منوعات

دولارات مزوّرة وأخرى مجمّدة وسوداء تُستخدم لتبييض الأموال.. هكذا تميّزونها

أصبح لبنان ساحة مفتوحة لـ”العصابات والمافيات” التي تتاجر بـ”الدولار الأسود”، وبدولارات أميركية مجمّدة وأخرى معطّلة أرقامها التسلسلية، مصدرها ليبيا والعراق وسوريا، كما يمرّر بعض المهربين كميات منها عبر تركيا.

هو واقع أشبه بقصص المافيا الإيطالية والإفريقية!

ما هو الدولار الأسود؟

ممثّل اتحاد خبراء الغرف الأوروبية في بيروت، المستشار د. نبيل بوغنطوس، يعرّف الدولار الأسود في حديث لـ”أحوال” بأنه دولار حقيقي تم طليه بمادة شمعية سوداء مقاومة، من أجل حمايته من الحريق والبلل، لافتًا إلى أن هذا الدولار اعتُمد أساسًا من قبل عصابات المافيا وتجار المخدرات والأسلحة والبشر، منذ أكثر من أربعين عامًا.

ويشرح بوغنطوس: “بدأت العصابات في إفريقيا، وتحديدًا في كينيا وبركينافاسو وسيراليون، باستخدام “الدولار الأسود” لأول مرة، ليتوسّع بعد ذلك نشاطهم إلى أميركا الجنوبية ومن ثم إلى مصر ودول الخليج فالعراق ومؤخرًا إلى لبنان، وذلك عبر عصابات ومافيات وربما بعض الأحزاب والمجموعات الإرهابية، وعبر كل من له علاقة بالأعمال التجارية المشبوهة”، مشيرًا إلى أن هذا الدولار يُباع بأسعار مغرية من خلال إعلانات منصات التواصل الاجتماعي ومجموعات الواتسآب، وسط الحاجة الماسّة للبنانيين إلى الدولار، علمًا أن أول عملية لبيع دولارات على أنها سوداء في لبنان، تعود للعام 2017.

دولارات أميركية مجمّدة مصدرها العراق وليبيا تُباع في لبنان!

من جهة أخرى، وفي ما يتعلّق بـ”الدولارات الأميركية المجمّدة في لبنان”، يؤكد بوغنطوس أن هناك عدّة مصادر لها، موضحًا أنها أتت من ليبيا والعراق، بعد نهب فروع المصارف المركزية والشركات والمؤسسات العامة والخاصة، حيث تمّت سرقة أطنان من العملة الأميركية الموجودة في خزنات تلك الدول.

ويتابع بوغنطوس: “ولكن بعدما استتبّ الوضع هناك، أبلغت السلطات التي استلمت زمام الأمور وزارة الخزانة الأميركية بالـ”كودات” والأرقام المتسلسلة للأموال المسروقة، لتقرر تعطيلها وتصدر تعاميم ولوائح دولية بها، “ولكن ما سُرق قد سُرق، وجرى توزيعه عبر عصابات محترفة في الكثير من دول العالم، ولكونه أساسًا عملة صحيحة، يصعب التعرف عليه إلا من خلال فحصه لدى المصارف وشركات نقل الأموال العالمية، ومكاتب الصيرفة من الفئة الأولى عمومًا، لذا وللأسف وقع الكثير من اللبنانيين ضحايا العصابات التي توهمهم ببيعهم دولارات مجمّدة، خصوصًا أنهم يعرضون عليهم شراء تلك الدولارات بأسعار متهاودة، ليختفي البائعون بعد تنفيذ عملية الاحتيال تلك”، وفقًا لـ”بوغنطوس”.

المصارف اللبنانية وقعت ضحية تخزين أموال معطلة؟!

وفي سياق متّصل، يؤكد ممثّل اتحاد خبراء الغرف الأوروبية في بيروت أنّ السوق اللبناني مليء بكميات لا تُعد ولا تُحصى من الدولارات المجمّدة، والمتواجدة على وجه الخصوص لدى الصرافين الجوالين غير اللبنانيين المتنقلين بين المناطق، كاشفًا أن “خزنات” هؤلاء هي صناديق سياراتهم، في ظاهرة لا نراها سوى في لبنان.

أما الهدف من تلك العملية، بحسب بوغنطوس، فهو “تبييض الأموال والحصول في مقابلها على أموال شرعية لا غبار عليها وتجهيل مصدرها”، مشددًا على دور السلطات المختصّة في وقف تلك الظاهرة، في حال لم تكن قد وقعت هي أيضًا ضحية تخزين قسم من هذه الأموال، بدءًا من المصرف المركزي وجمعية المصارف، حيث يجب عليها إصدار تعاميم تنبّه المواطنين لهذا الموضوع، بالإضافة إلى استخدام المصارف لأحدث أجهزة العد الآلية وبرمجتها دوريًا، لكشف الأرقام التسلسلية المجمّدة او المعطّلة.

كيف نميّز هذه الدولارات؟

يوضح بوغنطوس أن لكل دولار حقيقي علامة خاصة ظاهرة، “أي أننا عندما نلمس الورقة نتحسّس التعرجات الظاهرة على سطحها والتي يمكن الشعور بها، إذ تمثّل هذه التعرجات علامة 10 في الـ10 دولار مثلًا، “ما يُعتبر من أبرز العلامات التي تمكّننا من معرفة الدولار الأسود الحقيقي”، لافتًا إلى أن مادة رقيقة جدًا تشبه مادة الشمع أو البلاستيك، تحيط بورقة النقود لحماية العملة، وإذا قمنا بقصها سنجدها من الداخل عملة حقيقية وليست مجرد ورق أسود.

إذًا، لا يتوجّب شراء الدولار إلا من المصارف أو من الصرافين الشرعيين، وعند إتمام كل عملية، وجب طلب إيصال من المصرف او الصرّاف مدوّن عليه كل الأرقام التسلسلية للأوراق النقدية المستلّمة، مع توقيع الإيصال وختمه من المصرف أو الصراف. فهكذا فقط نحمي أنفسنا وأموالنا من الغش!

باولا عطية

باولا عطية

كاتبة وصحافية لبنانية. تحمل شهادة الماجستير في الإعلام الاقتصادي والتنموي والإجازة في العلوم السياسية والإدارية من الجامعة اللبنانية. والإجازة في الصحافة والتواصل من جامعة الروح القدس الكسليك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى