صحة

لبنان ينتظر اللقاحات.. كيف سيُحدَد نوع اللقاح لكل شخص؟

د. صقر لـ"أحوال": استراتيجية التطعيم وفق الخطة الموضوعة حالياً ستكون صعبة

ينتظر اللبنانيون وصول الدفعة الأول من لقاح “فايزر” لبدء عمليات التطعيم، حيث سيتبع “فايزر” لقاح آخر سيصل إلى لبنان فيما بعد وهو لقاح “أسترازينيكا”. وبعيداً عن الشائعات والخرافات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن فعالية لقاح “فايزر” تصل إلى 92%، في حين أن فعالية لقاح “أسترازينيكا” تصل إلى 76%، لذا فإنّه من الطبيعي أن يفضّل معظم اللبنانيين اللقاح الأول.

ولكن وفق أي معايير سيتم تحديد اللقاح الذي سيُعطى لكل شخص؟

رئيس لجنة الصحة النيابية، عاصم عراجي، يؤكّد في حديث لـ”أحوال” أن اللقاحات ستُوزَّع بحسب الأولوليات التي وُضعت سابقاً، وبالتالي فإن الفئة الأولى المكوّنة من القطاع الطبي وكبار السن الذين تفوق أعمارهم الـ75 عاماً، ستحصل على لقاح “فايزر/بيونتك”، باعتباره اللقاح الأول الذي سيصل إلى البلاد، ليتم إعطاء الفئات الأخرى اللقاحات تباعاً بحسب توافرها، “شرط ضمانة فعالية هذه اللقاحات وحصولها على موافقة وزارة الصحة”، بحسب تعبيره.

وفي السياق، يشير عراجي إلى أن الأشخاص الذين سبق وأصيبوا بفيروس كورونا وتعافوا منه، سيأخذون اللقاح أيضًا، ولكنهم ليسوا أولوية، “خصوصًا أن توصيات العالمية شدّدت على إعطاء هؤلاء الأشخاص اللقاح بعد شهرين أو ثلاثة من الإصابة بالفيروس، وهذا ما سنفعله في لبنان”.

من جهة أخرى، يوضح الباحث في العلوم البيولوجية والأمراض الجرثومية، د. سامر صقر، في حديث لموقعنا أن بيانات شركات اللقاحات بيّنت أن “فايزر” لا يُنصح به للفئات العمرية فوق الـ70 عاماً، إلا إذا كان لديهم سجلًا لماضيهم الصحي، كما تبيّن أن لدى لقاح “استرازينيكا” عوارض جانبية بنسب مرتفعة جداً للفئات العمرية الصغيرة، أي من 18 إلى 50 عاماً، “لذا، لا يجب نسخ تجارب دول أخرى بآلية تحديد اللقاحات لكل فئة، إذ أننا لا نملك الجهاز الطبي والامكانات الموجودة في أمريكا أو أوروبا”، وفقًا لـ”صقر”.

وانطلاقًا من ذلك، يشرح صقر نتائج تلك الأبحاث، فيُشير في حديثه لـ”أحوال” إلى أن وزارة الصحة تركّز لغاية اليوم على لقاحَي “فايزر/بيونتيك” و”أسترازينيكا/اكسفورد”، “رغم خطورة لقاح “فايزر” على كبار السن ممّن يعانون من مشاكل حادّة، وفي ظل عدم وجود مكننة لدى وزارة الصحة أو المستشفيات للتاريخ الطبي للمعمرين”، بحسب قوله، لافتًا إلى أن نسبة العوارض الجانبية للقاح “أسترازينيكا” تترواح بين 61% و86% حسب الفئات العمرية، بينما نسبة العوارض الجانبية للقاح “سبوتنيكV” الروسي هي ما دون الـ 4%، “لذا يجب الاطلاع على البدائل، تحت عنوان واقعية العلم وليس مصدر اللقاح”، بحسب قوله.

وفي السياق عينه، يسلّط د. صقر الضوء على مشكلة أخرى قد تواجه لبنان على صعيد عمليات التطعيم، إذ أن معظم اللقاحات لديها “بروتوكول” من جرعتين، بفاصل زمني يصل إلى ثلاثة أسابيع، “كما أن الأبحاث تشير في هذا الخصوص إلى أنه بعد أخذ الجرعة الأولى من اللقاح، يطوّر الجسم مناعة، في حين أن التطوير الفعلي للمناعة يأتي بعد الجرعة الثانية”، بحسب تعبيره، لافتًا إلى أن اللجنة الصحية خصّصت حوالي 10 مستشفيات على مختلف الأراضي اللبنانية لإعطاء اللقاح للمواطنين، في حين أن هذا العدد غير كافٍ ويجب زيادة مراكز التطعيم، “وإلا فإن استراتيجية تطبيق اللقاح وفق الخطة الموضوعة حالياً، ستكون صعبة”.

ويختم صقر حديثه لموقعنا بالإشارة إلى أن لقاح كورونا لا يمنع دخول الفيروس إلى جسم الإنسان، إلا أنّه لن يُشعر متلقّيه بالعوارض أو ستكون هذه العوارض خفيفة جداً، كما لا يوجد أي تأكيد حول أن الشخص الذي تلقّى اللقاح لن ينقل الفيروس في حال أُصيب به، “ومن هنا نشدّد على ضرورة الاستمرار بالالتزام بوضع الكمامة واحترام قواعد التباعد الاجتماعي”.

مهدي كريّم

مهدي كريّم

صحافي وكاتب لبناني يهتم بالقضايا السياسية والإقتصادية. حائز على ماجستير في العلاقات الدولية من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى