خطة “تقسيم السويداء”.. جديد خدع الجولاني وأدواته

خاص أحوال ميديا
تفير آخر المعلومات إلى تصاعد وتيرة الحرب المخابراتية القذرة التي تشنها “الإدارة السورية الانتقالية” بقيادة أبو محمد الجولاني ضد كيان طائفة الموحدين الدروز وتماسكهم الاجتماعي في محافظة السويداء. لا تعتمد هذه الحرب على القوة العسكرية فحسب، بل على استراتيجية ممنهجة تهدف إلى اختراق النسيج المجتمعي من خلال توظيف عملاء محليين وإشاعة الأكاذيب لتحقيق أهداف سياسية توسعية، في محاولة يائسة لتعويض فقدان الشرعية الشعبية.
أدوات الجولاني داخل الطائفة
يعمل الجولاني عبر أدوات محلية تحاول التموضع كبديل قيادي مزعوم، وأبرز هذه الأدوات:
· سليمان عبد الباقي: قائد ما يسمى بـ “قوات أحرار الجبل”، ويقوم حاليًا بحملة اتصال مكثفة بأهالي السويداء، ويبث وعوداً كاذبة بمكتسبات وهمية في محاولة لشراء الذمم ودفع الناس للانقلاب على قيادتهم الشرعية ممثلة بالشيخ حكمت الهجري.
· ليث البلعوس: نجل الشيخ وحيد البلعوس، ويترأس “قوات الكرامة”، ويشارك في هذه الحملة التضليلية.
· الوزير بحكومة الجولاني أمجد بدر: وهو اسم آخر يبرز في سياق هذه الشبكة الموالية للجولاني، والتي تعمل بتنسيق كامل معه.
تقوم هذه المجموعة بنشر إشاعة خطيرة مفادها وجود اتفاق تركي – إسرائيلي على تقسيم السويداء إلى “سويداء غربية” و”سويداء شرقية” وترسيم حدود لفترات طويلة، وذلك بهدف بث روح الإحباط واليأس بين صفوف أبناء الطائفة.
الوعود الكاذبة والفخاخ المفضوحة
في فيديو مصور حاول سليمان عبد الباقي تقديم نفسه كمُنقذ، مروجاً لعدد من الوعود التي لا تخفي حقيقتها الفخاخ التي تُنصب لأهالي السويداء:
· السماح بعودة المهجرين: يشترط عبد الباقي أن تكون العودة تحت سلطة الجولاني فقط، مما يحول حق العودة إلى أداة للابتزاز السياسي وفرض الولاء.
· الانضمام للأمن العام والجيش: يعد برواتب مغرية للانضمام إلى تشكيلاته التابعة للجولاني، في محاولة واضحة لاستقطاب الشباب وبناء قوة محلية موالية له تضمن نفوذه.
· نفي وجود أزمة حقيقية: يتجرأ عبد الباقي على نفي وجود عدد كبير من المخطوفات أو أزمة قطع الطرق، بينما على الأرض تعاني السويداء من حصاد خانق، حيث أُغلقت الأفران أمس بسبب عدم وجود طحين نتيجة الحصار الذي تفرضه ميليشيات الجولاني وعصابته على المحافظة.
اختطاف الأسماء وشرعنة الوجود
في سقطة تكشف حجم التضليل، يحاول هؤلاء العملاء إلصاق تنسيق مزعوم مع سماحة الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل. ولكن وحسب مصادر موثوقة، لا يوجد أي تنسيق من قبل الشيخ طريف مع هؤلاء العملاء الثلاثة الذين يحاولون الزج باسمه فقط لكسب مصداقية زائفة وخداع الناس. هذه التكتيكات ليست سوى محاولات يائسة لشرعنة وجودهم وتمرير أجندة الجولاني.
الرد الرسمي عبر موقف اللجنة القانونية العليا في السويداء
رفضت اللجنة القانونية العليا في السويداء، في بيان هام، ما يسمى “خارطة الطريق لحل أزمة السويداء” التي أعلنت عنها الحكومة السورية، ووصفتها بأنها محاولة للتنصل من المسؤولية. وأكدت اللجنة في بيانها على عدة نقاط جوهرية:
· رفض المحاسبة المحلية: لا يمكن أن يكون الطرف المتهم (الحكومة) هو نفسه القاضي. وأكدت على ضرورة محاسبة دولية عادلة عن الجرائم التي وصفتها بـ “جرائم ضد الإنسانية”.
· كشف محاولات التفتيت: اعتبرت أن الحديث عن تشكيل مجالس محلية وقوات شرطية مشتركة هو محاولة لفرض وصاية جديدة وزرع الفتنة.
· التأكيد على حق تقرير المصير: نظراً لعقود من التهميش والجرائم الأخيرة، أكدت اللجنة على الحق القانوني والأخلاقي لأبناء السويداء في تقرير مصيرهم، سواء عبر الإدارة الذاتية أو الانفصال كخيار أخير.
لا ثقة بوعود الجلاد
بناء على كل ما تقدم، فإن الرسالة التحذيرية يجب أن تكون واضحة:
· وعود الجولاني وعملائه كاذبة: كل الوعود المتعلقة بالعودة الآمنة والخدمات والرواتب ليست سوى طعم لاجتذاب أهالي السويداء إلى حظيرة الخضوع. من يستحضر دماء الشهداء الذي أراقها الجولاني وجنوده في السويداء لن يثق بوعودهم.
· المشروع الحقيقي هو السيطرة: الهدف النهائي هو إخضاع ثلث السويداء لسيطرة مباشرة لهؤلاء العملاء، لاستخدامها كقاعدة للمواجهة مع الشيخ حكمت الهجري والقيادة الشرعية للمحافظة.
· الثبات والوحدة هما السلاح: الطريق الوحيد لمواجهة هذه المخططات هو التشبث بالوحدة المجتمعية والتمسك بالقيادة الشرعية التي تمثل إرادة الناس، وعدم الانجرار وراء الخطاب الطائفي أو الوعود المادية الزائلة.
المرحلة حرجة.. واليقظة ضرورية
إن ما يجري هو معركة مصير تحاول فيها قوى الظلام والتطرف تمزيق آخر معاقل الكرامة والسلم الأهلي في سوريا. اليقظة والوعي وفضح مخططات هؤلاء العملاء ومحاولاتهم اليائسة لشرعنة وجود سيدهم الجولاني هي واجب كل مواطن غيور على سويداء وأهلها. إن ثبات السويداء في وجه هذه العاصفة سيكون درساً بأن إرادة الشعوب أقوى من كل دبابات الجولاني وعملائه.