تغريدة وهاب.. هل كشفت تغلغل فكر ابن تيمية لدى الجماعات المتشددة في لبنان؟

هل بات فكر ابن تيمية هو المسيطر في الجماعات الاسلامية المتشددة في لبنان لا سيما في عاصمة الشمال طرابلس؟ يبرز هذا السؤال بعد الهجوم الذي تعرض له الوزير السابق وئام وهاب من قبل الجماعات السلفية والاسلامية المتشددة التي تؤيد أفكار ابن تيمية الذي حمّله وهاب في احدى تغريداته مسؤولية ما أسماه بـ”فتنة الامة” واطلق وهاب موقفه بظل ما يتعرض له أبناء طائفة الموحدين الدروز في صحنايا بريف دمشق بعد المجزرة التي لحقت بهم قبل أسابيع حيث لا زالوا يتعرضون للقتل والاعتقال والتعذيب وجريمتهم الوحيدة انهم من الطائفة الدرزية.
وإذ أراد وهاب تبرئة الإسلام المحمدي الأصيل من هذه الجرائم وربط هذه الإعتداءات التي تطال أبناء الطائفة الدرزية في صحنايا بالجماعات المتشددة التي تؤيد فكر ابن تيمية، والذي بدوره يكفّر المذاهب الاسلامية الاربعة بمن فيهم اهل السنة المعتدلين، الذين لا يؤمنون بافكار ابن تيمية المتشددة وفي مقدمها الموحدين الدروز والعلويين والشيعة والاسماعيلية ويعتبر فكر ابن تيمية انهم خارجين عن الإسلام وبالتالي يحلل دماءهم ونساءهم وأرزاقهم.
لكن اللافت كان حجم الغضب الذي ظهر في عاصمة الشمال طرابلس بعد تغريدة وهاب حيث تم التهجم عليه على خلفية موقفه من فكر إبن تيمية، وهذا ما يطرح السؤال حول دور هذا الفكر، فهل تغلغل بهذا القدر الكبير حيث بات هو المرجع بالنسبة الى جزء كبير من الجماعات المتشددة في لبنان عموما والشمال بشكل خاص حيث توجد بعض الظواهر المتشددة، وهل هذا يعتبر مؤشراً لدور مستقبلي يمكن ان تلعبه هذه الجماعات المتشددة فكريا في طرابلس، لا سيما بعد ان تلقت هذه الجماعات دفعة معنوية بعد وصول الجماعات المتشددة الى مركز الحكم في سوريا.
والسؤال هل سنكون امام سيناريو أمني على غرار ما شهدناه في مخيم نهر البارد قبل سنوات من معارك مع الجيش اللبناني، الى باقي المواجهات التي خاضها الجيش ضد الجماعات التكفيرية في الشمال، السؤال يبقى رهن الأيام المقبلة ورهن موقف المرجعيات الإسلامية من أجل توضيح حقيقة الأمور، في تأكيد رفضهم لربط الفكر الإرهابي بالدين المحمدي الأصيل، والذي يشكّل الموحدون الدروز جزءا أساسياً منه، لجهة تحريم القتل والذبح والسبي والجزية الى ما هنالك من ممارسات لا تمت للإسلام الحقيقي بصلة.