سياسة

قاسم: من حقّنا أن نقوم بأي شيء لحماية وجودنا

كتبت صحيفة “الأخبار” تقول:

في موقف هو الأول منذ وقف إطلاق النار قبل نحو عام، نبّه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى أنّ «العدوان لا يمكن أن يستمر ولكل شيءٍ حدّ»، و«لأننا في خطر وجودي حقيقي، من حقّنا أن نقوم بأي شيء لحماية وجودنا». وشدّد على «أننا سندافع عن أهلنا ولن نستسلم ولن نتخلّى عن سلاحنا (…) وأي ثمن يبقى أقلّ من ثمن الاستسلام»، داعياً أميركا وإسرائيل إلى «أن ييأسوا، فنحن أبناء الأرض الصامدون، ولن نعيش إلّا أعزّة». وحذّر من أنه «إذا كان الجنوب نازفاً، فالنزف سيطاول كل لبنان».

وفي احتفال «يوم الشهيد» أمس، أكّد قاسم أن اتفاق وقف إطلاق النار ‎هو حصرياً لجنوب نهر الليطاني، وعلى إسرائيل الانسحاب، ‏وإيقاف العدوان، ‏وإطلاق سراح الأسرى، ولا توجد مشكلة على أمن المستوطنات، والدولة اللبنانية تتحمّل مسؤولية من خلال ‏حكومتها وأجهزتها بإخراج إسرائيل بكل الوسائل المشروعة ‏والمّتاحة، مشدّداً على «تنفيذ الاتفاق وبعدها كل السبل مفتوحة لنقاش داخلي حول قوة لبنان وسيادته، ولا علاقة للخارج بهذا النقاش».

وأكّد أن «الجنوب مسؤولية الدولة، مسؤولية الحكومة والشعب والمقاومة، ولن يستقر لبنان مع استمرار عدوان ‏إسرائيل ‏وضغط أميركا»، حاسماً أن «لا ‎استبدال للاتفاق، ولا تبرئة ذمّة للعدو الإسرائيلي باتفاق آخر، لأنه عندما نذهب إلى اتفاق آخر، ف‏يعني ذلك أن كل ‏شيء انتهى وعفونا عنه، وعندها ‏سيذهبون إلى شروط جديدة وترتيبات ‏جديدة»، مؤكداً أن «استمرار العدوان على هذه الشاكلة بالقتل والتدمير لا يمكن أن يستمر، ولكل شيء حدّ. لن أتكلم ‏أكثر من هذا، وعلى المعنيين أن ينتبهوا». وأضاف: «المقاومة تحمّلت المسؤولية 42 سنة، وقالت الحكومة إنها ستتحمّل المسؤولية هذه المرة، ونحن فتحنا لها الطريق، ونؤيد أياً كان يريد الدفاع عن هذا الوطن».

وأشار قاسم إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار يتضمّن «انسحاب إسرائيل من ‏جنوب نهر الليطاني، ‏وانتشاراً للجيش اللبناني في هذه المنطقة وعدم وجود أي مظاهر مسلّحة ‏لغير الجيش فيها.‎ وبالنسبة إلينا، الاتفاق مقبول لأن الثمن هو انتشار الجيش اللبناني بدل المقاومة على أرض الجنوب، ‏ونحن نتمنى أن يكون الجيش ‏موجوداً ليقاتل العدو الإسرائيلي إذا تقدّم أو اعتدى».

واعتبر «أننا رابحون بهذا الاتفاق، لأن الدولة ‏أعلنت استعدادها لتحمّل مسؤوليتها، وفي المقابل، إسرائيل خسرت لأنها يجب أن تخرج بحسب الاتفاق من دون أن تحصل ‏على مكاسب ‏عدوانها»، سائلاً: «لماذا لم تطبّق إسرائيل ما عليها؟ لماذا لم ‏تطبّق أميركا ما عليها ‏باليد الإسرائيلية؟».

نحن في خطر وجودي حقيقي ومن حقّنا أن نقوم بأيّ شيء لحماية وجودنا
وأجاب: «السبب أن لبنان يستعيد سيادته وحريته وكرامته إذا خرجت إسرائيل، ولأن إسرائيل فشلت في جرّ المقاومة إلى خرق الاتفاق وإعطاء ذريعة لها للادّعاء بأن أمنها مُعرّض للخطر».

ونبّه إلى أن إسرائيل «تريد أن تتدخّل في مستقبل لبنان، وكيف سيكون جيشه واقتصاده وسياسته وموقعه؟ أميركا، باليد الإسرائيلية، تريد أن تنهي قدرة لبنان المقاوم، وأن تسلّح الجيش بمقدار قدرته على ‏مواجهة حزب الله، أي ‏ممنوع أن يكون الجيش قادراً على إسقاط طائرة واحدة، أو إطلاق صاروخ واحد باتجاه العدو ‏الإسرائيلي»، لافتاً إلى أنهم «يضغطون على الحكومة لتقدّم تنازلات من دون بَدَل، ومن دون ضمانة، وعن طريق الفتنة، مع ‏إعطاء حرية كاملة ‏لإسرائيل أن تبقى محتلّة وتعتدي متى تشاء». ‎

وأسف قاسم لأن «حكومتنا لم تجد من البيان الوزاري إلا حصرية السلاح، وتدّعي أنها إنما تقوم بحصرية ‏السلاح لنزع الذرائع من العدو الإسرائيلي»، مؤكداً أن «نزع السلاح لا يمنع الذريعة. الآن يتحدّثون عن أن حزب الله ‎يستعيد قدرته، ويتسلّح ‏من جديد، ويتموّل، والمال يعطيه قوة… الذرائع لن تنتهي».

وعن الاعتداءات والخروقات اليومية، قال: «‎لن نناقش خدّام إسرائيل الذين يشاركون في الضغط لتحقيق المطالب الأميركية الإسرائيلية»، سائلاً الحكومة «لماذا لا ‏تضع خطة استعادة السيادة الوطنية من ضمن جدول أعمالها، وتضع ‏جدولاً زمنياً، ‏وتطلب كل شهر من الجيش اللبناني والأجهزة المعنية تقديم تقرير أين أصبحنا في ‏استعادة السيادة الوطنية وفي عدم تطبيق الإملاءات الأميركية وعدم الانبطاح ‏أمامها؟. ما علاقة الأميركيين بالوضع الاجتماعي والقرض الحسن والخدمات التي تُقدَّم للناس؟». ودعا الحكومة للتصرف «على أساس حماية المواطنين، وحماية المنظومة الاجتماعية، ومسؤوليتها عن ‏الإعمار والبناء ‏وإعطاء الحقوق وليس دورها أن تنفّذ الإملاءات الأميركية».

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى