مجتمع

قبل أيّام من وصول لقاح كورونا إلى لبنان… حملة للمطالبة بحرمان الفلسطينيين والسّوريين منه

على الرغم من سفر اللبنانيين إلى الإمارات لتلقّي لقاح كورونا، ورغم حصول الكثير من المغتربين على اللقاح في دول الاغتراب، التي وضعت فئات تستفيد أولاً من اللقاح دون النظر إلى جنسيات الأفراد الذين يملكون حقّ الأولويّة في تلقّي اللقاح، برزت أصوات عنصرية في لبنان، تدعو إلى حصر اللقاح باللبنانيين فقط.

الحملة أطلقها الناشط في ​التيار الوطني الحر الطبيب​ ​ناجي حايك، الذي سارع إلى المطالبة باللقاح للبنانيين قبل “الغريب”.

وما لبث المحامي وديع عقل المقرّب من التيار الوطني الحر أن أطلق حملة مماثلة، طالب خلالها بحصريّة إعطاء اللقاح للبنانيين فقط.

ردود فعل مستنكرة

اختلف ردود الأفعال بين من اعتبر أنّ حملة حصر اللقاح باللبنانيين تفتقر إلى أي منطق، إذ أنّ الأساس في اللقاحات توزيعها على جميع المقيمين لتشكيل مناعة مجتمعيّة وإلا فإنّ الوباء سيبقى متغلغلاً داخل البلد.

في حين هاجم البعض عنصريّة الحملة التي تصنّف الناس مستحقي الطعم حسب جنسياتهم، في وقت تصنّفهم منظمة الصحة العالمية حسب فئاتهم العمرية وطبيعة عملهم وماذا إذا كانوا يعانون من أمراض مزمنة.

اللقاح للبناني أولاً

وبعد الحملة على عقل وحايك، قام مغرّدون مؤيّدن للتيار الوطني الحر، بإطلاق هاشتاغ #اللقاح_للبناني_أولاً، دافعوا فيه عن أولويّة حق اللبناني في اللقاح، بدل توزيعه على “الأجانب” الذين يعيشون في لبنان، سواء كانوا نازحين سوريين أو لاجئين فلسطينيين، أو حتّى عمّال أجانب مقيمين في لبنان، واعتبروا أنّ دفاعهم يندرج في خانة الوطنيّة لا العنصرية.

وفاخر البعض بعنصريّته، واعتبر أنّ ما أدّى إلى خراب لبنان، وضع مصلحة “الغريب” قبل مصلحة ابن البلد، مستعينين بمقولة النائب جبران باسيل “عنصريون بلبنانيّتنا”.

وهاجم كثيرون الهاشتاغ واعتبروا أنّه لا يمثّل سوى أصحاب العقول الضيّقة، والعنصريين الذين يفتقدون إلى المنطق، وتحرّكهم الغرائز والحسابات الضيّقة، في حين أعلن بعض اللبنانيين، استعداداهم للتبرّع باللقاح المخصّص لهم، لمن يحتاجه أكثر من اللاجئين.

ريان عياش

متخصصة في علوم الكمبيوتر، خريجة كلية المعلوماتية في جامعة فيرارا في ايطاليا. عملت في التصاميم، الغرافيكس والتسويق الاكتروني في العديد من الشركات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى