بالأرقام: هذا ما خسرته MTV بعد حجبها في الضاحية
قبل أربع سنوات، تعرّضت قناة “الجديد” للحجب عن مناطق في بيروت، والضاحية الجنوبية، والجنوب والبقاع، بسبب مواقفها التي كانت تذهب بعيداً فيها بالهجوم على حركة أمل، يوم كان صاحب المحطّة، يخوض مواجهة مباشرة معها، والأسبوع الماضي دخلت “MTV”، على لائحة القنوات المحجوبة في مناطق معيّنة محسوبة على حزب الله، بسبب برنامج ديما صادق الذي ابتعدت فيه عن “المهنية” وهاجمت فيه حزب الله بشكل مباشر عبر اتّهامه بقتل الناشط لقمان سليم.
“MTV” حُجبت عن حوالي 400 ألف مشاهد بالضاحية
كما في حالة قطع “الجديد”، كذلك في قطع “MTV”، تؤكد مصادر تجمع موزعي “الكايبل” في بيروت، أن الأحزاب لم تطلب سابقاً بشكل رسمي قطع البث، ولم تطلب اليوم، لكن العاملون في هذا القطاع هم أصلاً من جمهور حزب الله وحركة أمل، ويعملون في المناطق والأحياء، بحسب الإنتماء، وهم يأخذون القرار بمفردهم بعد حصول اعتداء مباشر وظالم على المقاومة.
وتضيف المصادر عبر “أحوال”: “في السابق كانت الرسالة إلى “الجديد”، واليوم هي لقناة “MTV”، التي خسرت سوقاً يضم حوالي 400 ألف مشاهد في الضاحية الجنوبية وحدها، وهذه الأرقام ليست رسمية بسبب عدم وجود إحصاء واضح، ولكن يسكن الضاحية حوالي 850 ألف نسمة، وهم يشكلون تقريباً 212 ألف وحدة سكنية، مع معدل وسطي 4 أفراد للوحدة السكنية، ونصفهم تقريباً يشتركون في خدمة “الكايبل”، وما خسرته القناة كان ضخماً خصوصاً بعد أن أصبحت شهرة القناة أوسع في بيروت والضاحية بسبب المسلسلات اللبنانية التي تعرضها”.
أما في الجنوب والبقاع فلا يمكن إحصاء عدد المشاهدين الذين خسرتهم القناة مع قرار الحجب، مع العلم، بحسب المصادر، أن المواطنين في الجنوب والبقاع يعتمدون بشكل كبير على “الصحون اللاقطة” الخاصة، لا الموزعين، وبالتالي لا يمكن لأحد التحكم بما يشاهدونه، لذلك فإن التأثير الأكبر يكون في بيروت والضاحية.
نسب المشاهدة للمحطات في بيروت والضاحية
تشير مصادر تجمع موزعي “الكايبل” في بيروت إلى أن الحجب الذي انطلق مع قناة الجديد كان أكثر فعالية من الحجب اليوم، خاصّة أن هذه الطريقة لم تعد تنفع كما كانت بالسابق، فالسوشال ميديا والإنترنت والهواتف الذكية كفيلة بكسر أي قرار حجب، إنما تبقى رسالة، ولو أن البعض يرفضها ويعتبرها خارج سياق الحرية، التي تُتيح للمواطنين مشاهدة ما يرغبون.
وتكشف المصادر أن نسب مشاهدة القنوات اللبنانية في بيروت تغيّرت في الأشهر الأخيرة، فالمسلسلات باتت هي البرامج الأساسية التي تشدّ المشاهدين، لذلك تحسنت نسب مشاهدة “MTV”، مقابل الجديد و”LBCI”، مشيرة إلى أن المشاهد اليوم لم يعد يرغب بمشاهدة الاخبار والبرامج السياسية، والدليل هو أن الغالبية العظمى من المشتركين في بيروت يشاهدون محطة تركية إسمها “لايت تايم”، تعرض مسلسلات مدبلجة.
تعلم المحطة حجم الضرر الناتج عن حجبها في البيئة الشيعية، لذلك سارع رئيس مجلس الإدارة إلى محاولة لملمة ذيول الحلقة، وتم حجب الحلقة عن الموقع الإلكتروني، وتعليق البرنامج.
معارضو الحجب كثر
عند الحديث عن قرار حجب القنوات في البيئة الشيعية، لا بد من الإشارة إلى أن المعترضين على مثل هذه القرارات كثر، فللناس حرية باختيار ما يشاهدون، ومن يشتري سلعة يتحكم بها، ومقابل “الإشتراك” الذي يدفعه الزبون لا يحق للبائع اختيار ما يشاهده من قنوات محلية، مع العلم أنه بحسب مصادر تجمع موزعي “الكايبل” في بيروت فإن الموزعين، من جمهور حزب الله، وإن التزموا بحجب “MTV” بالبداية إلا أن البعض منهم عاد وبثّها، لاقتناعهم بأن الحجب بات مؤذياً له كموزع، وللبيئة المحسوب عليها.