منوعات

كواليس زيارة الحريري لبعبدا… هل الحكومة قريبة؟

بعبدا لبيت الوسط: لو بتبرم السند والهند ما في حكومة إلّا من بعبدا

نصف ساعة دام اللّقاء بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري. خرج الحريري بهده غاضبًا وقال إنّه أبلغ عون عن الفرصة الذهبية المتاحة أمام البلاد لتشكيل الحكومة. وخرج بيان القصر الجمهوري ليقول إنّ الحريري لم يحمل أيّ جديد على الصعيد الحكومي.

فما هي الفرصة الذهبية التي حملها الحريري إلى عون بعد مشاورات دامت يومين في العاصمة الفرنسية؟

مساء  الأربعاء التقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الحريري بعيدًا عن الإعلام. حرصت الإليزيه على عدم ذكر اللّقاء في جدول المواعيد الرسمية. بل كان عشاءً خاصًا حرص ماكرون على إبقائه كذلك وسط تكتّم شديد من الإليزيه. إلّا أنّ ما يمكن أن يُقال عن اللّقاء الباريسي إنّه تمّ التحضير له من المعاونين الفرنسيين لماكرون في الملف اللّبناني ايمانويل بون وباتريك دوريل. وجرى بعض الاتصالات مع دوائر القرار في لبنان تبيّن من بعدها أنّ الرئيس عون لا يزال على موقفه من شكيل الحكومة. انتهى العشاء الباريسي وعاد الحريري بصيغة ليست بعيدة عن تلك التي كانت لديه قبل العشاء. عاد ليحمل طرح حكومة من 18 وزيرًا لا ثلث ضامن فيها لأحد. يحصل فريق رئيس الجمهورية على ستة وزراء من ضمنهم الوزير الأرمني. يحصل على الحقائب التي يريدها ويسمّي الوزراء على أن يكونوا أصحاب كفاءة واختصاص وليس حزبيين. وحدها وزارة الداخلية الاستثناء على اعتبار أنّ لبنان مقبل على انتخابات بلدية ونيابية وبالتالي سيكون لها دور في المشهد السياسي المقبل. فتقرّر أن يتوافق عليها الطرفان. حمل الحريري الطرح إلى بعبدا وهو يعلم أنّه ليس بجديد ولن يستطيع خرق جدار الأزمة. ففي الساعات التي أمضاها في باريس، كان التيار الوطني الحر يطلق مواقف في لبنان تقطع الطريق على العودة إلى الحديث عن صيغة حكومية من 18 وزيرًا. الوزير السابق غسان عطالله قالها علنًا “صيغة الـ18 وزيرًا أصبحت وراءنا والآن البحث في صيغة العشرين أو الإثنين وعشرين وزيرًا”.

التيار يرفض أن يُتّهم بأنّه يريد الثلث الضامن

فالتيار الوطني الحر يرى المشهد من منظار مختلف. فهو ينتظر ما ستحمله زيارة ماكرون إلى الخليج تحديدًا إلى المملكة العربية السعودية. لا سيّما أنّ ماركون سيتحدّث مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حول إمكانية دعم سعد الحريري في تشكيل حكومته. يحتاج الحريري إلى الوسيط الفرنسي مع المملكة وسط القطيعة في العلاقة بينهما. وبالتالي تشير مصادر في التيار الوطني الحر إلى أنّ العقدة الحكومية يمكن أن تُحل بعد زيارة ماركون إلى الخليج وحصول الحريري على ضمانات سعودية لكي ينزل عن الشجرة. أمّا رئيس الجمهورية، فهو قبل زيارة الحريري باريس وبعدها لا يزال على نفس الموقف. سبق أن عبّر عنه سابقًا. حكومة من عشرين وزيرًا لضمان الحفاظ على اختصاص الوزراء. يرفض أن يُتّهم بأنّه يريد الثلث الضامن رغم أنّ العقبة الأساسية بينه وبين الحريري هي في حصول فريقه على أكثر من ستة وزراء.

مهما ذهب الحريري بعيدًا، فتشكيل الحكومة يحصل بين بيت الوسط وبعبدا. لو جال السند والهند هذا لن ينفع بشيء فعون لن يسمح بأن تتشكل الحكومة من أيّ عاصمة أجنبية وهو في قصر بعبدا. هذا ما تقوله أوساطه في تعليقها على زيارة الحريري الباريسية. الحلّ؟ لا حل حتى الساعة وسط اتّساع الخلاف بين المقرّين. لا حكومة في لبنان في الستاتيكو الراهن. أمّا ما يمكن أن يغيّر الستاتيكو فهو إمّا حدث أمني بارز أو حدث إقليمي غير مرتقب بعد.

 

جوزفين ديب

 

جوزفين ديب

اعلامية ومقدمة برامج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى