
إن إقفال فرع الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي في بعقلين ـ الشوف، ليس مجرّد إجراء إداري عابر، بل هو إعتداء مباشر على حقوق أبناء المنطقة، وحرمان لآلاف العائلات من شريان حياتها الأساسي. هذا القرار الجائر يكشف بوضوح حقيقة التعاطي مع المؤسّسات العامة وكأنها ملكٌ خاص، تُدار وفق مزاج بعض المسؤولين ومصالحهم الضيّقة. فالفرع ليس عقاراً شخصياً يُورَّث، ولا ورقة إنتخابية تُسحَب من التداول بعد إنتهاء الإستحقاقات.
إنّه مؤسسة عامة قامت على عرق الناس وأموالهم، ومن واجب الدولة أن تحميها وتطوّرها، لا أن تسلّمها لمقصلة الصفقات. اليوم، يضع أبناء الشوف ثقتهم في الزعامة الجنبلاطية التي لطالما قدّمت نفسها درعاً للمجتمع وضمانةً للناس، عبر مواقفها وعبر نوّاب كتلتها ووزرائها الذين يرفعون شعار الوقوف إلى جانب الشعب في كل محنة. فهل يُعقل أن يُقابل إقفال هذا الفرع بصمت؟ إن السكوت هنا خيانة للثقة التي أولَاهم إيّاها الأهالي، وتخلٍّ عن مسؤولية وطنية وأخلاقية… إنّ أي محاولة للمساس بفرع الضمان الإجتماعي في بعقلين ـ الشوف ستُواجَه بموقف شعبي واسع، لأن الناس لم تعد تقبل أن تتحوّل حقوقها إلى رهينة في أيدي المتاجرين بها. فالضمان ليس ودائع مصرفية تُنهب على مرأى من الجميع، والمؤسّسات العامة في الشوف ليست ساحة تجارب للسلطة، ولا الكرامة الإجتماعية بنداً يُشطب بجرة قلم لإرضاء نزوات بعض المتسلّطين.