سياسة

زيارة الجولاني الى موسكو تثير حفيظة معارضيه.. إعادة إنتاج النظام السابق؟

في تطور سياسي غير مسبوق، أثارت زيارة قائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، إلى موسكو جدلًا واسعًا داخل الأوساط الثورية والمعارضة السورية، خاصة بعد تصريحاته التي أقر فيها باحترام الاتفاقيات السابقة بين النظام السوري وروسيا. هذه التصريحات دفعت القيادي السابق في الهيئة، صالح الحموي إلى شن هجوم علني على الجولاني، متهمًا إياه بتكرار سياسات النظام السابق.
الجولاني يرفض طلاس ويتحالف مع قسد
قبل أيام من زيارته إلى موسكو، رفض الجولاني عرضًا تركيًا بتعيين الجنرال مناف طلاس وزيرًا للدفاع، معتبرًا أن هذه الخطوة قد تمهد لانقلاب عسكري محتمل. وبدلًا من ذلك، اتجه نحو تفاهمات مباشرة مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، تقضي بدمج فصائل معتدلة موالية له ضمن قسد، تحت مظلة “الجيش العربي السوري”، مقابل تطبيق لا مركزية موسعة تمنح الأقليات حكمًا ذاتيًا في مناطقهم.

هذا التحول أثار غضبًا في أنقرة، التي ترى في الاتفاق تعزيزًا للنفوذ الكردي على موارد الطاقة والمياه، وتنازلاً عن السيادة الوطنية مقابل الحفاظ على السلطة.
زيارة موسكو: مصادقة لا تفاوض
الحموي علّق على زيارة الجولاني إلى موسكو، مؤكدًا أن الزيارة لم تكن للتفاوض، بل للمصادقة على اتفاقات تم إعدادها مسبقًا بين الفرق الدبلوماسية والعسكرية، وأضاف أن “البيان الختامي سيكون تقليديًا، ولن يحمل جديدًا سوى التأكيد على وحدة الأراضي السورية والعلاقات التاريخية بين البلدين”.

الجولاني يقرّ ببقاء القواعد الروسية!
وإذ انتقد الحموي بشدة تصريح الجولاني الذي قال فيه: “نحن نحترم كل ما مضى من اتفاقيات”، اعتبر أن هذا الإقرار يعني القبول ببقاء القواعد الروسية، وتحمل الشعب السوري تبعات الديون والعقود الأمنية والاقتصادية التي أبرمها النظام السابق، بما في ذلك توريد القمح والمشتقات النفطية والدوريات المشتركة في الجنوب.

هل الثورة أعادت إنتاج النظام السابق؟
في منشوره، تساءل الحموي عن جدوى الثورة إذا كانت السلطة الانتقالية بقيادة الجولاني تعيد إنتاج سياسات النظام السابق، مشيرًا إلى:

علاقات متزايدة مع روسيا والغرب
لقاءات مع إسرائيل وتسليم رفات جنودها
التنازل عن جبل الشيخ وموارد قسد
تحكيم القوانين الوضعية والعودة لحكم العائلة
فساد ومحسوبيات داخل مؤسسات الهيئة

وأكد أن الثورة لم تحقق أهدافها، وأبرزها: سلطة الشعب، محاسبة مجرمي النظام، القضاء على الفساد، وتوحيد سوريا تحت مرجعية الشريعة.

الداخل الثوري سيعيد خلط الأوراق؟
في الختام يبقى السؤال “بين تحركات الجولاني الخارجية، وتزايد الانتقادات من داخل “التيار الجهادي”، تدخل هيئة تحرير الشام مرحلة دقيقة من إعادة التشكيل السياسي والعسكري، فهل تنجح في تثبيت سلطتها ضمن مشروع دولي جديد، أم أن الداخل الثوري سيعيد خلط الأوراق؟

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى