الراعي يُشغل محركاته ولقاء محتمل بين عون والحريري
خلافاً لتحليلات متضخمة عن حردٍ بين بكركي وبعبدا، بعد غياب رئيس الجمهورية ميشال عون عن قداس عيد الميلاد في بكركي، وفشل مبادرة البطريرك بشارة الراعي في التوصل إلى تأليف حكومة قبل الأعياد. سجل اليوم السابع من السنة الجديدة لقاءً بين البطريرك والرئيس في بكركي، حمل عنوان التهنئة بالأعياد وفي طيّاته بحثٌ في الخطوات التي يُمكن اتخاذها لتذليل العقبات الداخلية من أمام تشكيل الحكومة.
البطريرك الذي لم يتخلَّ عن مبادرته لإزالة الخلافات المستحكمة بتأليف الحكومة بعد فراغ استمر أشهراً وعاد إلى تشغيل محرّكات وساطته، عاملاً على ترتيب لقاء بين الرئيسين عون والحريري وهو ما أبلغه إلى رئيس الجمهورية خلال اللقاء وكان رد الرئيس الترحيب والموافقة. وبحسب تصريح مصادر مطّلعة لـ”أحوال” فإن “عون والراعي تحدثا خلال خلوتهما في كل الأمور العالقة والعقبات التي تقف أمام تشكيل الحكومة”. وفي حين أن الرئيس لا يرغب كشف ما يجري في الكواليس بقوله بعد خروجه من بكركي للإعلاميين “تحدّثنا بالأوضاع العامة وكلّ ما يحصل معنا لا يُحكى في الإعلام لأنّه يُنقل بطرق مختلفة مع الأسف ونأمل أن يكون اللقاء مثمراً”، تكشف المصادر أنه بمعزل عن تسريب أجواء مغلوطة عما يجري خلف الكواليس، فإن لدى كل من البطريرك ورئيس الجمهورية رغبة مشتركة في التواصل والحوار، والرجلان يقومان بجهودهما لتلافي الفراغ والوصول إلى استقرار سياسي يؤمن حكومة تعمل على إنقاذ اللبنانيين من الانهيار والأزمات المعيشية والاقتصادية”.
وأوضحت المصادر أنَّ البطريرك الراعي اقترح خلال اللقاء أن يجتمع كلاً من رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري فلم يبدِ الرئيس أي ممانعة. وعُلِم أنَّ البطريرك أرسل رؤيته إلى الرئيس المكلف وهو لم يمانع بدوره. ولم تُحدد تفاصيل الزمان والمكان حتى الآن علماً أن الرئيس المكلّف عاد صباح الخميس إلى بيروت بعد إجازة عائلية أمضاها في الخارج.
وكان وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الصرح البطريركي في بكركي، التاسعة صباحاً، حيث كان في استقباله البطريرك الراعي عند المدخل الداخلي للصرح. وهنأ رئيس الجمهورية البطريرك بالأعياد، متمنياً أن تعود على اللبنانيين في ظروف أفضل، كما تناول الحديث الإجراءات المتخذة لمكافحة وباء كورونا مع بدء الاغلاق اليوم وحتى الأول من شباط المقبل.
وعقدت خلوة في الجناح البطريركي بين الرئيس عون والبطريرك استمرت 45 دقيقة، تحدث بعدها رئيس الجمهورية الى الصحافيين قائلاً “جئنا اليوم نعايد غبطته، لأن الظروف منعتنا من أن نكون هنا يوم عيد الميلاد. وتكلمنا في الأوضاع العامة التي لا تزال مكتومة، لأن كل الذي يحصل معنا لا يُحكى في الاعلام، بسبب أن كل أحد يكتب في الاعلام مع الأسف على هواه. وانشاء الله يكون هذا اللقاء مثمراً في هذا الموضوع”. وحين سئل عن لقاء بينه وبين الحريري، للمصارحة والاتفاق على حكومة من دون محاصصة، أجاب: “هذا احتمال”.
لا حكومة دستورياً من دون تفاهم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف وتوقيعهما، وانطلاقاً من هذا الاعتبار، تكشف المصادر أن “في لقائهما اليوم اقترح البطريرك الراعي على رئيس الجمهورية أن يجمعه والحريري في لقاء مصارحة للاتفاق على تأليف حكومة من دون محاصصة وأن الرئيس أبدى تجاوباً. وتضيف المصادر “من هذا المنطلق سيستأنف البطريرك الراعي جهوده لإعادة الديناميكية إلى الاتصالات بشأن الملف الحكومي سواء تحت سقف بكركي أو أي مكان آخر، لكن برأي البطريرك اللقاءات بين الطرفين المعنيين بالتأليف يجب ألا تتوقف أبداّ”.
المعطيات الحكومية حتى اليوم لا تُظهر أي تبدّل ولا تبديل في مواقف عون والحريري بحسب ما يرشح من تصريحات المحيطين بهما. والحريري الذي لم يُصدر صوتاً خلال إجازته لا يبدو أنه يحمل معطيات جديدة من الخارج المضطرب تحت وطأة الأحداث الأميركية، توحي أنه نال الضوء الأخضر للسير بتشكيل الحكومة.