سياسة

داعش يحشد لـ”معركة حلب” واستعادة “دولة 2015”!

نادر علي - ارم نيوز

كشف عن خطوة لافتة بإعلان تعيين “والٍ” على مدينة، بعد يومين على تنفيذه أول هجوم في عهد الإدارة السورية الجديدة، ما اعتبره خبراء مؤشرًا على اختيار التنظيم المدينة الشمالية الاستراتيجية، بوابة لعودته إلى زخم نشاطه الذي بلغ ذروته قبل عشرة أعوام.

ويعتقد خبراء أن التنظيم يسعى إلى عدة أهداف من وراء جعل حلب أول أهدافه في عملياته الجديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد، منها القيمة الاستراتيجية للمدينة الشمالية، إضافة إلى سعيه لكسب تأييد “متطرفين” من خلال إحياء “إرثها الإسلامي”، خصوصًا أن المدينة كانت هدفًا سابقًا سعى إليه التنظيم.

في 2015 كان داعش يسيطر على 50% من الجغرافيا السورية، وكانت النسبة الكبرى منها في مناطق غير مأهولة بالسكان، خصوصًا في البادية وتدمر، لكن التنظيم خاض حينها بضع معارك لدخول حلب، خصوصًا من الشطر الغربي الذي كان تحت سيطرة نظام الأسد.

أخبار ذات علاقة

وخلال الأشهر الأخيرة من 2015 كثّف التنظيم من استهدافه لحلب، واجتاح بضع قرى، كما فرض حصارًا مطبقًا على مطار كويرس العسكري، وعمل على الاستيلاء على الممر الاستراتيجي بين أعزاز وحلب، وبلغ “هوس” التنظيم في إخضاع المدينة إلى حدّ استخدام غاز الخردل، كما وثّقت ذلك منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

لكن حُلم التنظيم في دخول المدينة اصطدم حينها بالتدخل الروسي الحاسم إلى جانب قوات بشار الأسد، التي استطاعت مع ميليشيات إيرانية وعراقية السيطرة الكاملة على المدينة في نهاية 2016.

بعد 10 سنوات
للمرة الأولى منذ هزيمته في 2019، شهد بداية العام الحالي نشاطًا ملحوظًا للتنظيم مستغلًّا “الارتباك” الأمني في البلاد، إذ كشف تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” أن التنظيم الإرهابي استقطب مقاتلين جددًا وزاد عدد هجماته، وذلك وفق توثيق مسؤولين من الأمم المتحدة والولايات المتحدة.

وأظهرت عمليات منفردة وتقارير أمنية متعدّدة تعاظم نشاط داعش في سبيل عودته مجددًا، لكن ما كان لافتًا اختيار التنظيم لمدينة حلب لتكون انطلاقًا لعملياته، بعد كشف منصّاته عن تعيين “والٍ” للمدينة، كما كان يفعل أثناء تمدده الواسع بين عامي 2014 و2016 عندما أعلن ما سمّاه “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.

ويرى الخبير الاستراتيجي، الدكتور عامر السبايلة، أن خطوة داعش بالبدء من حلب تهدف أولًا إلى “استباق عملية استهدافه في المناطق المفتوحة التي يتمركز فيها في مناطق، مثل: البادية، وتدمر، ورفع كلفتها”، ثم “ضرب المنظومة الأمنية في داخل المدن الكبرى”.

أخبار ذات علاقة

ويضيف السبايلة في تصريح لـ “إرم نيوز” أن “حلب مهمة لداعش ليس فقط بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي، بل لأن أهميتها وقيمتها توازي العاصمة دمشق”، وبالتالي فإن ضرب المنظومة الأمنية في مدينة استراتيجية، مثل: حلب، “سيشكل نقطة انطلاقة” يسعى التنظيم من خلالها استعادة ما خسره في 2015.

أهمية دينية
لكن الباحث وأستاذ العلوم السياسية، الدكتور خالد شنيكات، ينوّه إلى أهمية “دينية موازية للأهميتين الاستراتيجية والعسكرية” لمدينة حلب التي يقول إنها “حاضرة من حواضر الإسلام قديمًا”، ووفق اعتقادات الجماعات المتطرفة فإن “جيش نصر المسلمين سيتم تشكيله من حلب”.

ويضيف شنيكات في تصريح لـ “إرم نيوز” أن داعش على غرار الجماعات المتطرفة، يؤمن بأن من يسيطر على حلب سيعيد تشكيل المنطقة “بالاستناد إلى الأهمية الكبيرة للمدنية مترامية الأطراف، ومكانتها في التاريخ الإسلامي، حيث منها انطلق صلاح الدين الأيوبي، وبدأت معارك كبرى في التاريخ الإسلامي”.

كما يلفت إلى تفكير داعش باستقطاب أكبر دعم متوقع من المتشددين في استهدافه للمدينة الاستراتيجية، صاحبة الكثافة السكانية العالية، والحضور الاقتصادي القوي الموازي لدمشق، وذلك من خلال “إحياء التاريخ”.

من هو “الوالي”؟
أما الشخص الذي أعلن داعش عن تعيينه واليًا لحلب عبر منصاته، فيُدعى “أبو دجانة الجبوري”، وهو قيادي سابق في “جبهة النصرة” المنحلة، وينحدر أصلًا من المدينة.

كان “أبو دجانة الجبوري”، من آلاف المقاتلين المتشددين الذين قاتلوا ضد الغزو الأمريكي للعراق، وعندما عاد إلى سوريا في العام 2009، أودعه النظام السابق في سجن صيدنايا، حتى أفرج عنه عند بدء الحرب الأهلية في 2011.

وتولى “أبو دجانة” مناصب قيادية في معسكرات تنظيم “جبهة النصرة” وكان من أبرز شخصياتها إلى حين انشقاقه عنها وانضمامه لتنظيم داعش في 2014.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى