ملفات ساخنة

سامر يوسف: تبرئة السنة المعتدلين من أفعال الجولاني ونداء لإنقاذ النسيج السوري

في كلام صريح وواضح  أعلن الإعلامي سامر يوسف ، مدير قناة “شام تي في”، عبر حسابه الخاص على وسائل التواصل الإجتماعي، موقفاً أخلاقياً وسورياً واضحاً: تبرئة السنة المعتدلين من كل ما يرتكب باسمهم تحت سلطة التطرف والتكفير.

لا يبدو يوسف كمدافع فحسب، بل كموقّع على عهد أخلاقي، فهو يؤكد على حق كل مظلوم في الدفاع عن نفسه ، لكنه يرسم خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه : ليس من حق أي كان أن يشتم طائفة كاملة ، أو يمس عقيدتها ومقدساتها.
هذه ليست دعوة للصمت ، بل دعوة للتمييز بين النضال المشروع وبين إشعال حرب هويات تلتهم الجميع.

وهنا يأتي البيان الأهم : تبرئة الجيش والوطن.
بكلمات موجعة، يذكر يوسف أن “دم جنود الجيش العربي السوري (السابق) وأكثريتهم من السنة لم يجف بعد”.
إنه يوجه رسالة مفادها أن شتم “السني” هو تنكر لتضحيات مئات الآلاف من أبناء الطائفة السنية الذين سقطوا دفاعاً عن سوريا في ذلك الجيش.
كما يؤكد أن السنة المعتدلين هم الخاسر الأكبر في هذه المعادلة ؛ فصوتهم اختطف ، ودماؤهم سالت في المدن السنية نفسها بتهمة “موالاة الدولة”، ووجودهم هو المستهدف من قبل مخطط التفتيت.

يقدم يوسف دليلاً عملياً للرد: يمكنك أن ترد على الشتائم، ولكن لا تسم الفاعلين بـ “السنة”.
فهو بذلك يفصل بين الهوية الثابتة والفعل المتغير ، ويحمي شرفاء السنة الذين قدموا الغالي والنفيس للوطن.
إنه يرفض أن يكون الاعتدال السني رهينة لممارسات تنظيمات إرهابية مثل التي يقودها الجولاني.

والخاتمة الأليمة: تحت سلطة الجولاني التكفيرية، يُفكك العقد الاجتماعي السوري.
ما يحصل اليوم في ظل سلطة الجولاني ومناطق نفوذها لهذا الفكر ليس مجرد صراع سياسي، بل هو عملية منهجية لتحطيم الروابط الوطنية.
فباسم “العقيدة” تُرفع سيوف التكفير ضد كل مخالف، ويُشرع نهب الممتلكات وسبي النساء وخطف الرجال، ليس فقط بحق الأقليات، بل وحتى بحق السنة المعتدلين الذين يرفضون هذا المنطق المتطرف.
الدستور الذي وضعه هذا الجولاني لم يكن إلا ترسيمًا قانونيًا لهذا الحل العقائدي المتطرف الذي يحل محل المواطنة، ويستبدل الانتماء السوري بولاءات ضيقة تفتت الوطن من الداخل.

كلمة سامر يوسف، في النهاية، هي صرخة إنقاذ: إنقاذ لسمعة مكون كبير من التشويه، وإنقاذ لسوريا من السقوط في الهاوية.
إنها تذكير بأن معركة السوريين الحقيقية هي معركة الجميع ضد التطرف والتكفير ، ومعركة لإعادة اللحمة إلى نسيج وطني تمزق عمداً.
فالسوري الذي يقتل اليوم بيد تكفيرية، والخارج الذي يشوه صورة السني بسبب هذه الأفعال، كلاهما ضحية لمشروع واحد: مشروع يريد لسوريا أن تتحول من وطن للجميع إلى غنائم للمتطرفين.

للإطلاعى على منشور الأستاذ سامر يوسف على صفحته على فايسبوك

https://www.facebook.com/share/p/1Efn4rdaQC/

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى