انتخابات

حلفاء القوّات اللبنانية في الشّمال الثانية مستاؤون: معنا بالإسم

ما كادت وزارة الدّاخلية والبلديات تعلن عن عدد المقترعين ونسبهم المئوية في بلاد الإغتراب، في عملية الإقتراع المخصّصة للمغتربين التي جرت يوم الأحد 8 أيّار / مايو الجاري، حتى بدأت التحليلات ومحاولة إستقراء النتائج مسبقاً، في ضوء ارتفاع نسبة الإقتراع إلى 63.05 في المئة، بعدما أدلى 142.041 ناخباً بأصواتهم من أصل 225.277 ناخباً مسجلين على لوائح الشطب الرسمية.
في دائرة الشّمال الثانية التي تضم طرابلس والضنّية والمنية ترك ما رافق عملية الإقتراع الإغترابية تباينات بين حلفاء اللائحة الواحدة، خصوصاً لائحة “إنقاذ وطن” التي تشكل تحالف الوزير السّابق أشرف ريفي مع القوّات اللبنانية وآخرين، ورسم علامات إستفهام حول السبيل الذي ستسلكه عملية الإقتراع في الدائرة المذكورة في موعد الإنتخابات المرتقبل في 15 أيّار / مايو الجاري.
فقد كشفت الأرقام أنّ 8917 ناخباً مغترباً في هذه الدائرة أدلوا بأصواتهم في صناديق الإقتراع في بلاد الإغتراب في القارات الخمس، من أصل 15260 ناخباً مسجلين على اللوائح، بنسبة مئوية وصلت إلى 58.43 في المئة، توزّعوا بين طرابلس 6465 مقترعاً من أصل 10875 ناخب (59.44 في المئة)، والضنّية 1755 مقترعاً من أصل 3040 ناخب (57.73 في المئة)، والمنية 697 مقترعاً من بين 1345 ناخب (51.82 في المئة).
لكن ما كشفته عملية الإنتخابات الإغترابية ليس أرقام المغتربين فقط، بل تصويتهم في صناديق الإقتراع لهذا المرشّح أو ذاك. غير أنّ اللافت بأنّ مناصري القوّات اللبنانية في دول الإغتراب الذين تعود جذورهم وسجلات نفوسهم إلى الضنّية والمنية لم يعطوا أصواتهم التفضيلية إلى مرشحي اللائحة المتخالفين معها، وهم النائب عثمان علم الدين في المنية، والمرشّحين بلال هرموش وأحمد الكرمة في الضنية، أذ حجبوا أصواتهم التفضيلية التي تقدر بنحو 800 ـ 900 صوت، عنهم، إلا بجزء بسيط جدّاً، وجيّروا أغلب أصواتهم التفضيلية إلى صالح اللائحة على أمل رفع حاصلها وتجاوزها العتبة الإنتخابية، بما يؤمن فوز مرشّح القوات اللبنانية عن المقعد الماروني في طرابلس إيلي خوري.
ما قام به مناصرو القوّات اللبنانية في الخارج إعتبره مراقبون “عملاً سياسياً وانتخابياً موجّهاً ومنظماً وليس عفوياً، وأنّ هذا العمل طبيعي، لأنّ قانون الإنتخابات النيابية يجعل من الحليف خصماً أكثر من الخصوم في بقية اللوائح المنافسة، خصوصاً أنّ أغلب إستطلاعات الرأي لم تمنح لائحة ريفي ـ القوّات أكثر من حاصل، وأن كسر الحاصل الإضافي الذي قد تحصل عليه اللائحة غير مؤكد، كما أنّ أيّ تطوّرات دراماتيكية في السّاعات الأخيرة قد يجعل حصول هذه اللائحة على حاصل واحد أمراً غير مضمون”.
غير أنّ هذه الخطوة أثارت إستياء حلفاء القوّات اللبنانية على اللائحة في الضنّية والمنية معاً، الذين اعتبر مقربون منهم لـ”أحوال” أن “تحالفنا مع القوّات تبين أنّه شكلي فقط وأنّهم متحالفون معنا بالإسم، ولا يهمهم، هم واللواء ريفي، سوى الحصول على أصواتنا من أجل رفع حاصل اللائحة وتأمين فوزهم على حسابنا”.

عبد الكافي الصمد

صحافي لبناني حاصل على شهادة الإجازة في الإعلام من جامعة الجنان في طرابلس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى