سياسة

البقاع الشمالي والغربي امام احتمال تصعيد إسرائيلي خطِر

الديار

لبنان البقاع الشمالي والاوسط والغربي امام تهديد كبير لاحتمال تصعيد عسكري يستهدف مراكز حزب الله، في حين اكد مصدر امني للديار ان حزب الله اتخذ القرار بالرد على اي هجوم بري «اسرائيلي» برد مباشر، وهو يتوقع تصعيدا «اسرائيليا» قريبا. واشار المصدر الامني الى ان الحزب اليوم أكثر تحصيناً مما كان عليه قبل العدوان عام 2024 لاعتبارات كثيرة، حيث ان الخروقات «الاسرائيلية» اغلقت والقادة الجدد لا تعرفهم «اسرائيل»، وهي غير قادرة على استهدافهم، وخير دليل على ذلك ان كل الاغتيالات التي تنفذها تصيب عناصر في الحزب ولكن ليس من صفوف القادة. وتابع ان حزب الله استخلص العبر من الحرب الاخيرة والاغتيالات التي استهدف قادته وامين عام الحزب سماحة السيد الشهيد حسن نصرالله. وعليه وضع خطة عسكرية مغايرة للسابق تعطيه قدرة قوية على الدفاع وعلى ردع العدو الاسرائيلي.

اما عن المسيرات «الاسرائيلية» التي حلقت فوق بيروت ومناطق لبنانية اخرى، فقد وضع المصدر الامني هذه التحركات «الاسرائيلية» ضمن المناورة العسكرية التي يقوم بها الجيش «الاسرائيلي» من تدريب لكوادره، وهذا الامر يشمل ايضا المسيرات. واضاف ان جيش العدو يبحث حتما عن بنك اهداف جديدة له ضمن الخطة التي وضعها، ولهذا اطلق مسيراته للتجسس ولاستدراك اي تحرك جديد.

الهيمنة الاميركية – الاسرائيلية مقابل دور سعودي لتخفيف وطأتها
الى ذلك، هناك مبادرة واحدة مهيمنة على المنطقة، وما يعنينا هو لبنان، هي اميركية-اسرائيلية، ومن يتدخل سواء اوروبيا او عربيا يهدف إلى كسر هذه الحدية ومحاولة تخفيف نسبة الخسائر التي ستحدثها الخطة الاميركية على البلد. وفي هذا الصدد، تقول المعلومات ان المملكة العربية السعودية هي الدولة المولجة بالملف وعليه تضع شروطا وتسعى لتغيير شروط تراها ظالمة، بهدف ترتيب الساحة العربية وابرزها فلسطين ولبنان.

حزب الله تلقى تعهدات

هل هي معلومات استخباراتية او تخمينات اوروبية مستوحاة من المواقف الايرانية التي تشير ان حزب الله تلقى تعهدات بأن اي حرب تشنها عليه «اسرائيل»، لن يكون وحيدا في المعركة، بل هناك تصميم بتوسيع نطاق المواجهة، مما يمكن ان يؤدي الى اشتعال الشرق الاوسط بأكمله. هذا الامر يتفادى الاميركيون الوصول اليه بعد ان اعادوا ترتيب الاوضاع في المنطقة انطلاقا مما يعرف «باكس-اميريكانا» Pax-Americana، اي السلام الاميركي. واذا كان لافتا غياب اي نشاط ديبلوماسي، سواء عربيا او اجنبيا على الساحة اللبنانية، فان الاوساط العليا في الدولة لا تخفي مخاوفها حول ما اذا كان لبنان قد ترك وحيدا امام السياسات المجنونة لدونالد ترامب وبنيامين نتنياهو. وقد اكد مصدر وزاري للديار ان هناك اتصالات مكثفة تجري بين الكواليس بمشاركة اطراف عربية ودولية معنية بالوضع اللبناني تهدف إلى منع حصول اي تفجير عسكري سيكون له تداعياته الكارثية على ما يوصف على «مسار السلام»، ودائما وفق الرؤية الاميركية في المنطقة.

«اسرائيل» لم تستخلص العبرة من الحرب الاخيرة

وكان مستشار احد المراجع السياسية قد كشف للديار، ان سفيرا عربيا ابدى استغرابه امام هذا المرجع كون اللبنانيين لم يأخذوا العبرة من الحرب الاخيرة وينزعوا اي ذريعة تعود بلبنان الى تلك الاجواء الجهنمية، وهو يقصد بطبيعة الحال، نزع سلاح حزب الله. وكان رد المرجع:» اننا لم نطلق رصاصة واحدة على «اسرائيل» التي تحتل ارضنا وتواصل غاراتها الجوية القاتلة، بصورة يومية، منذ توقيع وقف الاعمال العدائية في 27 تشرين الثاني من العام الماضي.»

واضاف المرجع بأن الاسرائيليين هم الذين لم يستخلصوا العبر من أن الحرب لا يمكن ان تفضي الى الحل، بل انها تؤدي الى حرب اخرى، بالتالي الى زيادة تعقيد المشهد السياسي، او العسكري، اكثر فأكثر، وان وضع السلاح جانبا والاتجاه الى المفاوضات، هو السبيل الوحيد لايجاد حل يرضي كل الاطراف ويحول دون حصول اي انفجار او اي صدام عسكري حتى على المستوى البعيد.

واذا كان المبعوث الاميركي توم براك توقع أن يتولى السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى، وهو من اصل لبناني، مساعدة الحكومة اللبنانية على تفكيك العقبات التي تمنع الوصول الى حل للوضع القائم، فهو(برّاك) هدد لبنان بعودة الحرب «الاسرائيلية».

رسالة تهديد اسرائيلية لعون وسلام بتنفيذ خطة حصر السلاح
وتجدر الاشارة الى ان الادارة الاميركية لم تبادر بأي خطوة للضغط على «اسرائيل» من اجل تحقيق اي بند من بنود اتفاق وقف الاعمال العدائية او على الاقل وقف الغارات الجوية التي تحرج السلطة اللبنانية في محاولتها معالجة قضية سلاح حزب الله على نار هادئة.

ولكن حصل العكس، فقد حلقت مسيرات العدو الاسرائيلي فوق القصر الجمهوري والسراي الحكومي، ما يعكس رسالة اسرائيلية مباشرة للرئيسين عون وسلام بتنفيذ خطة حصر سلاح حزب الله التي وضعها الجيش اللبناني وبالقوة. ووفقا لاوساط سياسية، فقد رأت ان التهديد الاسرائيلي مفاده أن يحث رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام على التفاوض مع «تل ابيب».

زامير يدقّ طبول الحرب
وكانت لافتة امس دعوة رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال ايال زامير ضباط الجيش للعودة فورا الى التدريب والحفاظ على اعلى مستويات الجهوزية، مؤكدا على ضرورة الاستعداد للحرب على جميع الجبهات، ما يعني ان زامير يدقّ طبول الحرب، في سياق الحصار الاميركي لحمل الحكومة اللبنانية على اجراء مفاوضات مباشرة مع «تل ابيب»، بخاصة ان واشنطن تعتبر ان التمسك بالمفاوضات غير المباشرة، وبالصورة التي جرت اثناء المفاوضات لترسيم الحدود البحرية، مسألة تكتيكية تجاوزها الزمن، كما تجاوزتها التطورات بعد الحرب التي أدّت الى تشكل واقع جديد على الارض اللبنانية.

قطر تقوم بمحادثات مكثفة مع واشنطن وطهران من اجل لبنان
وفي سياق متصل، اشارت المعلومات الى انه عشية زيارة المبعوث السعودي الامير يزيد بن فرحان لبيروت، اجرت قطر محادثات مكثفة مع كل من واشنطن وطهران للحيلولة دون حصول تطورات ميدانية خطرة بين لبنان و «اسرائيل»، بخاصة ان تصريحات براك الاخيرة لا تدع مجالا للشك في أن الرئيس الاميركي اعطى الضوء الاخضر للائتلاف الحاكم في «اسرائيل» بتوجيه ضربات صاعقة لحزب الله تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، ودفعه الى التخلي كليا عن جناحه العسكري والابقاء على جناحه السياسي فقط. هذا الامر يبدو مستحيلا في الظروف الراهنة، ما قد يؤدي الى حدوث تفاعلات داخلية في لبنان لا يمكن التكهن بطبيعتها.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى