منوعات

الرئيس عون: “ما في تأليف”.. أما الحريري فـ”لن يعتذر”

شرارة الحرب اشتعلت بين "الوطني الحر" و"المستقبل" وبات تبادل الاتهامات بين الطرفين حاضرًا في كل تصريح أو إطلالة تلفزيونية

أكثر من ثلاثة أشهر مضت على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، وكلّما اقتربت الأمور إلى خواتيمها السعيدة، تولد نقاط اختلاف وخلاف بين الأفرقاء السياسيين، فيتشبّث كل طرف برأيه وبموقفه إلى حين تحقيق غاياته ومصالحه السياسية والطائفية وربما الشخصية، أما في حال لم تجرِ السفن بما يشتهيه هؤلاء، فتعود الأمور إلى نقطة الصفر، وتتراجع معها الآمال بتشكيل حكومة تنتشل البلد من وضعه “المزري”.

اشتعلت شرارة الحرب بين “التيار الوطني الحر” من جهة، و”تيار المستقبل” من جهة أخرى، وبات تبادل الاتهامات بين الطرفين حاضرًا في كل تصريح أو إطلالة تلفزيونية، فما كان من البطريرك الماروني الكاردينال ماربشارة بطرس الراعي إلا أن دعا في عظة الأحد، كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لعقد اجتماع مصالحة، يتفاهم خلاله الطرفان ويتوصلا إلى تشكيل حكومة تكون قادرة على القيام بالإصلاحات المطلوبة، “لأن البلد لم يعد يتحمّل المزيد من المماطلة”.

وفي هذا السياق، رأى عضو تكتل “لبنان القوي”، النائب روجيه عازار، في حديث لـ”أحوال” أن أي طرح يمكن أن يقرّب وجهات النظر بين الطرفين مرحّب به، أما ما قد يمنع حصول هذا اللقاء أو التأخر في عقده فقد يعود لـ”ضغوطات داخلية وخارجية تُمارس على الرئيس الحريري، والتي باتت واضحة نتيجة مواقفه وآرائه المختلفة التي تبرز بعد كل لقاء يعقده مع الرئيس عون فيما يتعلّق بتشكيل الحكومة”، بحسب عازار الذي شدد على أن هذا كله “مضيعة للوقت”.

في المقابل، أكد عازار لموقعنا أن تشكيل الحكومة يجب أن يكون بالتعاون بين سائر الأطراف السياسية في البلد، وليس من قبل جهة واحدة، نافيًا كل ما يُقال عن رغبة رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، بالانضمام إلى حكومة يرأسها الحريري، حيث أكد أن الوزير باسيل أوضح أنه لا يعارض عدم المشاركة في الحكومة، لكن على الحريري التفاهم مع الرئيس عون على معيار واحد، و”إذا تم تشكيل حكومة تعمل لمصلحة البلد، فنحن أول من سيعطيها الثقة”، وفقًا لـ”عازار”.

وعلى الضفة الموازية، لم يتردّد القيادي في تيار المستقبل، د. مصطفى علّوش، في حديث لـ”أحوال” من إشهار سهامه في وجه رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر، مؤكدًا أن مسؤولية تأخر تشكيل الحكومة يتحمّلها رئيس الجمهورية، “بغضّ النظر إذا كان جبران باسيل من يطلب من الرئيس عون عدم التوقيع على كل تشكيلة حكومة يقدمها الرئيس الحريري”، يقول علّوش، مضيفًا: “ولكن المعطيات تقول إنه عندما يلتقي الرئيس الحريري بالرئيس عون، يقوم بتسليمه تشكيلة حكومية ويلمس موافقة رئيس الجمهورية على تلك التشكيلة، فيطلب عون دراستها، لكن في المساء هناك من يزور عون ويبدّل آراءه”.

من هنا، تابع علوش: “كما بات معلومًا، فمن يزور عون مساء أو ربما يكون “مخبى بشي محل بالقصر الجمهوري”، هو إمّا جبران باسيل أو سليم جريصاتي”، وهما يؤثران على رأي الرئيس عون، لافتًا إلى أن الرئيس سعد الحريري قام بمهمّته على أكمل وجه وبعدّة طرق على مدى الشهرين الماضيين، لكن الإشكالية الأساسية هي لدى الرئيس عون في عدم التوقيع على التشكيلة ومطالبته بـ”الثلث المعطّل” بأي طريقة من الطرق، نافيًا أن يكون الحريري قد تعرّض لأي نوع من الضغوطات كما بات يُقال.

أما حول اللقاء الذي دعا إليه الراعي، فقد أكد علوش لموقعنا أن الحريري لن يرفض دعوة الراعي، إلا ان باسيل قد أطلق النار على هذه الدعوة من خلال ما قاله في مؤتمره أمس، مشيرًا إلى أنه منذ اليوم الأول لتكليف الحريري بتشكيل الحكومة، كان السعي من قبل عون وفريقه السياسي لدفع الحريري الى الاعتذار، “وهذا لن يحصل”، يجزم علّوش.

هذا وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مسرّب من اللقاء الذي عُقد اليوم بين الرئيس عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، يقول فيه عون “ما في تأليف، والحريري عم يكذب عالناس بتصريحاته”، الأمر الذي من المتوقع أن يُشعل فتيل الحرب مجددًا بين الطرفين ويؤخر عملية تشكيل الحكومة أكثر فأكثر.. أما هذا البلد “المسكين” فبات يحتاج إلى “معجزة” تنقذه ممّا هو عليه.

ياسمين بوذياب

ياسمين بوذياب

صحافية لبنانية، عملت كمراسلة ومحررة أخبار في عدة مواقع الكترونية إخبارية وفنيّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى