هذه الاستمارة هي “تذكرتكم” لاحتفالات الميلاد ورأس السنة
ينتظر اللبنانيون ليلتَي الميلاد ورأس السنة على أحرّ من الجمر للاستمتاع برفقة الأهل والأقارب والأصدقاء من جهة، ولتوديع عام حمل الكثير من الأحداث المأساوية على الصعيدين المحلي والعالمي، واستقبال عام آخر على أمل أن يكون أفضل من سابقاته على كافة الأصعدة، من جهة أخرى.
لكلّ طريقته في الاحتفال، ولكن في هذا العام “الاستثنائي” وفي ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، يتوجّب على كل من يرغب بإقامة الحفلات الالتزام ببعض التدابير الوقائية التي فرضتها وزارة الداخلية والبلديات، لحماية المواطنين ومنعًا لتفاقم الوضع الصحي أكثر فأكثر.
فقد أصدرت وزارة الداخلية تعميمًا أعلنت فيه أنه ينبغي على كل من يريد أن يقيم أو ينظّم حفلًا أو مناسبة أو تجمعًا احتفاليًا، تعبئة استمارة “الموافقة على إجراء نشاط اجتماعي” على الرابط التالي eventregistry.net المخصص لكل النشاطات الاجتماعية، على أن يتلقّى صاحب العلاقة رسالة تتضمن التدابير الوقائية التي يجب اتخاذها، وتكون كذلك بمثابة مستند يبرزه للسلطات المعنية عند الحاجة.
وفي التفاصيل، فبعد تعبئة الاستمارة، يحصل صاحب العلاقة على code يُرسَل إليه عبر بريده الالكتروني بعد درس مضمون الطلب لجهة مراعاته التدابير الوقائية المفروضة من قبل لجنة كورونا، من ناحية التقيّد بنسبة 50% من القدرة الاستيعابية للمؤسسة، والالتزام بساعات الاقفال المحددة وغير ذلك، ليتم عقب ذلك الموافقة أو رفض الطلب من خلال رسالة نصية تصله مع الملاحظات والأسباب التي أدت إلى الرفض مثلًا.
أما في حال رغب صاحب العلاقة بإجراء أكثر من احتفال، فعليه إرسال طلب عن كل حفل يريد إجراءه، وانتظار الموافقة من الجهات المعنية، في حين سيتعرّض للمساءلة القانونية والمحاسبة كل من ينظّم حفلًا من دون القيام بالخطوات المطلوبة، إذ تتحضّر القوى الأمنية لمواكبة ليلتَي الميلاد ورأس السنة منعًا لأي إخلال بتطبيق القوانين والتدابير الصحية المفروضة للوقاية من فيروس كورونا، تحت طائلة الغرامات المالية.
وفي هذا الاطار، يؤكد مدير عام مكتب وزير الداخلية، العميد محمد الشيخ، في حديث لـ”أحوال” أنّه يتوجب على الجميع تعبئة الاستمارة، ولا يمكن لأحد “التحجّج” بعدم علمه بوجود “طلب للموافقة على إجراء حفل معيّن”، لأنّ الوزارة أصدرت أكثر من تعميم في هذا الخصوص، كما تناقلته مختلف المؤسسات الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة والالكترونية.
فكرة تعبئة الاستمارة، بحسب العميد الشيخ، جاءت بناء على اتفاق بين رئيس نقابة المطاعم طوني الرامي ولجنة كورونا، حيث تعهّد الرامي للمعنيين بتطبيق شروط الوقاية الصحية وضمان التباعد الاجتماعي والتزام المواطنين بارتداء الكمامات خلال احتفالات الميلاد ورأس السنة.
ويشير مدير عام مكتب وزير الداخلية الى أنّ الأخيرة تحاول من خلال هذا الإجراء مساعدة وزارتَي الصحة والسياحة حرصًا على سلامة المواطنين، لافتًا إلى أن الاستمارة ليست مخصّصة للحفلات العائلية التي تُقام داخل المنازل، إنما لأصحاب المطاعم والفنادق والمنتجعات وللأماكن الدينية، وبالتالي فالقوى الأمنية لن تلاحق أصحاب المنازل إلا في حال أقاموا حفلًا ضخمًا من دون تقديم طلب مسبق الى الجهات المعنية، متجاهلين الشروط الصحية وتعليمات الوزارات، أو في حال ورود أي شكوى من الجيران.
ويختم العميد الشيخ حديثه لموقعنا بالتأكيد على أن الوزارة تتفهّم الوضع النفسي للمواطنين والظروف القاسية التي عاشوها هذا العام، لذلك وحرصًا على سلامتهم، تحاول التوفيق بين تطبيق القوانين والارشادات الصحية من جهة، وبين رغبة المواطنين بالاستمتاع بوقتهم في فترة الأعياد من جهة أخرى، ما يتطلب تعاونًا بين الدولة والشعب.
في المحصلة، يبقى على المواطن التحلي بالوعي الكافي والتقيد بالشروط الصحية للوقاية من فيروس كورونا، ليس خوفًا من العقاب بل حرصًا على سلامته وسلامة عائلته، على أن تمر فترة الأعياد وينعم الجميع بوقت ممتع دون مخاطر صحية.
باولا عطية