما دفع بوزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن إلى إعلان “النفير العام”، كما دقّ مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي د. فراس الأبيض ناقوس الخطر، داعياً إلى ضرورة إقفال البلد قبل فوات الاوان.
أسرة مستشفيات بيروت امتلأت
في حديث إلى “صوت لبنان”، أعلن الوزير حسن حالة النفير العام وأكد أنّ البلد يحتاج الى قرار شجاع بالإقفال مدة أسبوعين.
وأشار إلى أنّ أسرة العناية الفائقة في المستشفيات الحكومية والخاصة إمتلأت في بيروت.
وعن المستشفيات التي لا تستقبل حالات كورونا، قال حسن إنّه يمكن للجيش وضع يده عليها وفقاً لحالة الطوارئ.
وتابع محذراً “نحن جميعاً أمام تحدِ حقيقي والأرقام التي تسجل في الآونة الأخيرة صادمة والموضوع يحتاج الى اجراءات صارمة لأنّ الوضع لم يعد يحتمل”.
بترا خوري: مؤشر خطير
بدورها، دقت بترا خوري مستشارة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب للشؤون الصحية، ناقوس الخطر، مؤكدة أنّ تفشي كورونا في لبنان بات يمثل خطراً حقيقياً.
وكتبت عبر “تويتر” “خلال هذا الوقت من الألم والحزن والفوضى وعدم اليقين، نبحث عن هدف يوحدّنا. ارتفع المعدل الإيجابي لكورونا من 2.1٪ إلى 5.6٪ في 4 أسابيع. الفيروس لا يفرق بيننا. يمثل هذا المعدل (>5%) تهديدًا حقيقيًا لكل أمتنا”.
د. فراس الابيض: لإقفال البلد قبل فوات الأوان
بدوره، أكد د. فراس أبيض مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي من خلال سلسلة تغريدات عبر حسابه على “تويتر”، أنّ “الارتفاع المستمر والسريع في عدد المرضى الذين يعانون من كورونا في لبنان مقلق للغاية”.
وتساءل د. أبيض “هل نواجه خيارًا بين فقدان السيطرة تمامًا أو الإغلاق التام؟ بالنسبة لخبراء الصحة العامة، هذا السؤال وإجابته واضحان. هل المجتمع أو السلطات جاهزون؟”.
وأكد د. أبيض أنّ المجتمع ليس جاهزًا للإقفال التام. وعزا السبب في ذلك إلى الأزمة المالية، أو الإجهاد الاجتماعي والعقلي، وتابع “إنّ الإغلاق لا يحظى بشعبية كبيرة. ولا يزال بعض الأشخاص لا يأخذون كورونا على محمل الجد أو يعتبرونه خدعة.”
ودعا إلى ضرورة إتخاذ القرار بإقفال البلد، وتابع “يجب أن يستمر الإغلاق لمدة أسبوعين على الأقل حتى يأتي بالنتائج المرجوة. في بعض البلدان، دعمت السلطات العمّال من خلال توفير التعويضات أو الأمن الوظيفي. كما تم توفير الغذاء والدواء للعاجزين. حاليًا، نفتقر إلى الدعم المالي والاجتماعي المطلوب لتحمل عبء الإغلاق”.
وخلص إلى أنّه وبدون اللجوء الى الإغلاق، “ستستمر الأرقام في الارتفاع، مما سيؤدي إلى تجاوز القدرة الاستيعابية للمستشفيات. حدث هذا، بشكل كارثي، في بلاد أخرى. اذا انتظرنا اكثر، ومع مرور الايام، ستكون خطورة الموقف واضحة حتى للمشككين في كورونا. لكن، ولسوء الحظ، سيكون الوقت قد فات.”
عداد كورونا الارقام مرعبة
حتى نهاية شهر حزيران الماضي، كان لبنان قد نجح في إحتواء الوباء، إلا أنّ إعادة فتح المطار في الأول من تموز، وما تلاه من استقبال البلد لوافدين مصابين بالفيروس لم يلتزموا الحجر، وتفلّت المقيمين وعدم مراعاتهم أبسط قواعد الوقاية، أدّى إلى ارتفاع عداد كورونا بشكل مرعب. فقد وصل عدد المصابين إلى ٨٨٨١ مع ١٠٣ وفيات.
وبحسب إحصاءات وزارة الصحة، فإنّ المتوفين ينتمون إلى فئات عمرية متقدمة وإلى مرضى الأمراض المزمنة، إلاّ أنّه سجلت حالات وفاة لفئات عمرية شابة، ولم يكن المصابون يعانون من أي مرض، ما يرفع نسبة الخطر المحدّق، ويتطلب ضرورة التقيد بأقصى درجات الوقاية، قبل فوات الاوان.
لطيفة الحسنية