منوعات

سعد الحريري “وسيط” سعودي من باكستان إلى تركيا؟

مصطفى علوش لـ"أحوال": الحريري لا يمكن أن يستفزّ السعودية

خلال فترة الأعياد غادر رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري لبنان إلى الخارج بزيارة قيل أنها عائلية، فشملت زيارته، كالمعتاد، فرنسا، والمملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة، ولم يرشح عن “السفرة” أي لقاء سياسي، فبقي الأمر محصوراً بالتحليلات. عاد الحريري إلى لبنان الأسبوع الماضي، ولكنه ركب طائرته مجدّداً إلى اسطنبول للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهنا كانت الزيارة المفاجئة.

3 وجهات نظر حول الزيارة

تتحدث المعلومات عن 3 وجهات نظر حول طبيعة الزيارة إلى تركيا وأهدافها، الأولى، تشير إلى أن الحريري الذي لم ينجح بتدبير أي لقاء سياسي رفيع المستوى في السعودية والإمارات، أراد توجيه رسالة مضادة عبر لقائه الرئيس التركي، خصم الدول الخليجية، على أن تكون الرسالة مزدوجة إلى الخليج، وإلى الفرنسيين، على اعتبار أنهم تركوا الحريري في منتصف الطريق الحكومي، وأوقفوا الزخم باتجاه تنفيذ المبادرة الفرنسية.
اما وجهة النظر الثانية فتعتبر أن الحريري توجّه إلى تركيا كموفد عربيّ للتواصل مع أردوغان بشأن إمكانية عودة الحوار بين الدول الخليجية وتركيا بعد إنجاز المصالحة الخليجية مع قطر، ووجهة النظر الثالثة تشير إلى أن زيارة الحريري إلى أردوغان بعيدة عن السياسة وتتعلق بالأعمال والمال.

المنطق يفرض نفسه

ترى مصادر سياسية مطّلعة أن وجهة النظر الأولى “بعيدة عن المنطق”، فالحريري لم يتعمّد استفزاز السعوديين في عزّ الخلاف بينهما، وبالتالي لن يقوم بهذا الفعل اليوم وهو رئيس مكلّف يريد تشكيل حكومة تحظى بدعم عربي وخليجي، مشيرة عبر “أحوال” إلى أن المنطق الذي يفرض نفسه هو أن تكون الزيارة إلى تركيا التي حصلت مباشرة بعد زيارة الحريري إلى السعودية والإمارات، قد جاءت بعد قبول المملكة بها.

“المستقبل” لا يؤكد ولا ينفي

بعيداً عن التحليلات المنطقية وغير المنطقية، يؤكد نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علّوش أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على علاقة ودّ وصداقة مع الرئيس التركي، مشيراً إلى أن هذه العلاقة لم تنقطع رغم الخلافات السياسية بين تركيا والدول الخليجية.
ويضيف علّوش في حديث لـ”أحوال”: “هذه الزيارة تندرج ربّما بإطار المساعدة على بناء تفاهمات وجلاء الدور التركي بالمنطقة وبالاخص بما يعني لبنان”، مشيراً إلى أن ما أوردته إحدى الوسائل الإعلامية عن زيارة الحريري إلى تركيا يأتي في إطار التحليلات ولم يُبن على معطيات رسمية لأن مثل هذه المعطيات تصدر عن المصدر الرسمي للرئيس الحريري.
علوش الذي لم ينف أو يؤكد تواجد الحريري في تركيا لأجل وساطة ما، يشدد على أن الرئيس المكلف لا يمكن أن “يستفز” السعودية كما حلّل البعض، ولا يحتاج إلى لقاء مع الرئيس التركي من أجل “الأعمال”.

هل ينتقل دور الحريري الأب إلى الإبن؟

لا يُخفى على أحد الدور الذي كان يلعبه الرئيس الشهيد رفيق الحريري كصلة وصل بين الدول العربية والإسلامية، والعالم، وهو دور بالنسبة إلى علّوش كان معلوماً بالنسبة للجميع، كذلك نتذكّر الدور الذي لعبه سعد الحريري بين الأعوام 2000 و2008 كوسيط “سعودي” في باكستان إبان الأزمة بين برويز مشرّف ونوّاز شريف، فهل ينتقل دور الحريري الأب إلى الإبن؟
لا يستغرب علّوش على سعد الحريري أن يحاول لعب هذا الدور، ولكنه يدعو من جديد للتركيز على النقطة الأساسية التي يرغب الحريري بالتركيز عليها وهي العلاقة الجيدة بينه وبين أردوغان، مشدداً على أنه بحال كان هناك أسباب أخرى للزيارة فيجب تركها لكي تتبلور.

محمد علوش

 

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى