بسبب بطء عملية التلقيح لبنان يحتاج إلى 4 سنوات و4 أشهر للوصول إلى مناعة مجتمعية
بعد أسبوع على انطلاق عملية التلقيح ضد فيروس كورونا في لبنان، لا تزال أرقام المسجلين عبر المنصة المخصصة من قبل وزارة الصحة متدنية، خصوصاً خارج محافظتي بيروت وجبل لبنان، كما أن نصف من حصلوا على اللقاح لم يكونوا ضمن المسجلين على المنصّة.
ووفق مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية في بيروت AUB، فإنّ أكثر من 50% ممن حصلوا على لقاح كورونا لم تسجّل أسماءهم على المنصة.
وبحسب الأرقام، فقد تم تلقيح 0.52% فقط من المستهدفين في الأسبوع الأول. وهذه الوتيرة إن استمرت على حالها، تمكّن من تلقيح 70% من المقيمين المستهدفين قبل حزيران 2025 أي بعد 4 سنوات و4 أشهر.
عوائق تحول دون التسجيل
مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي د. فراس أبيض، لخّص التحدي الحاصل في عملية التسجيل، من خلال التأكيد أن “التسجيل على المنصة والمتابعة اللازمة للحصول على موعد التطعيم يتطلب الحد الأدنى من المعرفة الرقمية، بالاضافة الى امتلاك رقم هاتف محمول. لكن البعض لا يعرف كيفية استخدام الهاتف الرقمي.”.
وأشار إلى أنه يمكن أن يساعد الخط الساخن هؤلاء الأفراد، ولكن يتطلب ذلك أن يكون الوصول إلى هذا الخط سهلا.
وأوضح أن هذا الأمر يشكّل تحديًا إذا احتجنا إلى نشر اللقاح إلى السكان الأقل تعلماً أو الاكثر فقرا، ويضيف إلى العوائق الأخرى التي تحول دون حملات تطعيم ناجحة، مثل الثقة العالية في السلطات الصحية، والوعي والاطلاع الصحي الجيد، والخدمات اللوجستية الفعالة.
وبالنسبة الى ارقام التسجيل، اوضح أبيض أن التسجيل على المنصة خارج بيروت وجبل لبنان لا يزال منخفضًا.
وقال إنه نظرًا لمحدودية عدد اللقاحات المتاحة، يوجد حاليًا عدد أكبر من الأفراد المسجلين من عدد اللقاحات المتاحة. وأوضح أنه مع وصول المزيد من اللقاحات، سيتغير الوضع من مشكلة عرض إلى مشكلة طلب.
وختم قائلاً إنه من أجل الوصول العادل إلى اللقاحات، هناك حاجة إلى نهج استباقي للوصول إلى الأفراد الأميين رقمياً ومساعدتهم على التسجيل، فقد “كشفت الكورونا مختلف أوجه عدم المساواة الموجودة في المجتمع. لكن منذ البداية، كانت هناك قاعدة أساسية واحدة واضحة: قوة المجتمع ككل تساوي قوة الحلقة الاضعف فيه”.
الجسم الطبي خائف أيضاً
يبدو أن التوجّس من اللقاحات لم يقتصر على المواطنين فحسب، بل وصل إلى الجسم الطبي والتمريضي، كما اعلنت إدارة مستشفى رياق الحكومي.
فقد أعلن المكتب الإعلامي لوزارة الصحة عن “إيقاف اعتماد مستشفى رياق كمركز تلقيح، بسبب عدم احترامه الأولويات والمعايير المحددة في الخطة الوطنية للقاح ضد فيروس كورونا”.
وقد جاء بيان وزارة الصحة بعد انتشار صور أقرباء القيمين على مستشفى رياق، وهم يتلقون اللقاح في المستشفى دون أن يكونوا من الفئات التي تنطبق عليها مواصفات التلقيح في المرحلة الاولى.
المستشفى سارع إلى الرد مبرراً تجاوزه الخطة، بأنه خوفاً من تلف كميات من اللقاحات التي وصلته، لأنه لم يجد من يتلقاها من بين طاقمه الطبي الذي رفض بعضه تلقي اللقاح خوفاً من تداعياته.
وإذا كانت تبريرات المستشفى دقيقة، فإننا نقف اليوم أمام مشكلة حقيقية تتطلب حملة توعية جدية حول اللقاحات من خلال رصد تأثيراتها على الملقحين لدحض كل المخاوف.