سياسة

هل يقود الجولاني انقلابًا سياسيًا ناعمًا.. تحالف مفاجئ مع قسد يربك المشهد السوري

أحوال ميديا

في تطور غير مسبوق، كشفت مصادر مقربة من المعارض السوري هيثم مناع عن تحولات دراماتيكية في المشهد السوري، يقودها زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، الذي بات يُنظر إليه كفاعل سياسي يتجاوز موقعه العسكري التقليدي. فهل نحن أمام انقلاب ناعم يعيد تشكيل السلطة؟ أم أمام صفقة إقليمية تُطبخ بعيدًا عن الأضواء؟
رفض طلاس… خطوة استباقية

بحسب مناع، رفض الجولاني عرضًا تركيًا بتعيين الجنرال مناف طلاس وزيرًا للدفاع في حكومة انتقالية موسعة، رغم ما يحمله من قبول دولي واسع. هذا الرفض، وفق التحليلات، لم يكن مجرد تحفظ سياسي، بل خطوة استباقية لتفادي انقلاب محتمل قد يقوده طلاس بدعم من عواصم كبرى مثل واشنطن وموسكو وباريس وأنقرة وتل أبيب.

طلاس، الشخصية السنية المعتدلة، يُنظر إليه كجسر نحو حل سياسي شامل، لكنه في نظر الجولاني يمثل تهديدًا مباشرًا لهيكل السلطة الذي بناه في الشمال السوري، خاصة مع قدرته على كسب ثقة الأقليات والفصائل المعتدلة.

التحالف مع قسد: مناورة تكتيكية أم تحول استراتيجي؟

المفاجأة الكبرى، بحسب مناع، كانت في قبول الجولاني شروط قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بما في ذلك اللامركزية الموسعة، ومنح حكم ذاتي للكورد والدروز والعلويين، مقابل دمج فصائل موالية له ضمن قسد تحت اسم الجيش العربي السوري.

هذا التحول أثار غضب أنقرة، التي ترى فيه تعزيزًا للنفوذ الكردي على حساب مصالحها الاستراتيجية، خاصة في مناطق الطاقة والمياه. كما اعتبرته تنازلاً عن السيادة الوطنية مقابل تثبيت الجولاني في موقع القيادة.

تركيا تراقب… و”فرقة دمشق” تتحرك

في الداخل السوري، يراقب القائد العسكري التركي الأصل مختار التركي (محمد عمر جفشيت)، قائد “فرقة دمشق”، التطورات عن كثب. مصادر استخباراتية تشير إلى استعدادات ميدانية قد تُترجم إلى تحرك عسكري مفاجئ، في حال تم تثبيت التحالف بين الجولاني وقسد.

هل يتحول الجولاني إلى رجل دولة؟

تحذير مناع بأن “الأسابيع المقبلة مصيرية” يفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية: هل يسعى الجولاني إلى إعادة تعريف نفسه كزعيم سياسي؟ وهل تحالفه مع قسد يمثل بداية لتفكيك البنية التقليدية للسلطة في سوريا، أم أنه مجرد مناورة تكتيكية لاحتواء الضغوط الإقليمية؟

خلاصة استقصائية
الجولاني يرفض طلاس خوفًا من انقلاب دولي مدعوم.
يتحالف مع قسد لتثبيت سلطته عبر نموذج لامركزي.
تركيا تعتبر التحول تهديدًا استراتيجيًا وتلوّح بالتصعيد.
المشهد السوري يتجه نحو إعادة تعريف السلطة والهوية الوطنية.

في ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يتحول الجولاني من قائد فصيل إلى رجل دولة؟ أم أن هذه التحولات ستقود إلى صدام إقليمي جديد يعيد خلط الأوراق في سوريا؟

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى