الذكرى السنوية لتدمير مشفى الكِندي على يد السلطة الحالية

في مثل هذا اليوم قبل 12 عامًا، شهدت مدينة حلب واحدة من أكثر المعارك دموية خلال سنوات الحرب، عندما شنت فصائل مسلحة، أبرزها “جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية”، هجومًا واسعًا على مشفى الكِندي، رابع أكبر مشفى تخصصي لعلاج الأورام في الشرق الأوسط، والذي كان يتحصن فيه جنود من الجيش السوري السابق.
بدأ الهجوم في 20 كانون الأول 2013 ضمن ما سُمي حينها بـ”معركة القلب الواحد”، حيث تم تفجير شاحنتين مفخختين محملتين بثلاثة أطنان من المتفجرات عند أسوار المشفى، ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من المبنى ومقتل العشرات من عناصر الجيش السوري الذين كانوا متمركزين بداخله.
المشفى، الذي كان يُعد من أهم المراكز الطبية في سوريا والمنطقة، تحول إلى هدف عسكري بعد أن اصبح مركزًا دفاعيًا استراتيجيًا شمال حلب. ورغم محاولات متكررة من الجيش لفك الحصار عنه، إلا أن الفصائل المسلحة تمكنت من السيطرة عليه بعد معارك استمرت أكثر من أسبوعين وسقوط العديد من الشهداء من المرضى والمرافقين والطاقم الطبي وجنود الجيش السوري السابق.
وقد شاركت في العملية غرفة عمليات مشتركة ضمت “جبهة النصرة”، “لواء التوحيد”، و”حركة فجر الشام الإسلامية”، من أبرز قياديهم ابومحمد الجولاني رئيس السلطة المؤقت حيث اعتبر أن تدمير المشفى يشكل إنجازًا عسكريًا من وجهة نظرهم، بينما اعتبرته جهات طبية وإنسانية “جريمة بحق البنية التحتية الصحية في سوريا”.
الهجوم على مشفى الكِندي لم يكن مجرد خسارة عسكرية، بل شكل ضربة قاسية للقطاع الصحي في سوريا، إذ كان المشفى يضم تجهيزات طبية متقدمة ويُعد مركزًا مرجعيًا لعلاج الأورام، يخدم آلاف المرضى من مختلف المحافظات.
اليوم، وبعد مرور أكثر من عقد على تلك الحادثة، لا يزال مشفى الكِندي شاهدًا على حجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية السورية، وعلى الثمن الباهظ الذي دفعه المدنيون في خضم صراع دموي لم يرحم أحدًا.




